
فنانو الدوبلاج يعانون قلة الأجور مما يشكل خطرًا على استمراريتهم في المهنة - 23 آب 2025 (عنب بلدي/ أمير حقوق)
فنانو الدوبلاج يعانون قلة الأجور مما يشكل خطرًا على استمراريتهم في المهنة - 23 آب 2025 (عنب بلدي/ أمير حقوق)
عنب بلدي – أمير حقوق
شهدت صناعة “الدوبلاج” السورية للمسلسلات الأجنبية تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، خاصة على صعيد الجودة المقدّمة والقدرة على التوطين الدرامي، مع الحفاظ في الوقت نفسه على روح العمل الأصلي من حيث الحبكة والرسالة.
ويواصل “الدوبلاج” السوري إثبات حضوره كإحدى أبرز أدوات التفاعل الثقافي في العالم العربي، إذ نجح في تحويل المسلسلات الأجنبية إلى تجارب عربية، قادرة على مخاطبة جمهور متنوع اللهجة، والواقع المحلي، فالمادة الصوتية السورية في مجال “الدوبلاج” باتت تمثل جسرًا ثقافيًا فاعلًا يربط العالم العربي بالدراما العالمية.
زادت المسلسلات والأفلام الأجنبية المدبلجة باللهجة السورية، ومنها التركية والهندية والكورية، في أغلب القنوات العربية، ما جعلها ذات جماهيرية واسعة، زادت من الطلب عليها.
الفنان السوري حمادة سليم، قال لعنب بلدي، إن اللهجة السورية والصوت السوري زادا من وصول الأعمال المدبلجة إلى الوطن العربي بشكل كبير، لأن الدراما السورية كانت منتشرة في أغلب الدول العربية، وحين دُبلجت الأعمال الأجنبية بالصوت السوري تقبلها الجمهور العربي، واستطاعت أن تحقق النجاح والمتابعة.
واعتبر أن اللهجة السورية تصل إلى كل بيت عربي، لأنها مفهومة بكل البلاد العربية مقارنة ببعض الدول، وفنان “الدوبلاج” السوري متقن لها، ويعتبرها فنًا يواصل احترافه به، بعيدًا عن كونها صناعة.
الصوت السوري زاد من وصول الأعمال المدبلجة إلى الوطن العربي بشكل كبير، فحين دُبلجت الأعمال الأجنبية بالصوت السوري تقبلها الجمهور العربي، واستطاعت أن تحقق النجاح والمتابعة.
حمادة سليم
فنان سوري
تختلف أراء الأوساط الفنية العربية حول “الدوبلاج” السوري، إذ ظهر تياران، أولهما يعتبر أن اللهجة السورية هي التي أبرزت الأعمال الأجنبية المدبلجة، وساعدت بانتشارها عربيًا، والتيار الآخر يرى أن الأعمال الأجنبية ساعدت بوصول وانتشار اللهجة السورية.
الفنان حمادة سليم يرى أن الأعمال المدبلجة التركية أو الهندية وغيرها لم تساعد بانتشار الفنان السوري، بل أسهمت بشهرة الفنانين المشاركين فيها بالوطن العربي، بفضل صوت وجهد وتعب الفنان السوري.
مع دخول المسلسلات المعرّبة التي تنتجها مجموعة “mbc” السعودية، وغزوها القنوات العربية طيلة العام عدا الموسم الرمضاني، بات يتوقع أن تحد هذه المسلسلات من الدبلجة وأن تسبب الاستغناء عنها والاكتفاء بإعادة تصوير المسلسلات التركية بطابع عربي دون دبلجتها.
“الدراما المعرّبة لا تشكل خطرًا على الأعمال المدبلجة”، حسب حمادة سليم، مضيفًا أن لها جمهورها الواسع، وهي أعمال مهمة اليوم للمشاهد العربي، لأنها تنتج بجودة عالية وحرفية، وذلك من خلال الفنانين السوريين الذي أضافوا إليها بصمتهم، وجودة المضمون والإخراج والأدوات التقنية.
ويعتقد أن ما يشكل خطرًا على الأعمال المدبلجة هو إيذاء الممثل السوري بالجانب المادي، وهذا أمر يقع على عاتق شركات “الدوبلاج”، وأيضًا الفنان السوري ليس له اسم أو حضور بالأعمال المدبلجة، رغم الجهد المضاعف، ولم يتم تقديره من قبل الشركات، وهذا ما يشكل خطرًا على عملية “الدوبلاج”.
لم تنأَ عملية “الدوبلاج” السوري عن المعاناة والمخاوف التي تعترض الدراما السورية، أبرزها، بحسب الفنان حمادة سليم، أن شركات “الدوبلاج” توجه المهنة نحو “الحضيض”، وذلك من خلال الأجور الضعيفة التي تمنحها للمؤدين، وبالتالي الفنان المحترف يبتعد عن العمل، مطالبًا بأجر ينصفه ماديًا ومعنويًا، مما يتيح الفرصة لبعض الأشخاص غير الموهوبين بالعمل، ما يؤثر سلبًا على جودة أداء “الدوبلاج”.
كما لفت إلى أن شركات “الدوبلاج” السورية تتنافس فيما بعضها على المحطات، وذلك عبر كسر الأسعار والأجور، الأمر الذي يؤثر على أجور الفنانين، ما يؤدي إلى نتائج مهنية سيئة.
ويرى أن أهم المطالب اليوم للفنانين القائمين على “الدوبلاج” هي رفع الأجور، وعدم المنافسة بين شركات “الدوبلاج” المحلية بعيدًا عن الاحترافية، وإعطاء حقوق المدبلجين، لاستمرارية عمل المؤدين الجيدين بجودة مناسبة، وأيضًا إعداد لجان مخصصة لتحديد أجور الفنانين المؤدين، وذلك عبر وضع أجور للمَشاهد بشكل يليق بتعب وجهد الفنان، والإشراف على سوية الأعمال المقدمة، من خلال انتقاء الممثلين واستقطاب أبناء المهنة.
ارتبط العصر الحالي بالذكاء الاصطناعي، الذي بات يحل محل الفرد بأي مهنة، الأمر الذي يثير تساؤلًا بشأن إذا ما كان الذكاء الاصطناعي اليوم سيحل محل الفنانين في “الدوبلاج” أم يصعب عليه الأداء.
حمادة سليم اعتبر أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد عمل “الدوبلاج”، لأنه يفتقد للإحساس البشري، الذي هو أهم نقطة بمهنة التمثيل سواء كان صوتيًا أو مرئيًا، فالأعمال المدبلجة بحاجة كبيرة للإحساس لتصل إلى المشاهد بالطريقة المناسبة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع نقل هموم الشعوب ومعاناتهم كالفنانين، والمفترض أن الإنسان ينقل هذه الهموم عبر فنه سواء بـ”الدوبلاج” أو سينمائيًا أو دراميًا.
وتطرق إلى أن هناك مهارات يجب أن يمتلكها الفنان المؤدي لـ”الدوبلاج”، أهمها أن يحمل خامة صوتية، وأن يكون ممثلًا، وأن يتمتع بالأداء والإحساس، وأن يكون لديه فهم ودراسة للشخصية ومعرفة كيفية أدائها، ونوعية الصوت المعطى للشخصية.
وشكّل “الدوبلاج” السوري للأعمال الأجنبية عاملًا رئيسًا في تقارب الثقافات، وتوسيع نطاق التفاعل الجماهيري، كما يمثل بصمة للصوت السوري، وهنا تفرض أولوية دعم المؤدين وتذليل العقبات لجعل سير العملية قائمًا ومستمرًا بأفضل النتائج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى