من ساحة صاخبة إلى مساحة منظمة.. كيف تهزم الفوضى الرقمية؟

قواعد للتخلص من الفوضى الإلكترونية على أجهزتك (كانفا)

camera iconقواعد للتخلص من الفوضى الإلكترونية على أجهزتك (كانفا)

tag icon ع ع ع

بينما كان العالم الافتراضي يقدم بوصفه وسيلة لتسهيل الحياة وتنظيمها، تحوّل مع مرور الوقت إلى مصدر إرباك، إذ تتزاحم الأخبار الصحيحة مع المضللة، وتتداخل الخصوصية مع الانكشاف، وتتصارع المنصات على جذب الانتباه في سباق لا يهدأ.

وبين ضغط الإشعارات المتلاحقة وتدفق المعلومات من كل اتجاه، بات الإنسان يعيش في بيئة رقمية متشابكة، أقرب إلى ساحة صاخبة من فضاء منظم.

هذه الحالة، وصفها خبراء بـ”الفوضى الرقمية”، فهي لم تعد مجرد إشكالية تقنية، بل ظاهرة اجتماعية وثقافية تعيد تشكيل أنماط التفكير والسلوك، وتفرض تساؤلات جدّية حول حدود السيطرة والحرية في العصر الرقمي.

ويقترح خبراء ومتخصصون في المجال التقني عددًا من الأساليب يمكن القيام بها بين حين وآخر، لتفادي ما يسمى بـ”الفوضى الرقمية”، وترتيبها وتنظيمها، لتحقيق أقصى استفادة من الأجهزة.

تنظيم الملفات والمجلدات

لتنظيم الملفات على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف، يجب البدء بإنشاء مجلدات منظمة وواضحة لكل نوع من الملفات، مثل: مستندات العمل، الصور، مقاطع الفيديو، وغيرها.

ويُنصح بالحفاظ على عدد قليل من المجلدات الفرعية داخل كل مجلد، لتجنب التشتت، مع حذف الملفات القديمة أو غير المهمة، التي تأخذ مساحة تخزين كبيرة وتحول دون تنظيم الملفات بشكل جيد، والعثور على النسخ المكررة وحذفها.

كما يُنصح بالاحتفاظ بنسخة احتياطية من الملفات المهمة قبل حذف أي شيء، سواء عبر خدمة سحابية أو وحدة تخزين خارجية.

إلغاء التطبيقات والبرامج غير الضرورية

أحد أسباب الفوضى الرقمية، هو تراكم التطبيقات والبرامج غير الضرورية على الهاتف وجهاز الكمبيوتر، مما يبطئ الأداء ويشتّت الذهن.

ويُنصح بإلغاء تحميل التطبيقات التي لم تعد هناك حاجة إليها، أو التي لم يتم استخدامها منذ فترة طويلة، والاحتفاظ فقط بما يضيف قيمة حقيقية لحياتك من تطبيقات العمل والترفيه، كما يمكن استبدال بعض التطبيقات المتكررة بتطبيقات متعددة الوظائف لتوفير المساحة والوقت.

وفيما يخص التطبيقات المستخدمة بشكل دائم، فمن الأفضل ترتيبها ضمن مجلدات خاصة مثل: تطبيقات التواصل الاجتماعي، تطبيقات العمل، تطبيقات الترفيه، أو ترتيبها وفق التسلسل الأبجدي، ووضع الأكثر استخدامًا على الشاشة الرئيسة، أو سطح المكتب لتسهيل الوصول إليه واستخدامه.

تنظيف البريد الإلكتروني

عادة ما يكون البريد الإلكتروني والرسائل النصية مصدرًا من مصادر “الفوضى الرقمية”، إذ نجد أنفسنا أمام صندوق بريد مليء بالرسائل الترويجية والنشرات الإخبارية التي لا نتابعها.

ولتفادي هذه الفوضى، يجب البدء بحذف الرسائل القديمة أو غير المهمة، ومراجعة رسائل البريد الإلكتروني وتنظيمها بمجلدات مخصصة للبريد المهم والرسائل الشخصية والعمل.

وكذلك إلغاء الاشتراك بالمصادر التي لا تهتم بها، باستخدام إلغاء الاشتراك داخل الرسائل، وتخصيص بين 5 إلى 10 دقائق أسبوعيًا أو شهريًا لإجراء التنظيف والترتيب، مما يعيد التركيز، ويسهل ملاحظة الرسائل المهمة فور وصولها.

إدارة الإشعارات والتنبيهات

تسهم الإشعارات المستمرة في التشتيت وزيادة الفوضى، لذا فإن تعطيل أي إشعارات لا تحتاج إليها، سيجعل الهاتف أكثر هدوءًا، كما سيساعد تقليل الإشعارات على أن تكون أكثر اهتمامًا بالأشخاص وتركيزًا بالعمل، بدلًا من تشتيت الانتباه باستمرار عن طريق كل صوت يصدره الهاتف.

ويتم تنظيم الإشعارات على الهاتف والحاسوب عن طريق تحديد ما يجب أن يصل، وما لا حاجة لمتابعته بشكل مستمر، كما يمكن تعطيل الإشعارات غير الضرورية أو ترتيبها بحيث تكون فقط التطبيقات المهمة هي التي تصدر تنبيهات.

تنظيف الوسائط

الصور والفيديوهات ومقاطع الصوت غير المرغوب بها تشغل مساحة ضخمة، وقد تتفاجأ عندما ترى مقدار الذاكرة التي تم تحريرها، بعد حذف هذه الوسائط أو نسخها احتياطيًا باستخدام التخزين السحابي أو التخزين الخارجي لحفظ الذكريات بأمان، بعد فرزها وتنظيمها.

الحفاظ على النظام والروتين

المفتاح الحقيقي هو جعل التنظيف الرقمي جزءًا من روتين طبيعي، من خلال تخصيص وقت بسيط أسبوعيًا لتنظيم البريد أو الملفات أو الصور، وتخفيض عدد التطبيقات إلى 10 فقط، أو تصفية 10 صور يوميًا.

وبتطبيق هذه الأساليب البسيطة يمكنك التخفيف من الفوضى الرقمية التي تلتف حولك يومًا بعد يوم، وتحقيق بيئة أكثر تنظيمًا تساعدك على العمل بكفاءة أكبر، وتجعل جهازك أكثر أمانًا وراحة للاستخدام.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة