أوضاع مقلقة لمرضى السرطان في السويداء

مرضى السرطان في السويداء دون أدوية للأسبوع الرابع - 7 آب 2025 ( وكالة هاوار للأنباء)

camera iconمرضى السرطان في السويداء دون أدوية للأسبوع الرابع - 7 آب 2025 ( وكالة هاوار للأنباء)

tag icon ع ع ع

يواجه مرضى السرطان في محافظة السويداء وضعًا إنسانيًا “شديد الخطورة”، إذ تزايدت المخاطر على حياتهم نتيجة النقص الكبير في الأدوية الأساسية وصعوبة الوصول إلى مراكز العلاج في دمشق، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم وقلّص فرصهم في تلقي العلاج في الوقت المناسب.

عدم القدرة على الوصول

أدّت الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء إلى انقطاع طريق دمشق – السويداء، منذ 13 من تموز الماضي، ما عرقل وصول المرضى إلى المستشفيات وتلقي العلاج.

بالمقابل تواصل منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إمدادها لمحافظة السويداء بالمساعدات التي تغطي جزء من الاحتياجات الكبيرة، وكذلك عمليات إجلاء المرضى والمدنيين، عبر معبر بصرى الشام شرقي محافظة درعا، بدعم من منظمات دولية وإنسانية ومتبرعين.  

وقال الطبيب المتخصص في علاج الأورام، والمتابع لملف المرضى في المحافظة، بليغ غرز الدين، لعنب بلدي، إن عدد مرضى الأورام في السويداء يتراوح بين 1500 و2000 مريض، موزعين بين مستشفى السويداء الوطني والمرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى البيروني بدمشق.

وأوضح غرز الدين أن نحو 60% إلى 70% من المرضى كانوا يراجعون مستشفى البيروني، مقابل 40% في مستشفى السويداء الوطني، إلا أن الظروف الأمنية الراهنة وانقطاع الطريق حالت دون تمكن المرضى من الوصول إلى دمشق لمتابعة علاجهم.

نقص الأدوية

إلى جانب انقطاع طريق دمشق – السويداء نتيجة الاشتباكات بين فصائل محلية في السويداء ومسلحين من عشائر البدو وقوات الأمن العام، يواجه مرضى السرطان في المحافظة “أزمة حادة” تتمثل في نقص الأدوية الكيميائية والمناعية اللازمة لجرعات العلاج، بحسب ما أفاد الطبيب بليغ غرز الدين لعنب بلدي.

وأوضح غرز الدين أن احتياجات المستشفيات من الأدوية لم تعد متوفرة بالكمية المطلوبة، مشيرًا إلى أنه تم إرسال لائحة باحتياجات مستشفى السويداء والتواصل مع رئيس رابطة الأورام في دمشق، محمد دبل، بهذا الخصوص، إلا أن هذه المستلزمات المخصصة لتغطية علاج نحو ألفي مريض، لم تصل حتى الآن.

وأضاف أن توفير الأدوية يعتمد حاليًا على مبادرات فردية وتمويل شخصي، مع محاولات إدخال كميات محدودة بصعوبة، في ظل غياب دعم مؤسسي منتظم.

وتمكنت جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بين 13 تموز و5 آب من تأمين الأدوية السرطانية والهرمونية لأكثر من 230 مريضًا، بكلفة بلغت 115 مليون ليرة سورية.

وأكدت الجمعية أن استمرارها في هذا العمل مرهون باستمرار تدفق التبرعات، محذّرة من أن الاحتياجات الحالية تتجاوز بكثير ما يمكن توفيره في الظروف الراهنة.

ما حال المرضى؟

 يُعدّ مرض السرطان من الأمراض الدقيقة التي تتطلب “التزامًا صارمًا” بالخطة العلاجية، إذ إن أي تأخير في تلقي الجرعات أو تعديل البروتوكول الطبي قد ينعكس سلبًا على فرص الشفاء.

وأوضح الطبيب، بليغ غرز الدين، لعنب بلدي أن المريض الذي لا يحصل على جرعته في موعدها قد تتفاقم حالته وتقلّ استجابته للعلاج، وقد ينتقل من مرحلة مرضية إلى أخرى أكثر تقدمًا، كأن يتحول مريض من الدرجة الثانية إلى الثالثة، مشددًا على أن البروتوكول العلاجي يجب أن يُتبع بدقة.

وأشار غرز الدين إلى أن الاستجابة للعلاج قد تنخفض من 70% إلى 40% في حال تأخرت الخطة العلاجية، لافتًا إلى أن العلاج السرطاني ليس إسعافي الطابع، بل علاج طويل الأمد، لكن أي تأخير في الجرعة يضعف فعاليته ويؤدي إلى تدهور حالة المريض على المدى البعيد.

وعلى إثر انقطاع الأدوية في المحافظة، فارقت شهيرة فياض الطرودي عزام الحياة، الاثنين 11 من آب، في منزلها، بسبب تأخر جرعاتها عن الخطة العلاجية المخصصة لها ما أدى لتدهور حالتها الصحية، بحسب شقيقها.

ونفى الطبيب ما تردد عن رفض مستشفى البيروني الجامعي استقبال المرضى، واصفًا هذه المزاعم بغير المنطقية، موضحًا أن الحافلة التي كانت تقل مرضى الأورام توقفت في منطقة جرمانا ولم تتمكن من العودة إلى السويداء بسبب الأوضاع الأمنية، قبل أن يصل جميع ركابها لاحقًا إلى المحافظة.

وكانت أنباء قد انتشرت سابقاً عن رفض مستشفى البيروني استقبال قافلة من مرضى السرطان القادمين من السويداء، لكن المستشفى أصدرت بيانًا نفت فيه هذه المعلومات.

وتزامنت الأزمة مع توتر أمني في السويداء بين الفصائل المحلية وقوات الأمن العام ومسلحين من عشائر البدو، ما تسبب في إغلاق الطريق الرئيسي نحو العاصمة، وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ليس فقط على مرضى السرطان، بل على عموم الأهالي الذين يواجهون نقصًا في الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية.

 

“خط النار” يضغط على مستشفيات السويداء ودرعا



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة