مجلس الأعمال الأمريكي- السوري يؤسس لشراكات اقتصادية

قال عضو المجلس الاستشاري في مجلس الأعمال الأمريكي- السوري لؤي الحمصي إن المجلس يعمل على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار الأمريكي في سوريا، من خلال بناء شراكات استراتيجية في قطاعات حيوية تدعم إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، الزراعة الذكية، تكنولوجيا المعلومات، الصناعات الدوائية، النقل، والتعليم الرقمي.

وأضاف الحمصي لعنب بلدي، في 9 من آب، على هامش مشاركته في مؤتمر “SYNC25 II”، في يومه الثاني، إنه رغم التحديات، هناك فرص واعدة في سوريا، خصوصًا في قطاع الطيران، البنية التحتية الرقمية، والتصنيع الزراعي.

وأشار إلى أن الحاجة المحلية في سوريا تلتقي مع الاهتمام الأمريكي في الابتكار ونقل التكنولوجيا، ولذلك فإن المجلس يعمل سواء من خلال “SYNC25” أو غيره من المؤتمرات الدولية على تسليط الضوء على الفرص السورية للمستثمرين الأمريكيين المهتمين بالانخراط في مرحلة ما بعد التعافي.

الزيوت والمنتجات الزراعية

ويهدف المؤتمر الذي حضرته عنب بلدي، إلى بناء جسور بين سوريا ووادي السليكون بالولايات المتحدة، وربط المهنيين السوريين بأحدث التطورات التقنية التي كانت إلى حد كبير غير متاحة لهم في السنوات الأخيرة، وتأمين فرص عمل للشباب السوري المختص في مجال المعلوماتية والتكنولوجيا.

وحول العوامل التي تجذب الفعاليات الأمريكية إلى سوريا، قال الحمصي إن هناك العديد من السلع السورية التي تثير اهتمام الأسواق الأمريكية، وتشمل الزيوت الطبيعية، الأعشاب الطبية، النسيج السوري اليدوي، المنتجات الزراعية العضوية، والزجاج الدمشقي، مبينًا أن هذه المنتجات تتمتع بسمعة طيبة ويمكن أن تجد لنفسها مكانًا في الأسواق الأمريكية إذا أُزيلت العوائق في وجهها.

القيود المالية والجمركية

ويتطلب الارتقاء بمستوى التبادل التجاري السوري- الأمريكي، خطوات تشريعية وتنظيمية من الجانبين، تبدأ بتخفيف القيود المالية والجمركية وخلق مسارات قانونية وآمنة للتعاملات التجارية الثنائية.

وتتمثل المعوقات الرئيسية التي تعيق التبادل التجاري بين البلدين، وفقًا للحمصي، بالعقوبات الاقتصادية على سوريا، والقيود على التحويلات البنكية، وعدم وجود اتفاقيات تجارية ثنائية واضحة.

وتضم السوق السورية أكثر من 20 مليون مستهلك ولها موقع استراتيجي يجعلها بوابة للأسواق الإقليمية، وهي تشكل “فرصة مهمة” لعرض وتسويق المنتجات الأمريكية في مجالات التكنولوجيا، التعليم، الطاقة، والخدمات المالية، حسبما قال الحمصي.

شركات أمريكية مهتمة بالسوق السورية

وكشف عضو مجلس الأعمال الأمريكي- السوري أن الكثير من الشركات الأمريكية بقطاعات الطيران وخدماته، النفط والغاز والتكنولوجيا ومصدري المواد الأولية أبدت اهتمامًا بالسوق السورية الواعدة، شريطة وجود بيئة تشريعية واضحة وآمنة.

ولتفعيل العلاقات الاقتصادية المشتركة قام أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي السوري منذ بداية مراحل تأسيسه، بتنظيم طاولة مستديرة في حزيران الماضي جمعت مصارف أمريكية وسورية ومسؤولين من البلدين وعقد ندوة سياسات اقتصادية في تموز الماضي، جمعت مسؤولين رفيعي المستوى من عدة إدارات أمريكية مع وزير الاقتصاد ووزير الاتصالات عبر خاصية الاتصال المرئي لبحث مختلف جوانب التعاون.

تمديد “قيصر” يعيق التعافي

وردًا على سؤال حول تأثير المجلس والجالية السورية في الولايات المتحدة على صانعي القرار، لاسيما فيما يتعلق بعقوبات “قيصر”، أجاب الحمصي أن المجلس يتابع عن كثب كل المقترحات القانونية المرتبطة بعقوبات “قيصر”، ويعمل بشكل نشط عبر القنوات الدبلوماسية والمؤسسية للتأكيد أن التمديد غير المدروس للعقوبات يضر بمصالح المدنيين السوريين ويعيق فرص التعافي الاقتصادي.

وأضاف أن الجالية السورية أجرت لقاءات متعددة مع أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب، وقدّموا مذكرات وشروحات تُظهر ان أسباب العقوبات قد زالت وتم تسليط الضوء على معاناة الأسر السورية في الداخل وضرورة إعطاء الأولوية للحلول الاقتصادية التنموية بدل المعاقبة الجماعية.

وشارك في مؤتمر “SYNC25 II”، الذي استمر على مدى يومي 8 و9 آب، في فندق البوابات السبع بدمشق، نخبة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، إلى جانب رجال أعمال سوريين وعرب وأجانب، وممثلي الشركات الناشئة ورواد الأعمال، فضلًا عن فعاليات شبابية وإعلامية.