المتهم بقتل “الفاروق أبو بكر” يسلم نفسه في حلب
ألقى جهاز الأمن، في حلب شمالي سوريا، القبض على المتهم بقتل القيادي السابق في المعارضة السورية، علاء الدين أيوب، الملقب بـ”الفاروق أبو بكر”، اليوم الاثنين 18 من آب.
وأكد مصدر في مديرية الداخلية بحلب، فضل عدم ذكر اسمه، أن قاتل القيادي “الفاروق” سلّم نفسه، واعترف بالقتل، وهو حازم عباس نجل القيادي في “لواء المعتصم” أحمد عباس، المقتول في عام 2024.
المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، نور الدين البابا، قال إن منفذ عملية اعتيال “الفاروق” سّلم نفسه واعترف بـ”الجرم”، بعد جهود وصفها بـ”الكبيرة” لقيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب لتحديد هوية منفذي المهاجمين.
وأضاف البابا في بيان مقتضب على صفحته الشخصية في “فيسبوك” أن المعلومات الأولية تشير لجريمة جنائية دوافعها ثأرية، دو أن يسمي القاتل.
وكان البابا ذكر أمس، أن التحقيقات ما زالت جارية في مقتل “الفاروق”، متوعدًا بالإعلان قريبًا عن إلقاء القبض على المتورطين فيما وصفه بـ”العمل الجبان”.
اثنان على دراجة
واغتال شخصان مجهولان القيادي السابق في “لواء المعتصم”، “الفاروق أبو بكر”، أثناء خروجه من جامعة “حلب الحرة” في مدينة اعزاز شمالي سوريا، أمس الأحد، 17 من آب.
ويتهم “الفاروق” بقتل أحمد عباس، شقيق قائد “لواء المعتصم” العامل في شمالي حلب، قبل سقوط النظام السابق.
وسجن “الفاروق” إثر ذلك في نيسان 2024، برفقة القيادي في “الجيش السوري الحر” مصطفى سيجري، لتخلي محكمة “الراعي” سبيلهما، في كانون الثاني الماضي، بكفالة.
وبحسب مقطع مصور لكاميرا مراقبة، وشهادتين متقاطعتين لشهود عيان، أكدا لعنب بلدي، أن شخصين مجهولين على دراجة نارية اغتالا القيادي السابق الفاروق” عقب خروجه من تقديم امتحان في جامعة “حلب الحرة”.
وقال محمد السيد، طالب في جامعة “حلب الحرة” لعنب بلدي، إنه خرج من الجامعة ليرى سيارة تعرضت لإطلاق رصاص، وانحدرت إلى جانب الطريق، ثم تبين أن داخلها “الفاروق”.
وبادر السيد إلى إسعاف “الفاروق” إلى “المشفى الوطني” في اعزاز ليفارق الحياة هناك.
يوسف القاسم، طالب في جامعة “حلب الحرة” وشاهد عيان على حادثة الاغتيال، قال لعنب بلدي، إن دراجة نارية، عليها شخصان، أطلقا الرصاص على سيارة يستقلها القيادي، أدت إلى إصابته مباشرة.
من جانبه، ذكر مسؤول العلاقات الإعلامية في اعزاز، عبد القادر عثمان، لعنب بلدي حينها ، أن مجهولين على دراجة نارية، أفرغا مخزنين من الرصاص على السيارة (60 رصاصة)، ليتلقى “الفاروق” سبع رصاصات في جسده، في الصدر والبطن والفم.
وتعد حادثة اغتيال “الفاروق” الأولى من نوعها في حلب، بعد سقوط النظام السوري السابق، بينما سبقها اغتيال عدة أشخاص لقياديين في فصائل المعارضة، في عدة مناطق، أبرزها في درعا، جنوبي سوريا.
وتتكرر عملية الاغتيال بذات الطريقة في سوريا، عبر اثنين على دراجة نارية، بسبب تؤمّنه من سهولة في الحركة والقدرة على الهرب في منطقة يعرفون محاور التحرك فيها بشكل جيد، بحسب حديث سابق للباحث العسكري، رشيد حوراني، إلى عنب بلدي.
اعتقل لثمانية أشهر
“الفاروق أبو بكر” هو قيادي سابق في فصائل المعارضة السورية، منذ بداية العمل المسلح ضد نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، وينحدر من مدينة حلب، ويدرس العلوم السياسية في جامعة “حلب الحرة”.
بدأ نشاطه العسكري مع كتائب المعارضة في حلب، ثم تسلم قيادة إحدى المجموعات المنضوية بفصيل “أحرار الشام”، وبرز اسمه في المفاوضات مع النظام وروسيا أثناء حصارهما لمدينة حلب أواخر عام 2016.
استقال “الفاروق” من “حركة أحرار الشام الإسلامية”، وانتقل إلى فصيل “لواء المعتصم” المنضوي في “الجيش الحر”، في حزيران 2016.
في نيسان من 2024، اعتقل “الفاروق أبو بكر” برفقة القيادي في “الجيش الحر” مصطفى سيجري، بعد اشتباكات أسفرت عن إصابة معتصم عباس، قائد فصيل “المعتصم” ومقتل شقيقه أحمد عباس.
سيجري و”الفاروق أبو بكر” اتهما معتصم عباس بفساد مالي، وتنسيق مع “هيئة تحرير الشام” (نواة السلطة في سوريا حاليًا) لتنفيذ اغتيالات في ريف حلب، وبناء إمبراطورية مالية، وتهريب سلاح إلى ليبيا.
في المقابل، اعتبرت الفرقة أن الاتهامات عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا، وأن الأمر تحول من جلسة لإصلاح بعض المشكلات إلى غدر ومحاولة تصفية واعتقال لمعتصم عباس من قبل القيادي مصطفى سيجري.
وبحسب تسجيلات صوتية متداولة عن معتصم عباس في غرف “تلجرام” (واسع الانتشار في المنطقة)، قال إن ما حصل هو انقلاب وغدر، وبعد شهر من الحديث والمناقشات عن موضوع فساد مالي سلّم القياديين “الفاروق أبو بكر” وسيجري جميع الملفات المتعلقة بذلك.
محكمة “الراعي” بريف حلب الشمالي أفرجت عن القياديين سيجري و”الفاروق”، في 2 من كانون الثاني الماضي، بعد نحو ثمانية أشهر على اعتقالهما.
المكتب الإعلامي لفرقة “المعتصم” أوضح لعنب بلدي حينها أن الفرقة لم تسقط الدعوى على القياديين، وأن المحكمة أخلت سبيلهما بكفالة، مع متابعة القضية.
وأضاف أن قضية مقتل أحمد عباس تحولت إلى عاتق شخصين آخرين، وهما من بين المشتركين بشكل مباشر بعملية اقتحام الاجتماع وتصفية أحمد عباس دون إسعافه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :