“الخارجية” تنفي وجود اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل

نفت وزارة الخارجية السورية توقيع اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، خلال زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى نيويورك في أيلول المقبل، مؤكدًا أن الشرع سيلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، في تصريحات لعنب بلدي، إنه لا يوجد أي لقاء بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، بنيويورك في أيلول المقبل.

إدلبي أكد أن الرئيس السوري سيلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال مشاركته في الدورة الـ80 من أعمال الجمعية العامة، والتي ستُعقد المناقشة العامة رفيعة المستوى منها (على مستوى القادة والرؤساء) من 23 إلى 27 من أيلول 2025، لتُختتم في 29 من الشهر نفسه. 

وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإزالة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ووزير الداخلية، أنس خطاب، من قوائم الإرهاب في مجلس الأمن، وفق ما ذكره موقع “المونيتور” الأمريكي، في 5 من آب الحالي.

ونقل الموقع عن مصادر دبلوماسية وصفها بالمطلعة، لم يسمِّها، أن أمريكا تضغط من أجل رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على الرئيس السوري و”هيئة تحرير الشام” المنحلة حاليًا.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم شطب اسم الشرع قبل سفره إلى قمة الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل، حيث من المتوقع أن يُلقي أول خطاب لرئيس سوري أمام الأمم المتحدة منذ عام 1967، وفق ما أشار إليه الموقع.

حديث عن اتفاق أمني

كان موقع “إندبندنت عربية” نقل عن مصادر سورية مطلعة لم يسمِّها، الخميس 21 من آب، أن سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاقًا أمنيًا برعاية الولايات المتحدة في 25 من أيلول المقبل.

وأوضحت المصادر، بحسب الموقع، أن الاتفاق سيسبقه بيوم خطاب للرئيس السوري في نيويورك، لكن المصادر ذاتها قالت إن تل أبيب ودمشق لن توقعا اتفاق سلام شامل في المستقبل القريب، وسيقتصر الاتفاق على الجانب الأمني لوقف التوترات بين سوريا وإسرائيل، وفق “إندبندنت”.

كما نقلت قناة “سكاي نيوز عربية” اليوم، الجمعة، عن “مصادرها”، أن الولايات المتحدة تسعى إلى ترتيب لقاء بين الرئيس السوري ورئيس  الوزراء الإسرائيلي بنيويورك في أيلول، بمشاركة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وبحسب القناة، فإنه لأجل هذا اللقاء، أصدر الرئيس السوري مرسومًا بتعيين سفير مفوض فوق العادة لسوريا لدى الأمم المتحدة.

ووفقًا لـ”سكاي نيوز”، فاللقاء الذي ترتب له واشنطن، جاء كنتيجة، للتقدم الذي أحرز في محادثات ويزر الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع وزير الشؤون الاستراتيتيجة الإسرائيلي، رون ديرمر، في باريس.

وفي 19 من آب الحالي، التقى وزير الخارجية السوري وفدًا رسميًا إسرائيليًا ترأسه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بوساطة أمريكية تهدف إلى بحث سبل خفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري.

وركزت المباحثات على ملفات أمنية وسياسية، أبرزها مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وتأكيد مبدأ عدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، إلى جانب دراسة تفاهمات ثنائية يمكن أن تسهم في استقرار الأوضاع في المنطقة الجنوبية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وشمل اللقاء أيضًا، بحسب الوكالة، إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الموقع بين سوريا وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة، والذي ينص على الالتزام بوقف إطلاق النار والحفاظ على خطوط التماس دون تغيير.

موقع “أكسيوس” الأمريكي ذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسعى إلى التوسط لاتفاق يتضمن إنشاء ممر إنساني بين مدينة السويداء والجانب الإسرائيلي، بهدف إيصال مساعدات إنسانية مباشرة إلى المدنيين في الجنوب السوري.

المبادرة، وفق الموقع، توصف بأنها مدخل محتمل إلى تهدئة أوسع وربما فتح الباب أمام تطبيع محدود في العلاقات بين الجانبين، ضمن خطوات تدريجية تقودها واشنطن لإعادة تفعيل مسار التسوية في سوريا.

يُعد هذا اللقاء أعلى مستوى من التواصل الرسمي بين الطرفين منذ أكثر من ربع قرن، وتحديدًا منذ الاجتماع الذي نظمه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 2000 في بلدة شيبردزتاون، والذي جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع.

الاجتماع شبه العلني في باريس، الذي عقده الشيباني للمرة الأولى مع ديرمر وبحضور المبعوث الأمريكي توم باراك، في 25 من تموز الماضي، سبقته سلسلة من اللقاءات السرّية خلال الأشهر الماضية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، بعضها تم بوساطة تركية، وفق موقع “أكسيوس”.