الرياضيون وكبار السن في دائرة الخطر.. كسور مشط القدم

الرياضيون وكبار السن في دائرة الخطر.. كسور مشط القدم
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

قد تحدث كسور في القدم نتيجة التعرض لإصابات رضّية مباشرة أو غير مباشرة عليها، وتُعد كسور عظام أمشاط القدم الأكثر شيوعًا بين حالات إصابات القدم، ويجب التعامل معها بحذر بالغ، بدءًا من التشخيص السريع، مرورًا بخيارات العلاج، وحتى الوصول إلى الشفاء التام، بما يضمن استعادة الوظيفة الكاملة للقدم.

ما المقصود بكسور أمشاط القدم؟

تتكون قدم الإنسان من خمس عظام مشطية، تمثل حلقة وصل بين عظام أصابع القدم وعظام رسغ القدم، بالإضافة إلى 14 عظمة سلامية، حيث يتكون كل إصبع من ثلاث عظام سلامية، عدا الإصبع الأولى التي تتكون من عظمتين فقط.

هذه العظام مصممة لدعم حركة القدم بحيث تعمل جميعها في آن واحد، ومن ثم يستطيع الشخص أن يخطو أو يقفز من مكان إلى آخر.

وكسور مشط القدم (Metatarsal Fractures) هي كسور تصيب إحدى العظام الخمس المشطية أو جميعها. فكسور المشط الخامس شائعة عند البالغين من كلا الجنسين، وكسور المشط الأول هي الأشهر عند الأطفال دون سن الرابعة، أما كسور الأمشاط الوسطى (الثاني والثالث والرابع) فتتميز بحدوثها مجتمعة غالبًا، ونادرًا ما تحدث بشكل مفرد أو معزول.

وعندما يحدث كسر في هذه العظام، يتأثر كل من توازن القدم ووظيفتها بشكل كبير.

أنواع كسور مشط القدم:

الكسور الإجهادية: يشيع هذا النوع بين الرياضيين، بسبب التحميل المفرط والإجهاد الدائم لمشط القدم.
الكسور المفاجئة: تحدث نتيجة التعرض لحادث أو صدمات قوية ومباشرة على القدم مثل السقوط أو الارتطام بأشياء صلبة.
كسر جونز: هو كسر يصيب المشط الخامس، ويحدث في قاعدة العظمة المتصلة بالإصبع الصغرى، وعادة ما ينجم عن التواء الكاحل.
كسر ليسفرانك: في هذا النوع من الكسر، تنفصل عظام مشط القدم من موضعها، وعادة ما يصاحبه تمزق في الأربطة، ويتطلب علاجه التدخل الجراحي.

ما الأسباب؟

هناك عدة أسباب تؤدي إلى كسور مشط القدم، منها:

  • الإجهاد المتكرر: مثل الجري لمسافات طويلة دون فترات راحة كافية.
  • الحوادث والصدمات: مثل السقوط أو ارتطام القدم بأشياء صلبة.
  • التواء الكاحل: من الأسباب المهمة لحدوث كسر قاعدة مشط القدم، خاصة في المشط الخامس.
  • ارتداء الأحذية غير المناسبة: خاصة الأحذية ذات الكعب العالي لفترات طويلة.
  • هشاشة العظام: حيث تكون العظام أكثر عرضة للكسر.

الفئات المعرضة بدرجة كبيرة لكسر مشط القدم:

كبار السن، وبالأخص السيدات.
الرياضيون.
من يعانون من التشوهات البنيوية الخلقية أو الناتجة عن الأمراض المزمنة، مثل الداء الرثواني أو السكري في مراحله المتقدمة.

ما الأعراض؟

رغم وجود أنواع مختلفة لكسر مشط القدم، فعادة ما تكون الأعراض متشابهة تقريبًا، وتنطوي على ما يلي:

ألم شديد ونابض، يزداد سوءًا عند محاولة الوقوف أو الحركة.
تورم القدم واحمرارها.
ألم شديد عند محاولة لمس المنطقة المصابة.
تغير في لون الجلد حول الكسر.

الأعراض بحسب نوع الكسر:

الكسور الإجهادية:

  • ألم يزداد مع النشاط البدني ويخف مع الراحة.
  • تورم خفيف حول منطقة الكسر.
  • ألم عند لمس المنطقة المصابة.

الكسر المشطي الناتج عن الصدمات:

  • ألم شديد ومفاجئ في القدم.
  • تورم وكدمات ملحوظة في منطقة الكسر.
  • صعوبة في المشي أو الوقوف.

كسر جونز:

  • ألم حاد في قاعدة إصبع القدم الصغرى.
  • تورم وكدمات حول العظمة الخامسة.
  • صعوبة في المشي.

كسر ليسفرانك:

  • ألم شديد وتورم في القدم.
  • تغير في لون الجلد حول منطقة الكسر.
  • صعوبة في الحركة والمشي.

كيف يتم تشخيص الكسر المشطي في القدم؟

يُشخَّص كسر مشط القدم عبر عدة إجراءات طبية، أولها الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بفحص القدم وتحديد موضع الألم. وعند الاشتباه بوجود كسر، يُلجأ إلى الدراسة الشعاعية، وتشمل:

الأشعة السينية البسيطة: لتحديد موقع الكسر بدقة، علمًا أن الكسور الإجهادية لا تظهر غالبًا في الأشعة السينية.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن الكسور الإجهادية والتغيرات الدقيقة في العظام والأنسجة الرخوة.

كيف يتم علاج كسر مشط القدم؟

عند ظهور أعراض كسر مشط القدم والاشتباه بوجود كسر، يُنصح باتباع الإسعافات الأولية حتى الوصول إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي:

تجنّب تحميل الوزن على القدم المصابة.
استخدام كمادات من الثلج لتخفيف التورم.
رفع مستوى القدم قليلًا عن مستوى القلب.
تناول مسكن للألم مثل الباراسيتامول.

طرق العلاج

التدخل غير الجراحي:

أغلبية حالات كسر مشط القدم تُعالج باستخدام الجبيرة لتثبيت العظام المكسورة وتجنّب تفاقم الأعراض. وتختلف مدة الجبيرة بين حالة وأخرى، بحسب ما يقرره الطبيب.

التدخل الجراحي:

بعض الكسور الشديدة قد تتطلب التدخل الجراحي لتثبيت العظم باستخدام الشرائح والمسامير.

ماذا عن العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل؟

عادة ما يحتاج العظم نحو 6 إلى 8 أسابيع للالتئام. وفي بعض الحالات، قد تطول المدة إلى 10 أو 12 أسبوعًا أو أكثر، خاصة في الكسور المعقدة أو عند الحاجة إلى تدخل جراحي. وتختلف هذه المدة حسب نوع الكسر ودرجته، وعمر المريض، وحالته الصحية، ومدى التزامه بإرشادات الطبيب.

التمارين الموصى بها

التدليك والعلاج اليدوي: لتحسين حركة ومرونة المفصل، وزيادة تدفق الدم، وتقليل التورم.
تمارين التمدد: لزيادة مرونة العضلات والأوتار، وتخفيف التيبّس الناجم عن الجبس.
تمارين تقوية العضلات: لاستعادة قوة القدم، وقد يوصى باستخدام أجهزة رياضية.
تمارين التوازن: تُعد جزءًا أساسيًا من إعادة التأهيل، لأنها تعزز ثبات القدم في أثناء المشي.

نصائح لضمان أفضل النتائج:

تحريك المفصل بلطف في جميع الاتجاهات تحت إشراف اختصاصي علاج طبيعي.
المواظبة على أداء التمارين المنزلية وفقًا لتعليمات الطبيب.
تنويع التمارين وعدم الاكتفاء بنوع واحد منها.
ممارسة التمارين للقدم السليمة أيضًا.
إبلاغ الطبيب عند الشعور بأي ألم في أثناء التمارين، وتجنّب الضغط الزائد.
ارتداء الأحذية المناسبة والمريحة حتى اكتمال التعافي.

يسهم الالتزام بهذه التوصيات في تسريع عملية الشفاء، واستعادة حركة ووظيفة القدم بشكل طبيعي.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة