بتمويل تشيكي

مخاطر “النترات” تدفع لإنشاء محطتي تنقية بعدرا الجديدة ويلدا

أعمال صيانة على خط الجر الرئيس في منطقة البجاع – صحارى - 17 آب 2025 (مؤسسة المياه/ فيسبوك)

camera iconأعمال صيانة على خط الجر الرئيس في منطقة البجاع – صحارى - 17 آب 2025 (مؤسسة المياه/ فيسبوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – لبابة الطويل

بالتزامن مع أزمة الجفاف التي تشهدها سوريا، يعاني سكان مناطق ريف دمشق من قلة المياه، وتلوث بمياه الشرب.

أزمة المياه ليست جديدة على ريف دمشق، إذ واجهت عشرات البلدات انقطاعات طويلة في مياه الشرب على مدى سنوات، خصوصًا مع الحصار والحرب التي شنها النظام السابق، وتراجع دور الدولة وعدم تأهيل الشبكات ومحطات الضخ والمعالجة.

المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بريف دمشق أعلنت توقيع عقد لتنفيذ محطتين لتنقية المياه في بلدتي عدرا الجديدة ويلدا، بتمويل كامل من السفارة التشيكية في دمشق، وبقيمة تقديرية بلغت 830 ألف دولار، وفق ما نشرته عبر صفحتها على “فيسبوك”، في 7 من آب الحالي.

وأشار مدير المؤسسة إلى أن تركيب المحطتين جاء لتدارك ارتفاع نسب مادة “النترات” إلى مستويات تفوق الحدود المسموح بها، ما يشكل خطرًا على صحة السكان.

مخاطر صحية وإرهاق مالي

يترقب أهالي بلدة يلدا دخول المحطة الخدمة بعد سنوات من الاعتماد على مصادر بديلة للمياه، بسبب كثرة أعطال الشبكات، وتلوث المياه.

سناء النونو، وهي ربة منزل تقطن في البلدة، تحدثت لعنب بلدي عن معاناتها قائلة، “في كثير من الأيام لا يصلنا الماء عبر الشبكة، فنضطر إلى شراء مياه الصهاريج”.

غالبًا تكون الصهاريج مرتفعة الثمن وغير مضمونة الجودة، مما يسبب مشكلات صحية متكررة للأطفال، مثل آلام البطن والإسهال.

محمد الحمصي، موظف في إحدى الدوائر الحكومية ويسكن في يلدا، قال لعنب بلدي، إن العبء الأكبر على السكان كان من الناحية المادية، فالعائلة تحتاج بشكل دائم إلى شراء كميات إضافية من المياه، ما يرهق ميزانيتها الشهرية.

كما أن الأعطال الدائمة في مضخات المياه تؤثر على تزويد السكان بالمياه بشكل مستمر.

“مؤسسة المياه” توضح سبب المشروع

مدير مؤسسة مياه دمشق وريفها، أحمد درويش، أوضح، في حديث إلى عنب بلدي، أن اختيار عدرا الجديدة ويلدا جاء بعد إجراء اختبارات مخبرية لمياه الشرب فيهما، أظهرت نتائجها ارتفاعًا في نسب مادة “النترات” إلى مستويات تفوق الحدود المسموح بها، وفق المواصفات القياسية السورية.

وقال درويش، إن “النترات تعد من المواد السامة التي تسبب أضرارًا صحية عند ارتفاع نسبها في مياه الشرب، ولا بد من معالجتها لتخفيضها إلى ما دون 50 ملغ/ليتر، وهو الحد المسموح به في المواصفات السورية”.

وبحسب درويش، فإن هذا الواقع فرض الحاجة إلى محطتي معالجة قادرتين على تنقية المياه وضمان سلامتها قبل وصولها إلى السكان.

القدرة الاستيعابية والفوائد المتوقعة

المحطتان المزمع تنفيذهما ستبلغ القدرة الإنتاجية لكل منهما نحو عشرة أمتار مكعبة من المياه في الساعة، ومن المتوقع أن يستفيد من كل محطة حوالي عشرة آلاف شخص، وفق مدير مؤسسة المياه.

وأضاف درويش أن المشروع ممول بالكامل من السفارة التشيكية، دون أي مساهمة مالية من المؤسسة أو المحافظة، مشيرًا إلى أن التنفيذ سيبدأ في نهاية آب الحالي، على أن تُنجز الأعمال خلال شهرين، بحيث تدخل المحطتان الخدمة مع نهاية تشرين الأول المقبل.

وستوزع المياه المنتجة عبر شبكات خاصة بمياه الشرب، وصولًا إلى مناهل مخصصة للاستخدام المنزلي، لتأمين مياه مطابقة للمواصفات القياسية السورية من حيث نسبة النترات، وسلامة الاستهلاك.

خطط مستقبلية

مدير مؤسسة المياه لفت إلى أن المؤسسة أنجزت سابقًا أربع محطات مماثلة في مناطق مختلفة من ريف دمشق، وهي حاليًا بصدد تشغيل محطتين جديدتين، من بينها محطتا عدرا ويلدا.

كما توجد خطط لتشييد محطات أخرى في مواقع تظهر فيها نسب تلوث مرتفعة تجعل المياه غير صالحة للشرب.

أزمة مستمرة في ريف دمشق

وثقت عنب بلدي في تقرير سابق معاناة سكان بلدات عدة من نقص المياه، إذ يضطر كثير منهم إلى الاعتماد على شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة، وسط غياب الرقابة الكافية على جودة تلك المياه.

وأشار التقرير إلى أن ضعف التمويل المخصص لمشاريع المياه يفاقم الأزمة، إذ غالبًا ما تتأخر أعمال الصيانة وتبديل الشبكات المهترئة، ما يترك السكان أمام خيارات محدودة، ويزيد من الأعباء الاقتصادية والصحية.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة