اليد السورية.. تستعيد أنفاسها مع بطولة “التحرير” الأولى للناشئين

تتويج نادي النواعير في بطولة التحرير الأولى بكرة اليد - 14 آب 2025 (عنب بلدي/أنس الخولي)

camera iconتتويج نادي النواعير في بطولة التحرير الأولى بكرة اليد - 14 آب 2025 (عنب بلدي/أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – لبابة الطويل

احتضنت صالة الجلاء الرياضية في دمشق بطولة التحرير الأولى بكرة اليد للفئة العمرية تحت 17 عامًا (مواليد 2008–2009–2010)، بين 8 و15 من آب الحالي، بمشاركة 12 فريقًا من مختلف المحافظات السورية: النواعير، الطليعة، الفرات، الشباب، الكرامة، محردة، الجزيرة، النبك، دير عطية، الشعلة، القنيطرة، اليقظة.
ورغم طابعها الرياضي، حملت البطولة في أروقتها أبعادًا إنسانية وتنظيمية، وعكست محاولة جديدة لإعادة بناء اللعبة بعد أكثر من عقد من التراجع والغياب شبه التام عن الساحة.

تعليمات تنظيمية

أصدر اتحاد كرة اليد تعليمات خاصة بالبطولة شملت تحديد رسوم المشاركة لكل نادٍ بـ600 ألف ليرة سورية، إضافة إلى أجور التحكيم، وتحديد عدد أفراد البعثة بـ30 شخصًا كحد أقصى.
سمح النظام المعتمد بتسجيل 16 لاعبًا و5 إداريين في ورقة المباراة، مع الالتزام باللباس الموحد، وإبراز الهويات الشخصية وإخراجات القيد، وتطبيق القانون الدولي لكرة اليد باستخدام كرة قياس “2”.
حُددت مدة المباراة بـ50 دقيقة (25 دقيقة لكل شوط)، ومنح الفائز ثلاث نقاط، والمتعادل نقطة واحدة، فيما أسندت صلاحية البت بالاعتراضات للجنة الإشراف.

النتائج النهائية

في المباراة النهائية، توّج فريق النواعير باللقب بعد فوزه على الشعلة بنتيجة 26–18.
تأهل النواعير إلى النهائي بفوزه على الطليعة 26–15، فيما عبر الشعلة بفوزه على الشباب 28–18.
وفي مباراة تحديد المركز الثالث، تغلب الطليعة على الشباب 27–26، ليكمل ترتيب المراكز الثلاثة الأولى.

رئيس الاتحاد: البطولة نواة للمنتخب الوطني

في تصريح لعنب بلدي، قال رئيس الاتحاد السوري لكرة اليد، رافع بجبوج، إن البطولة تمثل أول نشاط رسمي للاتحاد المنتخب حديثًا، وتهدف إلى تقييم مستوى الفئة العمرية 2008–2009 لاختيار عناصر المنتخب الوطني للمشاركة في البطولة الآسيوية المقررة بالأردن.
وأضاف بجبوج، “كانت البطولة فرصة لاكتشاف إمكانيات اللاعبين ومستوى الأندية والتحكيم والتنظيم، والأجمل مشاركة أربعة أندية من شمال شرقي سوريا، ما يعكس بداية جديدة للعبة. سنعمل على تلافي الأخطاء، وتطوير المدربين والحكام باعتبارهم أعمدة اللعبة”.

وأكد دعم الأندية الفقيرة، وتحسين البنية التحتية في محافظات تفتقر لصالات مثل درعا ودير الزور والرقة.

أبعاد إنسانية.. لقاء بعد انقطاع

عضو اتحاد كرة اليد ناصر عدنان، أكد، لعنب بلدي، أن البطولة لم تكن مجرد حدث رياضي، بل مثّلت جهدًا استثنائيًا لجمع عشرة فرق من مناطق كانت مقطوعة عن ممارسة اللعبة بسبب الحرب والتهجير.
ويرى أن مشاركة أربعة أو خمسة أندية لا تملك صالات أو تجهيزات أساسية، مثل أندية الحسكة والرقة ودير الزور، تعتبر من أهم أحداث هذه البطولة.

واعتبر أن البطولة حققت إنجازًا إنسانيًا، إذ أعادت اللقاء بين الكوادر واللاعبين بعد انقطاع طويل.

مدرب نادي النواعير، حكم الصباغ، قال لعنب بلدي، إن هذه البطولة أظهرت مواهب مميزة تمثل نواة المنتخب الوطني، معتبرًا أن النواعير والشعلة تفوقا على باقي الفرق من الناحية الفنية.
وأضاف أن الرياضة فوز وخسارة، لكن البطولة بحد ذاتها انتصار للجميع.

وقد حافظ نادي النواعير على سجل نظيف من الخسائر، وكما ذكر المدرب، فإن النادي “لديه استقرار إداري ودعم متواصل للعبة من إدارة النادي”.

من الإهمال إلى محاولة النهوض

تأتي هذه البطولة في سياق محاولات الاتحاد الجديد لإنعاش لعبة كرة اليد بعد سنوات من الإهمال والفساد الإداري الذي رافقها في عهد النظام السابق.

عانت اللعبة من تهميش الكفاءات، وغياب البنية التحتية، وانقطاع البطولات، وهجرة اللاعبين والمدربين، وهو ما ناقشته عنب بلدي في تقرير سابق.

وتشير الخطة التطويرية التي أطلقها الاتحاد إلى التركيز على الفئات العمرية الصغيرة، وتأهيل المدربين والحكام، وإعادة تشكيل اللجان الفنية في المحافظات، مع وعود بترميم الصالات في دير الزور والرقة ودرعا، التي تشكل رافدًا رئيسًا للمنتخبات الوطنية.

ورغم محدودية الإمكانيات وغياب الدعم الكافي، يرى القائمون على البطولة أنها خطوة أولى نحو إعادة بريق كرة اليد السورية.

وبينما تنشغل الكوادر الفنية باختيار أفضل المواهب لتمثيل المنتخب في استحقاقاته الخارجية، يبقى التحدي الأكبر في توفير البنية التحتية والدعم المادي لضمان استمرارية هذه الجهود، وتحويل بطولة التحرير الأولى من حدث افتتاحي إلى تقليد سنوي يعزز مكانة اللعبة في سوريا.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة