بنية متهالكة لا يكفيها الترميم

جهود لوضع مدينة بانياس الرياضية في الخدمة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – شعبان شاميه

يترقب أهالي منطقة بانياس بريف محافظة طرطوس والفعاليات الرياضية المحلية عودة المدينة الرياضية إلى سابق عهدها، إذ تعد إحدى أبرز المنشآت الرياضية والاجتماعية في الساحل السوري.

وخلال السنوات الماضية، حوّل النظام السابق المدينة إلى ثكنة عسكرية، كما تعرضت للسرقة والنهب في تلك الفترة، مع تهالك بنيتها التحتية بسبب العوامل الجوية، وعدم إجراء أي عمليات صيانة.

وقال مدير الرياضة والشباب في محافظة طرطوس، معاوية حمامي، لعنب بلدي، إن الكشف على المدينة أظهر أنها بحاجة إلى إعادة تأهيل، إذ إن الترميم وحده لا يُجدي نفعًا.

وأوضح أن أسفل المدرجات والقاعات مهترئ، كما أن قضبان الحديد باتت ظاهرة للعيان نتيجة الإهمال واستغلالها من قبل النظام السابق لأعمال عسكرية، بالإضافة إلى الصدأ بسبب العوامل الجوية من أمطار ورطوبة وملوحة البحر، باعتبارها تطل على الواجهة البحرية.

وأضاف حمامي أنه لا يوجد سوى المسطح الأخضر (الملعب) يمكن إعادة تأهيله وإصلاح “المرشات” (أجهزة تُستخدم لري ملاعب العشب الطبيعي والحفاظ على جودته)، واستثماره لأغراض تدريبية حصرًا، مبينًا أنه غير صالح للمباريات، كما أن جميع المولدات وأجهزة التبريد وكل الملحقات الكهربائية تعرضت للسرقة والنهب.

تحديات ومحاولات

بدأ القائمون على قطاع الرياضة خطوات لوضع الملعب تحت تصرف رياضيي المنطقة لاستخدامه في الأغراض التدريبية، بحسب مدير الرياضة والشباب بطرطوس.

وأشار إلى أعمال قص الأعشاب الطويلة ورش المبيدات والتسميد، والمتابعة بمساندة الرياضيين والعاملين في نادي بانياس الرياضي لتأمين قوى بشرية تساعد على وضع الملعب بالخدمة بأسرع وقت ممكن.

وحول المدة الزمنية لعودة المنشأة إلى الخدمة، استبعد حمامي أن تكون قريبة، إذ إن إعادة التأهيل الكاملة تحتاج إلى عمل كبير، مشيرًا إلى أن النظام السابق جعل من المدينة الرياضية لسنوات معتقلًا للتعذيب ومقرًا لأفراده “الذين عاثوا فسادًا وقاموا بتخريبها”.

وبيّن حمامي أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية وشرح واقع المدينة الرياضية الهندسي من قبل مختصين، وأنه يجب الآن التروّي لأن البلاد في مرحلة التعافي، متمنيًا أن تكون المنشآت الرياضية ضمن أولويات العمل الحكومي.

حمامي نفى علمه بوجود أي تعاون مع جهات دولية لإعادة تفعيل مدينة بانياس الرياضية، لافتًا إلى أن إعادة تفعيلها يحتاج إلى مقومات فنية ومالية كبيرة، متمنيًا من الجهات الدولية مد يد العون والمساعدة لعودة المنشأة إلى سابق عهدها.

خطوات سابقة

تعمل مديرية الرياضة والشباب في طرطوس على إعادة تأهيل الصالة الرياضية في طرطوس، تنفيذًا للخطة الوزارية الخاصة بترميم وتطوير المنشآت الرياضية في سوريا، بما يضمن توفير بيئة مناسبة للتدريب واستضافة البطولات، بحسب ما كشفه حمامي في وقت سابق.

وخفّضت مديرية الرياضة والشباب بطرطوس، مؤخرًا، الرسوم لاشتراكات الألعاب، إذ أصبحت “رمزية”، بحسب حمامي، مراعاة لمستوى دخل الأفراد، بحيث يُتاح للجميع ممارسة أي نوع من الألعاب، مشيرًا إلى أن فارق الرسوم بينهم وبين التي تتقاضاها بعض الأكاديميات الخاصة “كبير جدًا”.

ويواجه العمل الرياضي في محافظة طرطوس تحديات تكمن في ضعف البنية التحتية، وافتقار بعض الأندية لملاعب ومنشآت خاصة تمكّنها من ممارسة نشاطاتها بشكل منتظم، كحاجة نادي الدريكيش لكرة اليد إلى ملعب خاص، وعدم امتلاك نادي بانياس منشأة رياضية ملائمة، رغم ما تتمتع فيه مدينة بانياس من خزان بشري رياضي ينبغي استثماره بما يخدم مستقبل الرياضة في المحافظة.

وتعرّضت أكثر من نصف المنشآت الرياضية في سوريا لأضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل منذ عام 2011، نتيجة العمليات العسكرية أو الإهمال الناتج عن النزوح وانقطاع التمويل، وتحوّلت كثير من الملاعب إلى مساحات مهجورة أو أنقاض، وفقدت الصالات المغلقة تجهيزاتها الأساسية.

وأطلقت وزارة الرياضة والشباب المرحلة الثانية من خطتها الشاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية في سوريا، ضمن مشروع تقول إن تمويله متوفر وإنه يهدف إلى إعادة الحياة للملاعب والصالات المتضررة في مختلف المحافظات، مع التركيز على تطبيق معايير فنية وخدمية حديثة.

وتم الإعلان عن البدء بالمرحلة الثانية في 30 من تموز الماضي، بعد أن تم الانتهاء من المرحلة الأولى لإعادة التأهيل، التي ركّزت على تنظيم عقود الاستثمار.

مدير مديرية المنشآت والاستثمار المركزية في وزارة الرياضة والشباب، المغيرة حاج قدور، كشف لعنب بلدي، في وقت سابق، أن التمويل المخصص للمرحلة الثانية من الخطة تم رصده ضمن الموازنة الاستثمارية للوزارة للعام المقبل.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة