صلاة الغروب بمناسبة عيد رقاد السيدة مريم العذراء في الكاتدرائية المريمية - 14 آب 2025 (المريمية/فيس بوك)
باختلاف انتماءاتهم.. سوريون يحتفلون بعيد “السيدة”
احتفلت الطوائف المسيحية في سوريا، الجمعة 15 من آب، بعيد رقاد السيدة مريم العذراء الذي يعتبر من أبرز المناسبات الدينية عند المسيحيين.
وأقامت كنائس الطوائف المسيحية في المحافظات السورية الصلوات والقداديس احتفالًا بعيد السيدة، وشارك فيها أبناء الديانة المسيحية.
ويرمز العيد عند المسيحيين لانتقال العذراء إلى السماء بالروح والجسد بعد إتمام رسالتها على الأرض.
كما تم إشعال الشموع أمام أيقونة العذراء، في تقليد يرمز إلى “نور المحبة والإيمان الذي تنشره في القلوب”.
مناسبة للتآخي
لم يقتصر الاحتفال بعيد رقاد السيدة العذراء على أبناء الطوائف المسيحية، بل كانت مناسبة التقى فيها سوريون من مختلف الأديان والطوائف، للتعبير عن التآخي بينهما.
لارا الصويري وديمة طالب، فتاتان من ديانتين مختلفتين تعيشان في حي القصاع بدمشق، وهما صديقتان منذ أيام الطفولة، أي منذ حوالي 20 عامًا، اعتادتا تبادل الزيارات في الأعياد ومشاركة بعضهما بطقوس كل عيد.
روت ديمة لعنب بلدي، أنها شاركت لارا بالذهاب إلى الكنيسة للاحتفال بعيد السيدة، واعتادت إشعال الشموع أمام أيقونة العذراء، في لحظة تصفها بـ”الراحة النفسية والسكينة الداخلية”.
“رغم اختلاف الدين، فإن الصلاة مكانها بالقلب، وعندما أزور الكنيسة أشعر أنني أقرب إلى الله، كما أنني في الجامع، فجميعهم بيوت الله”، قالت ديمة.
وقالت لارا، إن حالة التأخي التي عاشتها مع صديقتها ديمة كانت أقوى من أي اختلافات، فهما رُبيتا على أن ما يجمع بين الأديان السماوية هو المحبة والتسامح واحترام الآخر.
وتحدث الجاران طوني سمارة ورامي مغربي، اللذان يعيشان في منطقة برج الروس بدمشق، عن قصة صداقتهما التي يعود عمرها لأكثر من ثلاثة عقود.
تشارك الاثنان الفرح والحزن، ووقفا إلى جانب بعضهما في أصعب لحظات، فلم تمنعهما الانتماءات الدينية من الاحتفال معًا بكل المناسبات، سواء كان بعيدي الميلاد والفصح، أو بعيدي الفطر والأضحى.
وقال رامي، “تعلمنا من العشرة الطويلة أن جميع الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والسلام، ولا فرق بين مسلم ومسيحي”.
وتشارك لانا عرنوس، صديقتها سارة حواشي، الاحتفالات التي كانت تقام في منطقة مرمريتا بحمص كل عام احتفالًا في عيد السيدة.
قالت سارة، إن “الأعياد الدينية بالنسبة لنا فرصة لنلتقي ونعبر عن محبتنا، ولا يهم إن كانت المناسبة تخص دينًا معينًا، المهم أننا نحتفل معًا”.
وأضافت لانا أن هذه المشاركة المتبادلة جعلتها تشعر أن الأعياد الدينية في سوريا أقرب لأن تكون أعيادًا وطنية يشترك فيها الجميع.
“كرنفال مرمريتا”
اعتاد أهالي قرية مرمريتا في محافظة حمص، على إقامة كرنفال سنوي احتفالًا بعيد رقاد السيدة العذراء، والذي ألغي هذا العام حدادًا على ضحايا تفجير كنيسة “مار إلياس” الذي حدث في حزيران الماضي بمنطقة الدويلعة بدمشق.
يجمع كرنفال مرمريتا مئات المشاركين من مختلف الأعمار، حيث تجوب الشوارع مواكب مزينة بالألوان، وتقام عروض فنية وموسيقية، بالإضافة إلى الفقرات التراثية التي تعكس تاريخ المنطقة وثقافتها.
ولم يعد الكرنفال مجرد احتفال بمناسبة دينية، بل حدث اجتماعي وثقافي يفتح أبوابه للجميع، وبات يجذب زوارًا من مختلف المحافظات وحتى من خارج سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :