سوريا تعود للمنافسة بالكاراتيه.. المركز الثالث بالبطولة العربية

منتخب سوريا للكاراتيه المشارك في البطولة العربية للكاراتيه - الأردن 22 آب 2025 (الإتحاد السوري للكاراتيه/ فيسبوك)

camera iconمنتخب سوريا المشارك في البطولة العربية للكاراتيه بالأردن - 22 آب 2025 (الاتحاد السوري للكاراتيه/ فيسبوك)

tag icon ع ع ع

حصد المنتخب السوري للكاراتيه 41 ميدالية، خلال مشاركته في البطولة العربية للكاراتيه التي أقيمت في الأردن خلال الفترة من 19 إلى 21 من آب، ليحرز بذلك المركز الثالث في البطولة، ويعود إلى ساحة المنافسات العربية والدولية بعد غياب دام سنوات طويلة.

وحاز لاعبو المنتخب السوري على 7 ميداليات ذهبية و9 فضيات و25 برونزية، توزعت على مختلف الأوزان والفئات العمرية، وعكس ذلك المستوى الفني العالي والتحضير الجيد للاعبين والكوادر الفنية.

“بداية من الصفر”

لم ينظر الاتحاد السوري للكاراتيه إلى البطولة على أنها مجرد منافسة رياضية، بل وسيلة لإثبات حضور سوريا في محيطها العربي والدولي.

رئيس الاتحاد السوري للكاراتيه، مأمون خربوط، بيّن لعنب بلدي أن المشاركة لم تكن مجرد منافسة رياضية، بل إثبات وجود لسوريا بعد التحرير، إذ إن عودة اسم سوريا إلى الساحات العربية والدولية هي رسالة بأنها ما زالت حاضرة في مختلف مفاصلها.

وكشف خربوط أن تشكيل المنتخب لم يكن سهلًا، إذ بدأ الاتحاد منذ استلامه زمام الأمور بالعمل من نقطة الصفر، لافتًا إلى أنه لم يكن هناك منتخب أو أرضية عمل للبناء عليها، مما اضطرهم لإعادة تشكيل الاتحاد واللجان العليا، ثم تنظيم بطولة محلية لاختيار النخبة من اللاعبين لتشكيل المنتخب، ووضع اللعبة على المسار الصحيح.

آلية اختيار اللاعبين

المنتخب المشارك في البطولة جاء بعد سلسلة من الاختبارات، إذ تمت دعوة الفائزين بالمراكز الأولى في بطولة الجمهورية، ثم إدخالهم في معسكر تدريبي خاص تخللته ثلاث تجارب عملية لقياس المستوى البدني والفني، ومن خلال هذه الاختبارات جرى انتقاء نحو 45 لاعبًا ليمثلوا النخبة القادرة على الفوز، وفق رئيس الاتحاد العربي السوري للكاراتيه، مأمون خربوط.

وأوضح خربوط، أن الاستثناء الوحيد في الانتقاء، كانت اللاعبة ميس قره فلاح، لغياب لاعبين ضمن فئة وزنها، وتم اختيارها من قبل مدربي المنتخب والجهاز الفني للمنتخب، مشيرًا إلى أنها أثبتت جدارتها خلال البطولة وأحرزت ميداليتين ذهبية وبرونزية.

تحديات مالية

رغم الإنجاز، بقيت الأزمة المالية التحدي الأكبر أمام الاتحاد السوري للكاراتيه، إذ إن ضعف الإمكانيات المادية شكل عقبة، أمام نقص المستلزمات الأساسية كالألبسة والواقيات، وتمويل المعسكرات، وتعويض المدربين.

وذكر رئيس الاتحاد  السوري للكاراتيه، مأمون خربوط، أن مدربي المنتخب الأربعة عملوا بشكل طوعي، ولكن مشاركة البعثة تطلّبت دفع رسوم إضافية، فقد تم دفع 100 دولار أمريكي عن كل لاعب مشارك، بالإضافة إلى رسوم دورات للمدربين والحكام ليتمكنوا من المشاركة.

وأشاد خربوط بالمساعدة المادية التي قدمها وزير الرياضة والشباب ومديرية ألعاب القوى وموافقتهم على إرسال هذا العدد من اللاعبين للمشاركة، على الرغم أنها لم تكن كافية لتغطية جميع النفقات، آملًا أن يكون دعم رسمي ومؤسساتي أكبر في المرحلة المقبلة.

ولم تتوقف التحديات عند نقص الدعم المالي، بل شملت صعوبات حياتية وتعليمية أثرت على بعض اللاعبين خلال التجهيز للبطولة، وفق نائب رئيس الاتحاد ومدرب منتخبي الشباب والرجال، عمار السبسبي، إذ واجه بعضهم صعوبات بسبب التزاماتهم المدرسية، خاصة طلاب الشهادة الإعدادية والثانوية وهو ما انعكس على انتظامهم في المعسكر.

وأشار إلى وجود فروق طبيعية بين اللاعبين، خاصة عند مواجهة مصنفين عالميًا، فقد ضمت بعض الأوزان لاعبين من الأردن والعراق والجزائر، وهم مصنفون دوليًا، بينما لاعبو المنتخب السوري يواجهونهم لأول مرة، مما أثر على الأداء، مؤكدًا أن سوريا تمتلك عناصر متميزة على مستوى عالمي.

خطط تطويرية ومشاركات مقبلة

لن يتوقف إنجاز الاتحاد السوري للكاراتيه عند حدود المشاركة في بطولة الأردن، إذ كشف رئيس الاتحاد عن خطط مستقبلية لتعزيز حضور المنتخب، مشيرًا إلى أن اللاعبين المتوجين سيكون لهم معسكرات تدريبية ودورات تنشيطية داخلية، إضافة إلى معسكرات خارجية بالتنسيق مع دول الجوار، لرفع سوية اللاعبين وتحضيرهم لاستحقاقات أكبر.

وبحسب خربوط، فقد فتحت نتائج الأردن الباب أمام دعوات جديدة، منها دعوة رسمية للمشاركة في بطولة البحر الأبيض المتوسط في إسبانيا تم رفع طلب المشاركة إلى وزارة الرياضة والشباب، ودعوة شخصية للمشاركة في بطولة التضامن الإسلامي في السعودية بانتظار استلام الدعوة الرسمية من الاتحاد السعودي للكاراتيه.

ونوه نائب رئيس الاتحاد ومدرب منتخبي الشباب والرجال، عمار السبسبي، إلى ضرورة زيادة فترة التحضير وإقامة معسكرات أطول وأكثر تنوعًا، معتبرًا أن التحضير لفترة شهرين لم تكن كافية  لخوض بطولة بهذا المستوى.

واتفق كل من خربوط والسبسبي على أن التركيز في الفترة المقبلة سيكون على الفئات العمرية من فئة الناشئين والشباب، وتحضيرهم ضمن معسكرات داخلية وخارجية تضمن الجاهزية المثلى.

نحو التصنيف العالمي

يطمح الاتحاد السوري للكاراتيه إلى أن تكون بطولة الأردن نقطة انطلاق نحو حضور سوري في التصنيفات العالمية، خاصة أن سوريا كانت حاضرة دائمًا على منصات التتويج في الكاراتيه خلال التسعينيات ومطلع الألفية الثانية، إلا أن الحرب وما رافقها من انهيار في البنية الرياضية، أعادها إلى الصفر.

واستطاع المنتخب السوري للكاراتيه إعادة “بريق الأمل” من خلال أول منافسة خارجية له، وفق ما لاحظته البعثة المشاركة من الحديث الإيجابي للوفود المشاركة عن أداء اللاعبين السوريين ومنافساتهم القوية.

ويرى الاتحاد أن ما تحقق في الأردن هو البداية، فالمشاركة لم تكن لإيفاد أسماء كما كان يحدث سابقًا، بل خطوة لبناء منتخب حقيقي.

الكاراتيه السوري يعود إلى الحلبة.. تنظيم محلي واستعداد دولي



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة