
مسبح عام على أطراف مدينة إدلب - 12 تموز 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
مسبح عام على أطراف مدينة إدلب - 12 تموز 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
إدلب – سماح علوش
مع ارتفاع درجات الحرارة، وقرب انتهاء العطلة الصيفية لطلاب المدارس، يزداد الطلب على المصايف والمنتجعات السياحية والمسابح في محافظة إدلب، شمالي سوريا.
وبسبب الضغط على حجوزات المسابح القريبة والكبيرة في مدينة إدلب، ارتفعت الإيجارات ورسوم الدخول عن الأعوام السابقة، وأصبحت من الرفاهيات التي يحلم بها كثيرون من ذوي الدخل المحدود.
وتنتشر المسابح الخاصة في إدلب وأريافها المحيطة، وازدادت فيما عُرف بـ”المناطق المحررة” في مناطق الشمال السوري، قبل سقوط النظام السابق، باعتبارها كانت حاضنة لكثير من المهجرين والنازحين، لتكون استثمارًا يحصدون خلاله ربحًا جيدًا في فترة الصيف وأيام العطل.
ويبدأ الموسم منتصف شهر أيار، ويبلغ ذروته في شهري تموز وآب من كل عام، وفق حديث لمحمد غريب، أحد المستثمرين في إدلب، إلى عنب بلدي.
قررت اعتدال عبدو استئجار مسبح على أطراف مدينة إدلب بعد إلحاح من أطفالها، ورغبتهم باستثمار عطلة الصيف قبل انتهائها للترويح عن النفس وقضاء وقت مع العائلة، لكنها فوجئت بارتفاع الأسعار عن العام الماضي.
وأوضحت أن إيجار المسبح ذاته العام الماضي بلغ 30 دولارًا لمدة 12 ساعة، بينما ارتفع هذا العام إلى 60 دولارًا.
يعمل زوج اعتدال بصيانة الأدوات الكهربائية، ودخله غير ثابت، وتمر عليه أسابيع دون عمل، وأيام أخرى يعمل بأجرة جيدة فيعوض الخسارة، وفق تعبيرها، فقررت تأجيل الفكرة علّها تجد من يشاركها من عائلتها بالإيجار لتخفيف المصاريف.
ويجد بعض الأهالي المسابح العامة حلًا جيدًا لتلبية طلب أبنائهم.
ووفق رصد عنب بلدي لرسوم المسابح العامة القليلة في إدلب، تتراوح رسوم الدخول للشخص الواحد بين 50 و75 ليرة تركية، ما يعادل 12,500 حتى 19,000 ليرة سورية (حوالي 1.25 وحتى 1.9 دولار أمريكي).
وتعتبر الليرة التركية والدولار الأمريكي الأكثر تداولًا في شمال غربي سوريا، ويعادل الأخير نحو 10,000 ليرة سورية.
رسوم دخول المسابح غير ثابتة ولا تخضع لقانون محدد، وهناك عدة عوامل تسهم بارتفاعها، فالمسابح القريبة من مركز المدينة تكون رسومها أكثر من البعيدة، فضلًا عن التجهيزات والخدمات المتوفرة فيها، كالمسقوفة وهي الأكثر طلبًا، لتجنب حرارة الشمس، بالإضافة إلى وجود نظام “فلترة” المياه لضمان نظافتها وتعقيمها بشكل دوري.
كما ترتفع الرسوم بنسبة 30% في أيام العطل (الخميس والجمعة والسبت)، لكثرة الضغط عليها، وفق ما قاله أصحاب مسابح خاصة التقت بهم عنب بلدي.
المسابح القريبة والتي تتوفر فيها جميع الخدمات المرغوبة من الأهالي من تجهيزات تتراوح إيجاراتها بين 80 دولارًا وتصل إلى 150 دولارًا، في اليوم الواحد، وهي أسعار مرتفعة عن الأعوام الماضية، بنسبة تصل إلى 50%.
وتعتبر تلك المسابح حلمًا لكثيرين بسبب غلاء المعيشة في إدلب، وارتفاع إيجارات المنازل إلى أكثر من الضعف بعد سقوط النظام، وتدني أجور العاملين لتصل في أحسن الأحوال إلى ستة دولارات في اليوم.
يلجأ الأهالي إلى المسابح هربًا من موجات الحر التي ارتفعت بشكل ملحوظ هذا العام، كما ترتبط بالمناسبات العامة، ومنها الاحتفال بنتائج امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية.
قالت مروة رزوق، إنها استأجرت مسبحًا في الفترة الليلية بأجر أقل من الفترة الصباحية والتي تمتد من الساعة الثامنة مساء حتى السابعة صباحًا بأجرة لا تتعدى 30 دولارًا لتستقبل المهنئين بنجاح ابنتها في الإعدادية.
وأشارت إلى أن تكلفة صالات الأفراح داخل مدينة إدلب لا تقل عن 150 دولارًا، وبذلك استثمرت الفرق بشراء الضيافة، بالإضافة إلى الأجواء الباردة، باعتبار أن المسابح مكشوفة إذ تفتقر الصالات المغلقة إلى هذه الميزة.
تنتظر أماني بركات قيام بعض المسابح ببعض العروض من تخفيض للإيجارات، لتشترك وصديقاتها باستئجار مسبح خاص.
وتكون المسابح التي تجري فيها العروض أصغر ولا تحتوي على نظام “فلترة” مياه، وبعيدة عن المدينة، لكنها وفق تعبير أماني تفي بالغرض، فمعظم السيدات في إدلب يرغبن بها لانخفاض أسعارها، وفيها يرفهن عن أطفالهن ويحققن رغبتهم بالسباحة واللعب مع أقرانهم، والاستمتاع بأجواء تشاركية من الطعام والألعاب المائية قبل انقضاء عطلة الصيف.
استأجرت أماني مسبحًا بتكلفة 30 دولارًا في اليوم، وتقاسمت الأجرة مع عدد من صديقاتها، وبعد حساب جميع النفقات من أجرة مواصلات وأطعمة دفعت ما يقارب عشرة دولارات، وهي أجرة اعتبرتها مقبولة نوعًا ما وتتناسب مع دخل عائلتها المتوسط.
يجد بعض الأشخاص رغبة باصطحاب عوائلهم إلى البحر، وتوفير إيجار المسابح، وبحسب أحمد الخطيب، وهو أب لخمسة أطفال، فإن تكلفة الذهاب إلى البحر بسيارته الخاصة ليوم واحد دون اضطراره لاستئجار “شاليه”، تقدّر بـ20 دولارًا تقريبًا لمصاريف الوقود.
وبالنسبة لتكاليف الطعام، فإنه يأخذ معه ما يلزمه من مياه للشرب وأطعمة مناسبة للفطور والغداء، كي لا يضطر لشرائها بأسعار “سياحية”.
ويختلف حسن العمر بالرأي عن الخطيب، فشواطئ البحر لا تؤمّن الخصوصية التي تؤمّنها المسابح الخاصة، ويفضل استئجار مسبح ولو كان بعيدًا عن المدينة ليضمن خصوصية عائلته وراحتهم، فضلًا عن وجود حمامات وكهرباء وشبكة إنترنت.
بالمقابل، يشير إلى أن مشكلة الحجوزات لم تكن بحسبانه، وبعد عدة محاولات تمكن من حجز مسبح صغير يبعد عن المدينة نحو خمسة كيلومترات بعد عشرة أيام، بتكلفة 40 دولارًا لمدة 12 ساعة.
معظم مستثمري المسابح يجدون أن الإقبال جيد هذا العام، وخصوصًا في فترة موجة الحر الأخيرة، لكنه أقل من الأعوام السابقة، وفق رصد لعنب بلدي.
وعزا بعضهم السبب إلى قيام بعض الأهالي بقضاء عطلة الصيف في مدنهم الأصلية، وعودة بعضهم بشكل نهائي إليها.
من جانبه، قال عامر، أحد المستثمرين، إن ارتفاع الأسعار هذا العام يعود لارتفاع تكاليف الاستثمار، وخصوصًا للمسابح التي لا توجد فيها بئر لضخ مياه نظيفة، فيضطرون لشراء صهاريج قد ترتفع أسعارها بحسب قرب أو بُعد المسبح عن المدينة.
ويصل سعر الصهريج إلى 15 دولارًا، بالإضافة إلى تكاليف الكهرباء الضرورية لعملية “فلترة” المياه، وعشرة دولارات تكاليف مادة “الكلور” ومواد الترسيب، وعشرة دولارات تكاليف شبكة الإنترنت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى