نساء يستخدمن المكملات الغذائية - 6 آب 2025 (كانفا)
وسط تحذيرات طبية
سوريات يلاحقن “تريند” المكملات الغذائية
عنب بلدي – نادين جبور
ازداد الإقبال على المكملات الغذائية بين النساء الرياضيات، كدعم لتحسين الأداء وتعويض النقص الغذائي، لكن الاستخدام العشوائي قد يسبب أضرارًا صحية، لذا من الضروري معرفة أنواع المكملات والحاجة إليها، واستشارة المختصين لضمان الفائدة وتجنب المخاطر.
وتختلف دوافع النساء لاستخدام المكملات حسب الهدف الرياضي، فبعضهن يستخدمنها لزيادة أو إنقاص الوزن، أو لتحسين التحمل والطاقة.
كما تساعد المكملات في تعويض النقص الغذائي والعناصر الضرورية للجسم.
داعم وليست بديلًا
اختصاصية التغذية سوار عامر، قالت لعنب بلدي، إن المكملات الغذائية يمكن أن تكون مناسبة لجميع النساء باعتبارها داعمًا غذائيًا وليست بديلًا عن الغذاء الطبيعي، وغالبًا ما تكون جرعاتها آمنة، ولكن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى تراكمها في الجسم وإلى أضرار صحية.
وتلعب العوامل الفردية، مثل العمر والوزن والنشاط البدني والحالة الصحية، دورًا مهمًا في تحديد الحاجة إلى المكملات، فعلى سبيل المثال، قد لا تحتاج بعض النساء إلى فيتامين “D” إذا كنّ يتعرضن للشمس بانتظام ويتبعن نظامًا غذائيًا متوازنًا، أما مع التقدم في العمر، فقد تزداد الحاجة لعناصر مثل الكولاجين والحديد وفيتامين “D”، ومجموعة فيتامينات “B”.
بالنسبة للمرأة الرياضية، فإن النظام الغذائي المتوازن غالبًا ما يكون كافيًا لتلبية احتياجاتها، باستثناء النساء اللاتي يمارسن رياضات احترافية أو كمال الأجسام، حيث يحتجن إلى دعم إضافي بالبروتين، وتصبح المكملات ضرورية في حالات ضعف الامتصاص، والحمل أو التخطيط له، ومشكلات الدم كفقر الدم، والدورة الشهرية الغزيرة، أو سوء التغذية، وكل ذلك يجب أن يكون بعد تحليل طبي وتحت إشراف مختص، بحسب الاختصاصية سوار عامر.
مدرب اللياقة البدنية تيم الشومري، قال لعنب بلدي، إنه عند توجيه المتدربات لاختيار المكمل المناسب، يكون التوجه دائمًا لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، التي تشمل تحليل الدم الكامل، ومستويات فيتامين “D”، والحديد والفريتين، ووظائف الكبد والكلى، والتحاليل الهرمونية عند الحاجة، بالإضافة إلى مؤشرات الالتهاب مثل “CRP”، وتحليل السكر والدهون، وذلك للتأكد من الحالة الصحية والاحتياجات الفعلية للجسم.
منصات التواصل لا تشخّص
من جهتها، أكدت اختصاصية التغذية سوار عامر، أن استخدام المكملات دون استشارة أو تحليل طبي قد يؤدي إلى مضاعفات، مثل تصلب العظام من فيتامين “K”، وتسمم فيتامين “D” عند الجرعات الزائدة، واضطراب توازن الجسم الكيماوي من فيتامين “C” أو الحديد، لأننا ندخل إلى الجسم مواد مصنّعة قد تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والجسم عامة، كما أن بعض المكملات، مثل حارقات الدهون ومكملات “ما قبل التمرين”، قد تسبب اضطرابًا هرمونيًا عند النساء بسبب تأثيرها على هرمون التستوستيرون، إضافة إلى بعض المكملات النباتية التي تحتوي على مركبات تشبه هرمونات الأنثى، لذلك، يجب الحذر واستشارة المختص قبل الاستخدام.
وقالت إن من المؤكد أن هناك تهويلًا كبيرًا حول فيتامين “C”، وفيتامين “D”، والكولاجين، والمغنيسيوم، إذ تبالغ وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا في عرض فوائد المكملات الغذائية.
كما أنه لا تكفي المعلومات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاتخاذ قرار تناول المكملات، بسبب مبالغة بعض الناس في تفسير أعراضهم على أنها نقص في فيتامين معيّن، مثل فيتامين “D”، ويبدؤون بتناوله دون تشخيص دقيق، رغم أن السبب قد يكون نقص عنصر آخر مثل المغنيسيوم، لذلك يجب الاعتماد على الفحوصات الطبية والتحاليل التي تحدد الحاجة والجرعة المناسبة.
مواد مجهولة المصدر
تشهد الصيدليات زيادة ملحوظة في طلب النساء على المكملات الغذائية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في جميع الفئات العمرية، مع تزايد ملحوظ في طلب مكملات فيتامين “D”، بسبب نقصه المنتشر على الرغم من التعرض الكافي للشمس، مما يعكس تأثير نمط الغذاء غير الصحي، بحسب الصيدلانية كنانة الشوفي.
وقالت الشوفي لعنب بلدي، إنه لكي يكون المكمل الغذائي آمنًا ومصرحًا، يجب أن يتوافق مع المعايير الدولية من حيث العيار، وأن تكون الجرعات محددة ضمن الحدود المسموح بها عالميًا، كما يجب أن تحتوي “السواغات” (المواد المضافة) المستخدمة على مواد مناسبة لانحلال الفيتامينات.
فعلى سبيل المثال، يفضل أن يكون فيتامين “D” مضافًا بشكل زيتي أو في كبسولة جيلاتينية لضمان الامتصاص الجيد، وفي الأسواق، يوجد جزء من المكملات الوطنية والمستوردة التي تكون نظامية ومرخصة من وزارة الصحة، لكن هناك جزءًا آخر غير معروف المصدر.
وقد حذرت وزارة الصحة من بعض المنتجات المغشوشة التي قد تحتوي على مواد ضارة مثل الكورتيزون، الذي يسبب زيادة وزن وهمية وفتح الشهية، مع آثاره الجانبية المعروفة.
ومن مخاطر استخدام مكملات غير مرخصة أو مجهولة المصدر، وجود مواد سامة قد تسبب أضرارًا صحية خطيرة.
ورغم وجود مكملات تُباع دون وصفة طبية، فإن 90% منها تكون آمنة ولا تحتوي على مواد خطيرة، مع وجود بعض الاستثناءات كمرضى الأنيميا المنجلية الذين لا يُسمح لهم بتناول الحديد، أو الحوامل اللواتي يُمنع عليهن تناول فيتامين “A”.
لذا يجب أن يكون الصيدلاني متمكنًا وخبيرًا بهذه الحالات لتقديم النصح الصحيح والمشورة للسيدات اللواتي يطلبن مكملات بروتين أو حارق دهون.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :