وعود بالتمويل.. هل ينهض “الشعلة” برعاية رجال الأعمال

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – وسيم العدوي

يواجه نادي الشعلة أعباء مالية وتحديات تتمثل باختيار مدربين للفرق الرياضية وتشكيلة اللاعبين، ولا سيما فريق كرة القدم المؤهل للعب في الدوري السوري الممتاز.

ويأمل النادي بالنهوض وتحقيق نتائج متقدمة في المباريات المقبلة بعد إبرام عقود الرعاية والدعم للنادي مع عدد من رجال الأعمال.

فريق الشعلة لكرة القدم وصل في نيسان 2024 إلى الدوري الممتاز، وعاد بذلك إلى الأضواء بعد غياب 33 عامًا عن الساحة الرياضية.

لجنة رباعية لاختيار مدرب الشعلة

رئيس نادي الشعلة في درعا، مصطفى المسالمة، قال لعنب بلدي، إن النادي شكّل لجنة رباعية من أعضاء مجلس إدارة النادي لاختيار مدرب لفريق كرة القدم ومساعد مدرب (معدّ بدني)، ليصار لاحقًا إلى اختيار اللاعبين جميعهم من قبل مدرب الفريق وعلى مسؤوليته الشخصية.

وتقوم اللجنة المذكورة حاليًا بالتفاوض مع مدربين اثنين لاختيار مدرب منهما، فيما تم اختيار مدرب مساعد للإعداد البدني للاعبين، دون أن يفصح المسالمة عن هوية كل منهم.

وبعد تشكيل اللجنة، قام نادي الشعلة بدعوة أكثر من 30 لاعبًا لاختيار 11 لاعبًا منهم، وأوضح المسالمة أن تشكيلة اللاعبين المدعوين هي من “لاعبي الفريق العام الماضي ومن الجدد ومن الفريق الأولمبي لكرة القدم”.

كما ستجتمع الجمعية العمومية للأندية بالمحافظات في 14 من أيلول المقبل، للتصديق على النوادي التي ستشارك بالدوري الممتاز والفرق التي ستهبط لدوري الدرجة الأولى أو الثانية، قال المسالمة.

وأضاف أن مدرب فريق كرة القدم سيتحمل عبئًا إضافيًا من خلال اختيار اللاعبين “بمحض إرادته”، لأن أي فشل من أي لاعب سيحمّل الداعمين أعباء إضافية.

نقص التمويل يهدد بوقف التدريبات

تنتظر نادي الشعلة عدة مشكلات تعوق أنشطته وتدريبات الفرق سواء في كرة القدم أو اليد أو “الكيك بوكسينغ” أو المصارعة وغيرها، وتعطل اختيار المدربين وتشكيلات الفرق الرياضية، نتيجة عدم الوصول لاتفاق على الأجور معهم، بعد تأخر الدعم المالي الذي وعد به النادي.

وكشف المسالمة أن النادي سيعقد اجتماعين مهمين الأسبوع المقبل مع رجل الأعمال السوري نور الدين المحاميد، صاحب شركة “سجاد صيدا”، ومع مدير مكتب أعمال رجل الأعمال السوري موفق القداح، مؤسس “مجموعة ماج” (MAG) القابضة التي تعمل في العقارات والصناعة والشحن، لبحث موضوع الدعم المالي للنادي.

وحول أجور اللاعبين، أشار إلى أن هناك عقودًا موسمية تم توقيعها مع لاعبين في عدد من الأندية ومنها نادي الشعلة، تبدأ من 100 مليون ليرة وتصل أحيانًا إلى 200 مليون ليرة سورية.

ممثل شركة عمر موفق القداح كشف لعنب بلدي أن الشركة ستواصل تقديم الدعم المالي لنادي الشعلة، مشيرًا إلى أن الشركة قدمت العام الماضي 250 ألف دولار للنادي على دفعات، ما أسهم في صعوده إلى الدوري السوري الممتاز.

دعم حكومي حالي ومرتقب

حول غياب الدعم الحكومي سواء من قبل محافظة درعا أو وزارة الشباب والرياضة السورية، أشار رئيس نادي الشعلة إلى أن النادي عقد اجتماعًا مؤخرًا مع محافظ درعا، أنور الزعبي، لبحث قضية متابعة تنفيذ عقود إعادة ترميم وتأهيل الملعب “البلدي القديم” بمنطقة الكاشف في درعا وملعب “البانوراما”، حيث تواصل المحافظ مع وزير الشباب والرياضة بهذا الشأن، و”الأمور تبشر بالخير” على حد تعبيره.

وقال المسالمة، “إذا لم يتم تأهيل الملعب البلدي فإن نادي الشعلة سيكون مجبرًا حينها على إجراء تدريباته في ملاعب دمشق، مع ما يحمله ذلك من أعباء إضافية، علمًا أن تكلفة التدريبات الماضية لفريق كرة القدم وحده في دمشق بلغت نحو 21 مليون ليرة سورية”.

وأشار إلى قيام محافظ درعا الأسبوع الماضي بتكريم فريق الشعلة لكرة اليد تحت 17 سنة، وذلك لإحرازه المركز الثاني في دورة التحرير الأولى لكرة اليد التي أقيمت مؤخرًا في صالة “الجلاء” بدمشق، وجرى تقديم مكافآت مالية رمزية لهم (200 ألف ليرة للاعب و300 ألف ليرة سورية للإداري) إضافة إلى تجهيز الفريق بالمستلزمات الرياضية لهم مثل اللباس والأحذية الرياضية، مبينًا أن المحافظة قدمت أيضًا للنادي 50 مليون ليرة سورية لدعم التدريبات، وسعي النادي لتوفير البيئة المناسبة للاعبين.

تأخر ترميم الملعب البلدي يعطل الأنشطة

أحد مهندسي الشركة العامة للبناء والتعمير عاصم العاسمي، كشف سابقًا لعنب بلدي، أن لجنة من الشركة اجتمعت مع لجنة من وزارة الرياضة والشباب السورية، في 15 حزيران الماضي، لبحث واقع تنفيذ عقود تأهيل الملعب “البلدي القديم” وملعب “البانوراما” في درعا، ولكن الخلافات مع الوزارة حالت دون استكمال تنفيذ هذه العقود وتسلّم المنفَّذ منها، وتسببت بتعطيل نادي الشعلة عن أنشطته.

وبيّن العاسمي آنذاك أنه تم الاتفاق على تسليم العقد الأول من قبل الشركة في الملعب “البلدي القديم” بمنطقة الكاشف، والمتضمن “ترميم المشالح والمدرجات الصغيرة بشكل كامل والسور الغربي مع طينة ودهان وغرفة الحراسة الخارجية”، بقيمة 1.4 مليار ليرة سورية، والعقد الثاني المتضمن “هدم وإعادة بناء السور الشرقي مع طينة ودهان”، بتكلفة 275 مليون ليرة سورية.

ولكن الخلاف نشب بين الشركة ولجنة الوزارة بالنسبة لتسليم العقد الثالث لفرش ملعب “البانوراما” في درعا بالعشب الصناعي مع تركيب فواصل من الحبيبات الصناعية، والذي تبلغ قيمته 15 مليار ليرة سورية، إذ اعتبرت اللجنة أن هذا الرقم “كبير وفيه غبن ومبالغ به”.

وبرر العاسمي أن قيمة العقد (سبب الخلاف) ناجمة عن التكاليف العالية لمواد “الرولات”، والعشب الصناعي، والتجهيزات، والحبيبات الصناعية، التي تم توريدها قبل سقوط النظام، إذ ارتفع سعر الصرف ليتجاوز عتبة الـ1600 ليرة مقابل الدولار الواحد، إضافة إلى أن الشركة متعاقدة مع متعهدين مختصين لإنجاز عملية فرش الملعب.

وبناء على توجيهات من وزير الرياضة والشباب، محمد سامح الحامض، طلبت اللجنة تخفيض قيمة العقد الثالث لفرش ملعب “البانوراما” في درعا من 15 إلى أربعة مليارات ليرة سورية، وهو ما رأت الشركة أنه أمر “مجحف”، حسب المهندس المشرف على الأعمال من جانب الشركة المنفذة.

وبين الوعود بالتمويل والافتقار للبنى التحتية الرياضية في درعا يواصل نادي الشعلة المراوحة مكانه نتيجة هذه التحديات الكبيرة التي أثرت على استمرارية تدريباته وأدت إلى توقف العديد من الأنشطة الرياضية، خاصة في كرة القدم وكرة اليد نتيجة عدم القدرة على دفع مستحقات اللاعبين وتأمين المعدّات.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة