إصلاح كراجي “العباسيين” و”البولمان”.. مواطنون يطالبون بالمزيد

karage alabasein

camera iconتأهيل كراجات العباسيين في دمشق - 13 آب 2025 (عنب بلدي/ديالا البحري)

tag icon ع ع ع

منذ حزيران الماضي، بدأت محافظة دمشق أعمال تأهيل شملت كراجي “العباسيين” و”البولمان” في العاصمة دمشق، في خطوة تهدف إلى تحسين بيئة النقل وتنظيم حركة المسافرين.

الأعمال، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، غيّرت من المشهد داخل الكراجين، ووفرت خدمات جديدة لاقت ترحيبًا واسعًا من الركاب والسائقين، غير أنها لم تخلُ من ملاحظات وانتقادات لا تزال تنتظر المعالجة، إذ رصدت عنب بلدي ارتياحًا لدى مسافرين تحدثت إليهم، لكن معظمهم طالب بمزيد من التحسين وإعادة تنظيم بعض الجوانب ومعالجة الضوضاء.

خدمات مجانية للمسافرين والمرضى

شملت أعمال الصيانة في كراج “العباسيين”، تأهيل المكاتب الإدارية ومكاتب قطع تذاكر الشركات، وصيانة الحمامات، وترميم الأرصفة، وصيانة المظلات المعدنية مع إنشاء مظلات جديدة، وتجميل مدخل المسافرين، بحسب مديرية الصيانة في محافظة دمشق.

وبعد أن كانت الفوضى وغياب المرافق المناسبة سمة بارزة للكراج خلال السنوات الماضية، أظهرت أعمال التأهيل تغييرًا ملحوظًا.

كما تمت صيانة وتأهيل السور المعدني، وتنفيذ إنارة طاقة شمسية لساحات الكراج، إلى جانب تركيب طاقة شمسية من أجل تخديم المكاتب.

مدير كراج “العباسيين”، باسل السعيد، قال لعنب بلدي، إن الوضع قبل أعمال التأهيل كان “سيئًا للغاية”، حيث كانت القمامة منتشرة والمرافق مهملة بشكل كامل.

وأضاف أن الإدارة تحرص على تقديم أفضل خدمة للمسافرين، وجعلهم يشعرون بالراحة والأمان عند دخولهم الكراج، بعد أن كان مكانًا لابتزاز الركاب عند دخولهم إليه قبل سقوط النظام.

وأشار السعيد إلى أن الإدارة توفر الآن خدمات مجانية للمسافرين أو المرضى أو الطلاب بحال احتاجوا ذلك.

ومن المتوقع أن تنتهي أعمال التأهيل والصيانة في كراج “العباسيين”، مع نهاية آب الحالي، وفقًا لمحافظة دمشق.

بالتوازي مع أعمال تأهيل كراج “العباسيين”، نفذت محافظة دمشق أيضًا أعمال صيانة في كراج “البولمان”، شملت إصلاح المكاتب الإدارية وتأهيل الحمامات وتنفيذ إنارة بالطاقة الشمسية لساحات الكراج، وأضافت المحافظة أنه سيتم تركيب مظلات للمسافرين في الفترة المقبلة.

تحسينات تريح المسافرين

من خلال جولة أجرتها عنب بلدي في الكراجين، رصدت من خلالها التغييرات التي حصلت وآراء الناس حول الإصلاحات، لاقت هذه الخطوات ترحيبًا من المواطنين والسائقين، لكنها كشفت عن تحديات لم تحل بعد.

في كراج “العباسيين” تحدّثت سميرة عبود، القادمة من حمص، عن ارتياحها الكبير بعد تركيب المظلات التي خففت معاناتها من الانتظار تحت الشمس الحارقة، وأشارت إلى أن وجود مراوح في أماكن الجلوس جعلها تشعر بأن راحتها أولوية لدى القائمين على الكراج.

أما عبد العزيز خضر، فعبّر عن فرحته بالمقاعد المريحة التي استبدلت الانتظار المرهق على الأرصفة بانتظار هادئ ومنظم داخل الاستراحات.

وفيما يتعلق بالخدمات الصحية والمرافق، عبّرت وداد عثمان عن سعادتها بفصل الحمامات بين الذكور والإناث بعد أن كانت مشتركة، مؤكدة أن الوضع السابق كان يسبب لها إحراجًا شديدًا، خاصة في ظل الإهمال وقلة النظافة.

أحمد إدريس، وهو سائق باص يعمل على خط قارة، قال إن الكراج أصبح أكثر تنظيمًا من قبل، خصوصًا في طريقة وقوف الحافلات وتوزيع المواقف، ولفت إلى أهمية تأهيل صنابير المياه التي وفرت مياه باردة وهو ما كان يفتقده سابقًا.

أما في كراج “البولمان”، فقد رحّب بعض المسافرين بهذه التحسينات، معتبرين أن الإضاءة الجديدة والخدمات الصحية حسنت من ظروف الانتظار، إلا أن آخرين أبدوا استياءهم من استمرار بعض الظواهر السلبية.

خدمات ناقصة ومشكلات مستمرة

رغم التحسن الملحوظ داخل كراج “العباسيين”، لا تزال المنطقة المحيطة به، والتي تستخدم كمواقف لـ”سرافيس” ريف دمشق، أقل تنظيمًا وتعاني من مشكلات واضحة، أبرزها غياب الإنارة ليلًا ما يجعل المكان مصدر قلق للركاب، ويزيد من مخاطر السرقة أو التعرض للحوادث.

إلى جانب ذلك، يشتكي سائقون من انتشار “البسطات” التي تحتل جزءًا كبيرًا من الشارع وتعوق حركة المركبات.

وتزيد الأرصفة والطرقات المتهالكة في المنطقة وغياب المظلات من معاناة الركاب المنتظرين تحت أشعة الشمس.

محافظة دمشق أكدت لعنب بلدي أنها ستباشر بتنفيذ حل مروري شامل في المنطقة المحيطة بالكراج، على أن تنتهي الأعمال مع بداية الشهر العاشر، في محاولة لمعالجة هذه المشكلات التي تؤثر على انسيابية الحركة وسلامة الركاب.

ولا يزال كراج “البولمان”، رغم الصيانة والتحسينات الجزئية، بحاجة إلى تطوير أوسع، إذ اعتبر مسافرون أن الكراج لا يرقى بوضعه الحالي لأن يكون بمستوى “بوّابة العاصمة” للقادمين من المحافظات الأخرى، إذ تبقى هناك الكثير من المشكلات، مثل ضيق الممر بين مدخل الكراج والمكاتب، وقلة المقاعد المخصصة لانتظار المسافرين، ما يسبب ازدحامًا كبيرًا بين الموجودين وجلوس مسافرين على الأرصفة أو وقوفهم فترة طويلة.

ومن المشكلات أيضًا، وجود أشخاص ينادون على الركاب بصوت مرتفع لإقناعهم بشركات معينة، وهو ما يخلق فوضى ويزعج المسافرين.

كما اشتكى بعض الركاب من عدم وجود مواقف محددة لكل شركة، ما يدفعهم للبحث بأنفسهم عن أماكن وقوف الباصات، وأحيانًا يجدون أنفسهم أمام أماكن غير مناسبة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة