
زيادة ساعات التغذية الكهربائية مرتبطة بوصول الغاز الأذربيجاني للمنطقتين الوسطى والجنوبية - 2 آب 2025 (عنب بلدي/ ديان جنباز)
زيادة ساعات التغذية الكهربائية مرتبطة بوصول الغاز الأذربيجاني للمنطقتين الوسطى والجنوبية - 2 آب 2025 (عنب بلدي/ ديان جنباز)
“انتهى الأسبوع الأول منذ بدء توريد الغاز الأذري لسوريا، ولم تتجاوز ساعات التغذية الكهربائية خمس ساعات يوميًا”، تعبر فاطمة المعراني، المقيمة في منطقة الصناعة في مدينة دمشق، عن انتظارها التحسن في ساعات وصل الكهرباء بعد الوعود الحكومية لعنب بلدي.
وكذلك لم يجد صلاح طيبه، أحد سكان منطقة دويلعة، تحسنًا في ساعات التغذية كان سوى في يوم واحد، إذ وصلت التغذية ثماني ساعات، وبعدها عادت لوضعها الاعتيادي بين أربع وست ساعات.
ولم يلحظ أهالي دمشق، زيادة في ساعات التغذية الكهربائية، حسبما أعلن عنها عند بدء توريد الغاز الأذربيجاني لسوريا عبر تركيا، في 2 من آب الحالي، والتي تحددت ضمن 8-10 ساعات يوميًا.
و الذي أثار استياء الأهالي، كون التصريحات السابقة كلها أفادت بتطبيق الزيادة عند بدء وصول الغاز الأذربيجاني، معتبرين أن وعود تحسين القطاع الكهربائي لا تطبق على أرض الواقع.
يختلف التقنين الكهربائي وبرنامجه من حي لآخر، ومن منطقة لأخرى، ورغم مطالب الأهالي القديمة بتوحيد التقنين الكهربائي، فإن التباين بساعات التغذية مازال قائمًا.
شقيقة السيدة الثلاثينية فاطمة المعراني، المقيمة في حي التجارة بدمشق، تنعم بساعات تقنين تتراوح بين ست وثماني ساعات يوميًا، معتبرة أن العدالة الكهربائية “صعبة التطبيق”، منذ عهد النظام السابق وحتى الآن.
ميشيل خوري، أحد سكان حي باب شرقي في دمشق، أوضح لعنب بلدي أن ساعات التغذية الكهربائية في الأسبوع الأخير تحسنت، ولكن ليس بالساعات التي صرحت الوزارة عنها، مشيرًا إلى أن ساعات التغذية الكهربائية في الحي تتراوح بين خمس وسبع ساعات يوميًا.
مراسل عنب بلدي في الساحل السوري، أفاد أن مدينتي اللاذقية وطرطوس لم تشهدا أي تحسن ملحوظ بعد بدء توريد الغاز الأذربيجاني، ولكن بطبيعة الحال، واقع التقنين الكهربائي في مدينة طرطوس وبانياس، أفضل من مدينة اللاذقية.
أما مراسل عنب بلدي في حلب، فأكد أن التقنين لم يطرأ عليه أي تعديل، إذ تصل ساعات التغذية يوميًا لأربع ساعات فقط.
بدأ تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، في 2 من آب الحالي، وقال وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن تصدير الكهرباء إلى سوريا يتم عبر ثماني نقاط مختلفة، ومن المنتظر زيادة قدرة التصدير بنسبة 25% أولًا، وإلى أكثر من الضعف لاحقًا.
مدير الشركة السورية للغاز، يوسف اليوسف، قال لعنب بلدي حينها، إن سوريا ستستقبل 3.4 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من أذربيجان عبر الجانب التركي، وستدخل في شبكة الغاز السورية فورًا، مشيرًا إلى أن الكميات تدخل بشكل تدريجي في الأسبوع الأول، وبعده سيصل الضخ لمعدل التزويد الثابت المعلن.
مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، قال لعنب بلدي إن سبب تأخر البدء بزيادة ساعات التغذية الكهربائية، على خلاف ما تم الإعلان عنه سابقًا، يعود إلى ما توصلت إليه الفرق الفنية السورية والتركية بخصوص ضخ الغاز الأذربيجاني، إذ بدأت عمليات الضخ بشكل تجريبي وبكميات محدودة وصلت إلى 750 ألف متر مكعب يوميًا، من أصل الكمية المقررة البالغة 3.4 مليون متر مكعب.
ويهدف هذا الضخ التدريجي إلى مراقبة الضغوط وإجراء موازنة دقيقة بين الشبكتين السورية والتركية، لتفادي أي مشاكل فنية محتملة ومعالجة الأعطال إن وُجدت، وهو ما يتطلب تمديد فترة التجربة لنحو ستة أيام بحسب التقديرات الفنية.
وأكد أبو دي أن ضخ الغاز الأذربيجاني يتم حاليًا عبر شبكة معزولة في المنطقة الشمالية (محافظة حلب)، وتجرى مراقبة دقيقة لضغوط الشبكة بشكل يومي، بالتوازي مع إجراءات الموازنة مع الشبكة التركية.
وبعد التأكد من استقرار الضغوط وجهوزية شبكة الكهرباء، سيتم التحقق من جهوزية محطة “التوينان”، لضخ الغاز إلى المنطقتين الوسطى والجنوبية، مما سيسهم بزيادة التغذية الكهربائية بشكل فعلي.
وأعلنت مديرية الكهرباء سابقًا أن ساعات التغذية ستتراوح يوميًا بين ثماني وعشر ساعات، عند بدء التوريد.
وأكد أبو دي، أن الكمية المتوقعة في ساعات التغذية الكهربائية ستتراوح ما بين ثماني وعشر ساعات يوميًا، وستكون شاملة لجميع المحافظات السورية، موضحًا أن نجاح هذه الخطوة مرتبط بوصول الغاز الأذربيجاني إلى المنطقتين الوسطى والجنوبية، وهو ما يتوقع أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة بعد استكمال الجهوزية الفنية لمحطة “التوينان”.
وأشار إلى أن كميات الكهرباء التي سيتم إنتاجها من الغاز ستخصص بالكامل لتغطية الأحمال المنزلية، وبقية الأحمال (الصناعية والتجارية) يتم تزويدها عبر التوليد المحلي المعتمد على الغاز والفيول المحليين.
وسيتم توزيع الطاقة الكهربائية بين المحافظات وفق برنامج مدروس يأخذ بعين الاعتبار جهوزية الشبكات الكهربائية، وعدد المشتركين، وأطوال الشبكات في كل محافظة.
قال أبو دي أن التحسن الأخير عن الفترة السابقة يعود إلى إدخال عنفة توليد جديدة ذات مردود عالٍ بعد الانتهاء من صيانتها، بدلًا من عنفة أخرى تم توقيفها.
كما أسهم التطبيق الصارم لبرنامج التقنين من قبل شركات الكهرباء في تحسين التوزيع، إلى جانب ترشيد استهلاك الطاقة في الدوائر الحكومية بعد انتهاء الدوام الرسمي، ما انعكس بشكل إيجابي على المواطنين خلال الأيام الماضية.
وفيما يتعلق باختلاف ساعات التغذية بين مناطق دمشق، أكد أبو دي أن لكل منطقة جدول تقنين واضح، لكن ما يحدث من تباين في الواقع يعود للأعطال الطارئة التي تؤثر على استمرارية التغذية في بعض الأحياء.
وشرح أن هذه الأعطال تؤدي إلى تغيرات في أدوار التغذية، ولا يتم تعويض المناطق المتضررة ببرامج تغذية بديلة، ما يعطي انطباعًا باختلاف ساعات التغذية بين المناطق.
وكان “صندوق قطر للتنمية” أعلن البدء بالمرحلة الثانية من دعم الطاقة الكهربائية، بناء على توجيهات أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وذلك في إطار التعاون بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة السورية.
وذكرت السفارة القطرية في دمشق في بيان، في 31 من تموز الماضي، أن هذه الخطوة تأتي “استكمالًا لجهود دولة قطر في دعم الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة في قطاع الكهرباء”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى