
شركة بيع مستلزمات طاقة شمسية في إدلب تقوم بإفراغ حمولة ألواح طاقة - 15 نيسان 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
شركة بيع مستلزمات طاقة شمسية في إدلب تقوم بإفراغ حمولة ألواح طاقة - 15 نيسان 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
إدلب – سماح علوش
قرر محمود ديب، المقيم في مدينة إدلب شمالي سوريا، شراء بطاريتين لمنظومة الطاقة الشمسية لديه، بعد أن أهملها لأكثر من ثلاث سنوات، بسبب توفر الكهرباء سابقًا في المنطقة بشكل دائم، لكن ساعات التقنين التي فرضتها شركة الكهرباء “green energy” على مناطق إدلب وأريافها، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، دفعه إلى جانب كثيرين لتأمين مصادر بديلة لتعويض التقنين.
واعتمد كثيرون من سكان الشمال السوري، أو ما كان يُعرف بـ”المناطق المحررة”، على الطاقة الشمسية كمصدر رئيس للكهرباء، قبل تغذية مناطقهم بالكهرباء التركية، بسبب قطع الكهرباء السورية عنها من قبل النظام السوري السابق حينها.
ونشطت أسواق الطاقة الشمسية وأصبحت خيارًا جيدًا، لكن سرعان ما تراجعت بسبب وجود البديل من الكهرباء التركية، وعدم اضطرارهم لتبديل البطاريات وتحمل نفقات إصلاحها.
أوضح مدير فرع إدلب في شركة “green energy”، إبراهيم حميجو، عبر الصفحة الرسمية للشركة على “فيسبوك”، أن زيادة التقنين سببه الحمولة الزائدة للاستطاعة الكهربائية المستجرّة سابقًا من الجانب التركي.
وطلبت الشركة استجرار 100 ميجاواط ساعي إضافية لتغطية الحاجة، لكن تأخر الجانب التركي بالعمل المنوط به دفع الشركة لزيادة ساعات التقنين، التي تجاوزت الساعتين في اليوم، بحسب حميجو.
بلغ الإقبال على شراء مستلزمات الطاقة الشمسية، من بطاريات وألواح وأجهزة محولة (إنفرتر)، “ضعف السنوات السابقة”، بحسب ما قاله محمد جراد، مدير شركة للطاقة الشمسية، لعنب بلدي، مرجعًا السبب إلى “الاستقرار السياسي”، بالإضافة إلى ساعات التقنين.
من جانبه، قال عامر كشكش، صاحب شركة لبيع وتركيب مستلزمات الطاقة الشمسية، إن الإقبال ازداد بعد عودة المغتربين إلى سوريا، وتعتبر البطاريات هي الأكثر مبيعًا بسبب الحاجة إلى تبديلها بعد انتهاء عمرها واستهلاكها كليًا.
وأشار كشكش إلى أن الإقبال على شراء مستلزمات الطاقة الشمسية من باقي المحافظات السورية أكبر من القاطنين في إدلب، إذ يلجؤون إلى شرائها من الشمال السوري بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع مناطقهم.
كما أرجع محمد جراد سبب توجه الكثيرين إلى إدلب لشرائها، بسبب الخبرة السابقة المتوفرة لأصحاب الشركات في المنطقة وتعددها ووجود منافسات بينها لتقديم أسعار أقل.
يعيش محمود في منزل باتجاه “قبلي شرقي”، بحسب ما قاله لعنب بلدي، وبغرف صغيرة لا توجد فيها تهوية جيدة.
وأضاف محمود أن تقنين الكهرباء كان دافعًا له ليعيد تشغيل منظومة الطاقة الشمسية التي اشتراها منذ أعوام ولم يعد يستخدمها بسبب انتهاء عمر البطاريات.
وجد محمود ارتفاعًا بسيطًا بأسعارها في الأسواق مقارنة بالأعوام الماضية بسبب زيادة الإقبال، مع وجود أنواع كثيرة منها لم تكن متوفرة سابقًا.
اشترى بطارية “ليثيوم” بعد نصائح من قبل العاملين في هذا المجال بتكلفة 450 دولارًا، يمكنه أن يشغل بها الثلاجة والغسالة ومروحة وغيرها من الأدوات الكهربائية.
وبحسب عامر كشكش، صاحب شركة لبيع وتركيب مستلزمات الطاقة الشمسية، فإن أسعار البطاريات تختلف بحسب النوعية والاستطاعة والحجم، فيوجد في الأسواق الوطنية، والتركية، والهندية، وتبدأ أسعارها من 50 دولارًا وحتى 2000 دولار لبطاريات “الليثيوم” التي تتميز بـ”عمرها الطويل”، حيث تتحمل دورات أكثر من الشحن والتفريغ.
وبالنسبة لأسعار الأجهزة المحولة، فتبدأ من 100 دولار وتصل حتى 1000 دولار للأجهزة الصناعية التي تستخدم في المصانع والورشات.
وتختلف نوعية الكوابل بحسب نظام الطاقة سواء كان 12 أو 24 ساعة، لكن الأكثر استخدامًا الكابل بقطر ستة ملمترات، ويبلغ سعره 75 سنتًا للمتر الواحد.
وفيما يخص ألواح الطاقة، قال كشكش، إن الأسعار تختلف بحسب الجودة والاستطاعة بين 200 و700 واط، فهناك ألواح مستعملة سعرها 15 دولارًا، وألواح جديدة تصل إلى 100 دولار.
المهجرون والنازحون سابقًا من أرياف إدلب، والذين اختاروا العودة إلى قراهم وبلداتهم، الأكثر طلبًا للطاقة الشمسية، سواء المنزلية أو الزراعية.
قرر عبد الجليل ياسين شراء منظومة تكفيه لتشغيل مضخة الماء من البئر ليسقي أرضه في ريف معرة النعمان، المزروعة بالمحاصيل الصيفية المتنوعة لتكون مصدر رزق له ولعائلته ويتمكن من إعادة بناء منزله المدمر في قريته.
وبعد جولة قام بها على شركات الطاقة الشمسية، وجد أن التكلفة تزيد أو تنقص بحسب الحاجة، فكلما كان الاستجرار أكبر، يجب عليه إضافة ألواح وجهاز محوّل صناعي باستطاعة أكبر، فكانت التكلفة ما يقارب 3000 دولار.
وبحسب جولة لعنب بلدي على شركات الطاقة الشمسية، تتراوح تكلفة الطاقة المنزلية باستطاعة متوسطة بين 500 و1500 دولار، وتختلف بحسب نوع البطاريات والجهاز المحوّل ونوع الألواح، إذا كانت جديدة أو مستعملة.
وجه محمد جراد، مدير شركة للطاقة الشمسية، بعض النصائح لمستخدمي الطاقة الشمسية، من أهمها معرفة المستخدم قدرة المنظومة لديه والتعامل معها على هذا الأساس، وتفقّد الألواح وغسلها بعد غروب الشمس للحفاظ على الخلايا والاستفادة من أداء اللوح بشكل كامل.
ومن النصائح الفحص الدوري للأسلاك والتوصيلات والتحقق من سلامتها من أي تآكل أو تلف، فضلًا عن وضع البطاريات في مكان بارد وفيه تهوية جيدة لتجنب التلف بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
كما يُنصح بتجنب التفريغ الكامل للبطاريات وترك نسبة شحن لا تقل عن 30% للحفاظ على عمرها لوقت أطول.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى