المنتخب السوري يحصد سبع ميداليات في بطولة العالم ل"البنجاك سيلات" - 3 آب 2025 (المدرب منير المشوح)
أربع فضيات وثلاث برونزيات للمنتخب السوري في أول مشاركة ببطولة العالم لـ ”البنجاك سيلات”
عنب بلدي – رغد عثمان
حقق المنتخب السوري للفنون القتالية برياضة “البنجاك سيلات” أربع ميداليات فضية، وثلاث برونزيات، في أول مشاركة له ببطولة العالم التي أقيمت منافساتها بإندونيسيا، في 3 من آب الحالي.
وحصل على الميدالية الفضية اللاعب محمد التيناوي، فيما نال الميدالية البرونزية كل من اللاعبين حمزة التيناوي، وأحمد شريقي، وزين الرفاعية.
تعود جذور “البنجاك سيلات” إلى جزيرة سومطرة في إندونيسيا، وهي أحد أنواع الفنون القتالية التقليدية، التي تتميز بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين اللكمات، والركلات، والإسقاط على الأرض.
كما يشمل استخدام الأسلحة البيضاء (العصا، السكين، النينشاكو) ما يجعلها فنًا قتاليًا متكاملًا في الدفاع عن النفس، وأسلوبًا متفردًا عن بقية الفنون القتالية الأخرى.
ويوجد أكثر من 100 مدرسة حول العالم لتدريب “لبنجاك سيلات”، من أبرزها مدرسة “التاباك سوتشي المحمدية”، وهي المدرسة المعتمدة في سوريا.
بدأت “البنجاك سيلات” تنتشر في سوريا منذ بداية تشرين الأول 2023، وكانت بداية ظهورها بمحافظتي دمشق وحلب.
واقع “البنجاك سيلات” في سوريا
قال مدرب المنتخب الوطني، منير المشوح، لعنب بلدي، إن “البنجاك سيلات” رياضة تدمج بين الجانب الاستعراضي وفنون القتال الحقيقي، وتعد من رياضات الـ”فول كونتاكت”، لكنها لا تسمح بالضرب على الوجه، ما يمنحها توازنًا بين السلامة والفعالية في الدفاع عن النفس.
وتحولت كثير من الفنون الأخرى إلى استعراضات تعتمد على “اللايت كونتاكت” أو اللمس فقط، وهو ما أفقدها جوهرها القتالي، حسب المشوح.
وأضاف أن هذه الرياضة لا تقتصر على فئة عمرية معينة، ويمكن أن تمارس من عمر 6 إلى 60 عامًا، ورغم حداثة هذه الرياضة في سوريا، فإنها لاقت استحسانًا واسعًا بين الرياضيين، خصوصًا لما تحمله من تنوع وتكامل يسهل على ممارسي “الكاراتيه” و”الكونغ فو” و”الجودو” التأقلم معها وفهم أسلوبها.
دعم إندونيسي
نوه الكابتن إلى أن أهم الخطوات التي أسهمت بنجاح اللعبة في سوريا هي الدعم والمتابعة المباشرة من السفارة الإندونيسية في دمشق، بإشراف السفير، واجد فوزي، ودعم الخبير الإندونيسي ومؤسس اللعبة في سوريا، صفيان رجال، الذي أشرف على عملية انتقاء عناصر المنتخب الوطني، بالتعاون مع عدد من المدربين السوريين، وفق معايير محددة.
وأسهم وضع خطة تدريبية مشتركة بشكل كبير في تحقيق المنتخب نتائج إيجابية بتجربته الدولية الأولى، رغم محدودية الإمكانيات.
وعن المعايير التي يتم اختيار اللاعبين على أساسها، أوضح المدرب أنه يجب أن يكون اللاعب قد حصل على حزام بدرجة “2 ياسمينه”، وأن يكون ملمًا بأساسيات اللعبة، وسليم الجسد من الإصابات الرياضية التي تعوقه عن الفوز في البطولة، وأن يجتاز الانتقاء، وهو عبارة عن منافسة اللاعب مع لاعبين من نفس وزنه.
منهجيات تدريبية
المنهج التدريبي المعتمد في رياضة “البنجاك سيلات” متدرّج في سوريا، إذ يبدأ ببناء اللياقة البدنية، وتعلم المهارات القتالية اليدوية والركلات، بحسب ما قاله الحكم والمدرب الدولي لـ”البنجاك سيلات”، إبراهيم نوح، وهو رئيس لجنة التحكيم بحلب.
ويتدرج الأمر وصولًا إلى “التونجال”، الذي يجمع بين القتال والرقص التقليدي وإبراز مهارة التوازن، وينتهي المنهج باستخدام الأسلحة البيضاء.
أضاف نوح لعنب بلدي، أن التدريب يشمل أيضًا جوانب فنية تتمثل بالحركات الدقيقة والتوازن والتسلسل، وجوانب بدنية مثل المرونة والتحمل والسرعة، بالإضافة إلى الجانب النفسي الذي يركز على تنمية التركيز وضبط النفس، حسب نوح.
وأضاف أن المدربين السوريين يعتمدون على منهجيات تدريبية مستندة إلى المعايير الدولية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي “للبنجاك سيلات” (PERSILAT)، مع اهتمام بتطوير اللاعبين على المستويين المحلي والدولي.
وأوضح المدرب أنه على الرغم من القيمة الفنية والثقافية الغنية لرياضة “البنجاك سيلات”، فإن انتشارها في سوريا لا يزال محدودًا، إذ تتركز ممارستها بشكل أساسي في محافظتي دمشق وحلب، ويُقدَّر عدد المدربين المعتمدين محليًا ودوليًا بـ40 مدربًا، كثير منهم لا يمارسون التدريب حاليًا، الأمر الذي يشكّل أحد أبرز التحديات أمام تطوير هذه الرياضة.
صعوبات ورؤية مستقبلية
يرى خبراء ومدربو اللعبة الذين التقتهم عنب بلدي، أن هناك مجموعة تحديات تواجه اللاعبين والمدربين في سوريا، تتمثل بحداثة الرياضة وضعف انتشارها، وعدم وجود صالات تدريب خاصة، إضافة إلى غياب الدعم المؤسسي والإعلامي، والافتقار إلى وجود اتحاد مستقل لـ”البنجاك سيلات” في سوريا، وضعف الوعي العام بجذورها وقيمها الأخلاقية، ما يفضي أحيانًا إلى تصورات خاطئة عنها.
ولمواجهة هذه التحديات، أكدوا أن الخطوة الأولى تكمن في إنشاء اتحاد خاص للعبة، إلى جانب إدراجها ضمن نشاطات الأندية والمدارس، وتنظيم بطولات محلية دورية في مختلف المحافظات.
كما شددوا على أهمية تدريب كوادر جديدة من مدربين وحكام وإداريين بشهادات معتمدة، وإطلاق حملات إعلامية للتعريف باللعبة ونشر قيمها، فضلًا عن دعم المبادرات الشبابية الرامية إلى إنشاء مراكز تدريب مستقلة، بما يضمن توسيع قاعدة الممارسين ورفع مستوى المنافسة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :