مراجعون أمام مستشفى الشحيل العام في ريف دير الزور- 13 نيسان 2025 (عنب بلدي)
دير الزور.. السلاح يغلق مستشفى الشحيل
شهدت بلدة الشحيل، التي تقع تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” في ريف دير الزور، اليوم الأحد 24 آب، إغلاقًا قسريًا للمستشفى التخصصي الوحيد في البلدة، بعد أن اقتحمته مجموعة من المسلحين مستخدمة نفوذها العشائري.
وحسب مراسل عنب بلدي في دير الزور، فإن المسلحين اقتحموا المشفى، لفرض تعيينات وظيفية تحت التهديد بالسلاح.
وأسفر الحادث عن إخلاء المشفى من جميع كوادره ومرضاه، مما دفع المدير إلى إغلاقه بالكامل.
مجموعة من المسلحين كان أحدهم موظفًا سابقًا بالمستشفى ذاته، دخلوا إليه مطالبين بتوظيف أقاربهم، بحسب معلومات متقاطعة حصلت عليها عنب بلدي، من موظفين في القطاع الصحي وعامل في منظمة “ريليف انترناشيول”.
وعندما قوبلت المجموععة بالرفض، تصاعد الموقف ليخرجوا جميع العاملين والمرضى تحت التهديد، ما دفع مدير المستشفى إلى إغلاقه.
ولم يصدر أي توضيح أو بيان حول الإغلاق من هيئة الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية “حتى لحظة تحرير الخبر.
المستشفى جرى افتتاحه من قبل هيئة الصحة، في تموز 2019، ويضم عدة أقسام، منها الإسعاف والعيادات والجراحة العامة والنسائية والتوليد والعيادات الخارجية التي تضم عيادات الأطفال والداخلية.
تداعيات إنسانية كارثية
إغلاق المستشفى يمثل كارثة إنسانية في منطقة تعاني بالفعل من نقص حاد في الخدمات الطبية، بحسب طبيب تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.
وقال الطبيب إن “إغلاق المستشفى يعني حرمان مئات المرضى من العلاج الضروري، وهذا يؤدي إلى تدهور حالتهم، وقد يتسبب في وفيات يمكن تجنبها”.
وأضاف أن هذه الحوادث تدفع الأطباء والممرضين إلى ترك عملهم خوفًا على حياتهم، مما يزيد من النقص الحاد في الكوادر المتخصصة، “فالطبيب قادر على العمل فقط في أي مكان آمن”.
وضاح السلوم مريض كان يتلقى العلاج أفاد لعنب بلدي أن المسلحين أجبروه على الخروج من المخبر، ولم يستطع الحصول على تحاليل كان قد طلبها أحد الأطباء في وقت سابق منه.
وحسبما قال وضاح، فإن المسلحين كانوا يتوعدون بإغلاق المستشفى بالقوة، إن لم يحصلوا على ما يريدون.
قطاع صحي متردٍ
يعاني القطاع الصحي في ريف دير الزور، الخاضع لسيطرة “الإدارة الذاتية”، من قلة في الكوادر والمعدات الطبية، وسط غلاء أجور المعاينات والأدوية مقارنة بدخل الأهالي المتدني، مع عدم توفر العديد من أنواعها، وفقًا لما أفاد به مراسل عنب بلدي.
وتغيب عن المنطقة العديد من الاختصاصات الطبية، أبرزها العصبية، والجراحات القلبية، كما يعاني الأطباء من تعرضهم لتهديدات بشكل مستمر تدفعهم لمغادرة المنطقة، بحثًا عن مكان أكثر أمنًا لمتابعة عملهم.
انتشار حالات الكبد الوبائي
وتزداد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “A” في ريف دير الزور، حيث تسيطر”الإدارة الذاتية”، في ظل تردي وضع القطاع الصحي، وقلة الدعم من قبل لجنة الصحة عن أغلبية المستشفيات العامة.، وفقًا لتقرير سابق نشرته عنب بلدي في تشرين الأول 2024.
وتركزت العديد من حالات الإصابة بهذا المرض في ريف دير الزور الشرقي، إذ قالت مصادر طبية تنشط في المنطقة لعنب بلدي، إن سبب تلك الحالات تلوث مياه الشرب.
ويقصد المرضى مستشفيات الحسكة والرقة لأن المستشفيات الخاصة بريف دير الزور لا توجد فيها اختصاصات طبية، مثل الهضمية والصدرية والعينية والعصبية، كما تعاني من قلة الإمكانيات والمعدات داخلها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :