اجتماع شاركت فيه وزارات ومسؤولون في محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق، ورئيس الهلال الأحمر العربي السوري لمتابعة الاستجابة الإنسانية في السويداء ودرعا - 13 آب 2025 (وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية/ فيسبوك)
دمشق تكثف إغاثة الجنوب بعد اجتماع عمان
عقدت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، الأربعاء 13 آب، اجتماعًا تنسيقيًا في دمشق لبحث آليات تعزيز الاستجابة الإنسانية في محافظتي السويداء ودرعا، وذلك بمشاركة وزراء ومحافظين، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وأممية، بهدف ضمان وصول المساعدات إلى المتضررين.
وترتكز المعطيات الرسمية إلى أن عدد النازحين داخل السويداء وخارجها يبلغ نحو 170 ألف نازح.
وخلال الاجتماع أكد وزير الطوارئ، رائد الصالح، أن الاستجابة الدولية لا تزال “ضعيفة وخجولة”، رغم تعهد الحكومة بتأمين وصول آمن لجميع الفرق إلى مراكز الإيواء في السويداء ودرعا وريف دمشق، ومنح الموافقة للزيارات بهدف إجراء تقييم حقيقي.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة مرتبة على اتصال دائم مع المنظمات، وأنها سلّمت بيانات دقيقة حول حجم الكارثة.
وأكد الصالح استعداد الوزارة لتأمين وصول قوافل المساعدات إلى وجهتها النهائية في السويداء أو مراكز الإيواء أو المدنيين المستضيفين للنازحين.
ووضعت الحكومة في الخدمة عيادات متنقلة، ومحطات كهرباء، ووقودًا لتشغيل المياه والاتصالات، وتم إصلاح شبكات الكهرباء المتضررة بالمدينة، بحسب الوزير.
اقتراحات الوزراء والمحافظين
وبدوره، وصف وزير الصحة، مصعب العلي، الوضع الصحي بأنه “صعب والتحديات كبيرة”، داعيًا إلى استجابة عاجلة.
أما وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، فثمنت جهود منظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر، لكنها أكدت أن التحديات لا تزال قائمة.
أما محافظ درعا، أنور الزعبي، حث على التحرك الفوري لتجهيز المدارس التي أصبحت مراكز إيواء قبيل افتتاح العام الدراسي، مشيرًا إلى تشكيل غرفة طوارئ تضم وزارات عدة لخدمة النازحين.
ودعا محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، لتشكيل فرق عمل مشتركة بقيادة وزارة الطوارئ.
من جهته، طالب محافظ السويداء، مصطفى البكور، بإطلاق حلول دائمة من خلال إعادة تأهيل القرى المتضررة لعودة السكان إليها.
دعم دولي موازٍ
على هامش الاجتماع، أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا عن تقديم حزمة دعم طارئة لـ”الدفاع المدني السوري” بقيمة نحو 330 ألف يورو.
وتشمل مستهلكات طبية بقيمة 130 ألف يورو، و200 ألف يورو للنفقات التشغيلية، لتعزيز قدرة الفرق على الاستجابة السريعة في الجنوب السوري.
وقال المدير العام للصندوق، هاني خباز، إن هذا الدعم يهدف إلى “التخفيف من معاناة المتضررين وتلبية الاحتياجات العاجلة”.
الواقع الراهن في السويداء
تشهد المحافظة هدوءًا منذ الأحداث الدامية مطلع تموز، ودخلت الأربعاء 13 من آب، قافلة إغاثية تضم 21 شاحنة محمّلة بمعونات غذائية وطبية، ومحروقات، وسبعة أجهزة غسيل كلى إلى المستشفى لأول مرة منذ اندلاع الأزمة.
وتأتي هذه التحركات، بالتزامن مع تشكيل “مجموعة عمل سورية- أردنية- أمريكية” لدعم جهود تثبيت وقف إطلاق النار، واستعادة الخدمات والتوقف عن العنف.
ومن بين مجموعة من البنود التي اتفقت عليها مجموعة العمل، زيادة دخول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في محافظة السويداء وتعزيز تدفقها، بما يشمل التعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية.
وتكثيف عمل المؤسسات الخدمية لاستعادة الخدمات التي تعطلت جراء الأحداث في المحافظة.
إضافة إلى بدء عمليات إعادة تأهيل المناطق التي تضرّرت من الأحداث التي شهدتها المحافظة، والترحيب بإسهامات المجتمع الدولي المستهدفة تلك الجهود، وإسناد الحكومة السورية في جهود عودة النازحين لمناطقهم.
مع ذلك، لا يزال الوضع الإنساني متأزمًا بسبب انقطاع في التيار الكهربائي والمياه والخدمات الأساسية منذ أكثر من ستة أيام، ما خلق أزمة غذائية وصحية، وخرج المستشفى الوطني عن الخدمة، ما أدى لاعتبارات كارثية في رعاية الجرحى ومرضى غسيل الكلى.
وأبرز باحثون قابلتهم عنب بلدي أن الحل الحالي هش وقابل للانهيار إن لم يتم تدارك خلافات الأطراف المعنية، لا سيما وجود تحرّك محلي بقيادة “اللجنة القانونية العليا” ومحاولة فرض سلطتها على الأرض، في ظل غياب السلطة المركزية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :