طرطوس.. معلمون يشتكون غياب الاستقرار الوظيفي

camera iconالكوادر التربوية تستكمل أعمال إصدار نتائج الثانوية العامة في طرطوس _ 19 آب 2025 (مديرية التربية والتعليم بطرطوس/فيسبوك)

tag icon ع ع ع

اشتكى معلمون ومعلمات متعاقدون مع وزارة التربية والتعليم بموجب مسابقات، والمنقولون إلى مديرية التربية والتعليم في محافظة طرطوس، من حالة “عدم الاستقرار” التي يعيشونها نتيجة عدم تجديد عقودهم حتى الآن.

محمد، مدرّس جغرافيا في مدارس طرطوس، قال لعنب بلدي إن حالة عدم الاستقرار تطغى على الحياة الوظيفية للمعلمين المتعاقدين من الفئة الأولى بموجب المسابقة الأخيرة، مشيرًا إلى أن فوضى القرارات والمستجدات الدورية المرتبطة بمستقبلهم الوظيفي تؤثر في دورهم التعليمي والتربوي، على حد وصفه.

ميرنا، معلمة لغة إنجليزية، أوضحت لعنب بلدي أن عقودهم سارية حتى 31 من آب الحالي فقط، ولم يصدر حتى الآن قرار وزاري بالتجديد، مضيفة أنها لا تعلم إن كان عليها التركيز في مهامها التربوية، من مراقبة وتصحيح أوراق امتحانات الشهادات، أو القلق بشأن مستقبلها الوظيفي بعد هذا التاريخ.

وتساءلت ميرنا عن منطق ربط التجديد بـ”الاحتياج الفعلي”، في حين أنها وزملاءها نُقلوا إلى طرطوس قبل أشهر قليلة فقط وفق هذا المعيار، وبناء على طلب خطي من أصحاب العلاقة واستغناء من المديريات السابقة، مع موافقة مديرية طرطوس التي أكدت وجود حاجة فعلية.

وأضافت أن جميع المتعاقدين المنقولين جاؤوا بموجب احتياج مثبت بمراسلات رسمية بين المديريات والوزارة، معتبرة أن إعادة التقييم بشكل متكرر يوحي وكأنهم ليسوا جامعيين ولا معينين بموجب مسابقات نظامية على شواغر حقيقية.

علي، مدرّس لغة عربية، قال لعنب بلدي إن ما يجري “غير منطقي” بعد نقل دفعات من المعلمين باختصاصات مختلفة إلى طرطوس وفق احتياج فعلي، ليُعاد اليوم فتح ملفاتهم لتجديد العقود بناءً على المعيار نفسه، واصفًا هذا الروتين بأنه عبء إضافي على المعلمين.

وأشار علي إلى إجراء وصفه بـ”الغريب” اتخذته مديرية تربية طرطوس مؤخرًا، بطلب مكلفين من خارج الملاك لبعض الاختصاصات، في حين يوجد متعاقدون على شواغرهم، متسائلًا عن مبررات هذا الإجراء الذي قد يفتح باب الاستبدال بين المتعاقدين والمكلفين.

رد مديرية التربية والتعليم

مدير التربية والتعليم في محافظة طرطوس، مهند عبد الرحمن، أوضح لعنب بلدي أن طلب مدرسين من خارج الملاك “عرف جارٍ” في كل عام دراسي من باب الاحتياط، لتغطية حالات طارئة مثل إجازات الأمومة أو المرض، أو تلبية طلبات بعض المدارس الخاصة والمعاهد الشرعية.

وأضاف أن المديرية قد تحتاج قسمًا من ساعات خارج الملاك عند العجز، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء ليس ملزمًا بقبول جميع المتقدمين، إذ يقتصر على تلبية الحاجة الطارئة فقط.

ولفت عبد الرحمن إلى أن العقود لن تُجدّد لجميع الاختصاصات، إذ لم يُطلب من فائض اختصاصي اللغة الإنجليزية والفرنسية، بينما لا يوجد فائض بالمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم.

كما كشف عن تكليف قسم من معلمي الفلسفة بشواغر الإرشاد النفسي والاجتماعي لسد النقص الحاصل في المرشدين.

تعميم جديد

وأعلنت وزارة التربية والتعليم فتح باب التقدم بطلبات النقل بين المديريات اعتبارًا من 24 وحتى 26 من آب الحالي، لدراستها أصولًا، موضحة أن القرار جاء استجابة لمراجعات العاملين وبهدف تحقيق التوازن الوظيفي وتوطين المعلمين في بيئتهم الاجتماعية.

مدير التنمية الإدارية في الوزارة، عبد الكريم قادري، قال إن التعميم جاء “تقديرًا للظروف الإنسانية والاجتماعية للكوادر”، مؤكدًا أن المعلم المستقر في بيئته هو الأقدر على العطاء.

وكانت الوزارة قد نقلت خلال العطلة الانتصافية للعام الدراسي 2024- 2025 آلاف المعلمين، مثبتين ومتعاقدين، بين المديريات المختلفة بناء على الاحتياج، لكنها ألغت ما كان يُعرف سابقًا بـ”تحديد مركز العمل”.

ومع ذلك، يواجه عدد كبير من المتعاقدين المنقولين إلى طرطوس واللاذقية خطر عدم تجديد عقودهم.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة