نقص الزمر السلبية يرهق بنك الدم بدمشق.. وعود بخفض الأسعار

حملة للتبرع بالدم في ريف حماة - 4 أيار 2025 (الهلال الأحمر/ فيس بوك)

camera iconحملة للتبرع بالدم في ريف حماة - 4 أيار 2025 (الهلال الأحمر/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تعاني بنوك الدم في سوريا من نقص في الزمر السلبية، بينما يواجه كثير من المرضى صعوبة في دفع ثمن الأكياس، خصوصًا من يحتاجون إليها بشكل دوري بسبب أمراض وراثية مثل فقر الدم المنجلي.

مدير بنك الدم في دمشق، الدكتور مصطفى الجازي، أوضح لعنب بلدي أن الزمر السلبية مثل (O ، -AB، -A-) نادرة بطبيعتها مقارنة بالإيجابية، وهو أمر شائع عالميًا لا يقتصر على سوريا.

هذا النقص يتضاعف عند وقوع الحالات الإسعافية التي تستهلك كميات كبيرة من الدم، ما يؤدي إلى نفاد المخزون بشكل مفاجئ.

ويزيد الأمر تعقيدًا غياب قاعدة بيانات للمتبرعين وضعف الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالزمر النادرة، ما يجعل الوصول إلى المتبرعين في الوقت المناسب أمرًا صعبًا.

ماذا عن الأسعار؟

أما أسعار الأكياس فلم تتغير منذ ما قبل سقوط حكومة النظام السابق، بحسب الجازي، الذي شدد أن المبلغ لا يمثل ثمن الدم، بل يغطي تكلفة المستهلكات الطبية وحفظ الدم والفحوص المخبرية التي تضمن سلامته. وأكد أن قرارات جديدة قيد الإعداد لخفض الأسعار وتأمين المستلزمات الناقصة.

وشهدت بعض الفترات نقصًا في الأكياس الفارغة بسبب تأخر التوريدات والقيود على الاستيراد، لكن مناقصات جديدة تُطرح لتأمين الأكياس الأحادية والثنائية، مع تنويع مصادر التوريد والتنسيق مع شركات ومنظمات مختلفة لضمان توزيع المخزون بشكل أفضل.

في موازاة ذلك، تنطلق حملات إعلامية وميدانية مع الجامعات والمعاهد لحث الشباب على التبرع بالدم، مع التأكيد على أن روح التبرع طوعية وليست إلزامية.

قاعدة بيانات إلكترونية

العمل جارٍ على قاعدة بيانات تتيح للمتبرع التسجيل وتحديد موقعه الجغرافي، ما يسهل التواصل معه عند الحاجة، خاصة في حال نقص الزمر النادرة. الفكرة، كما قال الجازي، ستشجع على التبرع المنتظم لكنها تحتاج وقتًا لتؤتي ثمارها.

الإدارة تسلّمت بنك الدم في دمشق ببنية تحتية متهالكة، إذ كان تابعًا لوزارة الدفاع سابقًا ومعزولًا عن القطاع الصحي، بحسب مدير البنك. اليوم، تعمل الإدارة بأجهزة قديمة وكادر قليل بعد خروج عدد كبير من الموظفين، لذلك تُطرح خطط لإعادة المفصولين وفتح باب التوظيف بالتنسيق مع الوزارات المختصة.

كما يجري إدخال تقنيات جديدة لتتبع الوحدات الدموية وتعزيز مخابر الجودة، بما يضمن سلامة الفحوص.

في شباط الماضي، نفذت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة بنوك الدم وبمشاركة من المجتمع المحلي، حملة تبرع بالدم في عدة محافظات لدعم المخزون، واستمرت طوال الشهر.

وتكررت هذه الحملات في مناطق أخرى أيضًا، من بينها حملة تبرع في مدينة صوران وبلدة قمحانة بريف حماة الشمالي، لسد النقص في بنك الدم، في أيار الماضي.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة