احتجاجات ووعود بالمحاسبة على خلفية مقتل سجين بحلب

احتجاجات أمام مخفر الكلاسة في مدينة حلب

camera iconاحتجاجات في مدينة حلب أمام مخفر الكلاسة عقب مقتل عبد الرحمن جعجول-11 آب 2025 (فيسبوك)

tag icon ع ع ع

شهد محيط مخفر الكلاسة في مدينة حلب، مساء الإثنين 11 آب، وقفة احتجاجية نتيجة مقتل الشاب عبد الرحمن جعجول بعد أيام من توقيفه في مخفر الكلاسة.

وجرى توقيف جعجول على خلفية اتهامه بسرقة دراجة نارية، وسط ادعاءات بتعرضه للتعذيب على أيدي عناصر الشرطة.

مقتل جعجول، داخل مخفر الكلاسة، أثار حالة من الغضب بين الأوساط الشعبية في حلب، مع اتهامات للمخفر وعناصره بأن التوقيف جرى دون تنظيم ضبط رسمي بحقه، رغم اتهامه بسرقة دراجة نارية.

إغلاق الضبط قبل تاريخ الوفاة

صديق الضحية والذي حضر ضمن الوقفة الاحتجاجية، أحمد عمر، أشار لعنب بلدي، إلى أن تاريخ إغلاق الضبط، بحسب ما ورد في إفادات الشرطة، يسبق تاريخ الوفاة بثمانية أيام.

وتواصلت عنب بلدي مع شقيق الضحية، الذي أوضح أنه لا يعرف التفاصيل الدقيقة للحادثة كونه مقيم في تركيا.

وذكر أن ما علمه هو أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على شقيقه من محل الحلاقة الخاص به، قبل نقله إلى المخفر، دون ذكر تفاصيل أخرى.

ووفقًا لعمر، فإن هذا الأمر يعتبر مخالفًا للإجراءات القانونية التي تقضي بتحويل الموقوفين إلى المحكمة فور إغلاق الضبط.

كما أفاد بأن رئيس المخفر رفض تمكينهم من الاطلاع على الضبط.

ورأى أن الوعود بفتح تحقيق في الحادثة “مجرد تعهدات كلامية”، متوقعًا أن تقتصر القضية على التغطية الإعلامية دون محاسبة المسؤولين.

وبحسب عمر فإن رئيس مخفر الكلاسة أكد أن ضبطًا كان قد نظم بحق الشاب وأغلق بتاريخ الثاني من آب.

وأوضح أن الضحية كان يتعاطى مادة مخدرة، وأن انقطاعه عن تعاطيها لمدة عشرة أيام تسبب له بتجلط دموي ونوبات هيستيريا.

ونتيجةً لذلك هاجم جعجول السجناء الذين ردوا بالاعتداء عليه وسحله، حسبما نقل عمر عن رئيس المخفر.

عمر نفى ما ورد في رواية المخفر عن تعاطيه مواد مخدرة، مؤكدًا أن الضحية لم يكن يتعاطى أي مواد من هذا النوع.

توقيف الضابط

قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب، العقيد محمد عبد الغني، قال خلال جلسة عزاء عبد الرحمن جعجوع، إن الحادثة “قضية لها حيثيات طويلة”، مؤكدًا تحمل المسؤولية أمام القضاء.

وأوضح أنه شكلت لجنة تحقيق مركزية للوقوف على تفاصيل الواقعة، وأنه قبل حضوره للعزاء جرى توقيف الضابط المناوب، ومسؤولي النظارة والتحقيق، بانتظار استكمال التحقيقات.

وأضاف أن أي شخص يثبت تورطه سيتم توقيفه وإحالته إلى القضاء، في إطار ما وصفه بـ”بناء دولة القانون القائمة على العدالة”.

وكان عبد الغني أوضح خلال بيان أن الجثة عرضت على الطبابة الشرعية فور الإبلاغ عن الوفاة، لتحديد السبب بدقة.

ونشرت محافظة حلب عبر صفحتها على فيسبوك بيان عبد الغني الذي أشار إلى تشكيل لجنة تحقيق مختصة لمتابعة الحادثة.

وتعهد عبد الغني بالكشف عن ملابسات ما جرى “بكل شفافية”، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي جهة يثبت تقصيرها أو تورطها.

تأتي هذه الحادثة في سياقات مشابهة شهدتها مناطق أخرى في سوريا، أثارت هي الأخرى جدلًا واسعًا حول استخدام القوة المفرطة من قبل جهات عسكرية أو أمنية.

في دمشق، أثارت قضية وفاة الشاب يوسف اللباد في منتصف تموز الماضي الجدل، في ظل تضارب الروايات بشأن ملابسات وفاته.

قضية يوسف اللباد تثير القلق بشأن التعذيب في سوريا



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة