سلوم حداد يثير جدلًا في الأوساط الفنية المصرية

أشعلت تصريحات الفنان السوري، سلوم حداد، في إحدى لقاءاته الإعلامية، في 7 من أيلول، موجة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتقاده أداء عدد من الممثلين المصريين باللغة العربية الفصحى.

واعتبر حداد أن أغلب الفنانين المصريين لا يجيدون استخدامها بشكل صحيح على الشاشة، باستثناء أسماء لامعة، مثل الراحلين نور الشريف وعبدالله غيث.

وقال حداد إن النطق السليم للفصحى يمثل تحديًا واضحًا لدى كثير من الفنانين في مصر، مضيفًا أن “أغلبهم لا يجيد حتى نطق حرف الجيم”، ضاربًا مثالًا لإحدى الجمل التي تحتوي كلماتها حرف الجيم، معتقدًا أنه يصعب عليهم أداءها.

ورغم إشادته بأداء بعض الفنانين الكبار في التاريخ الفني المصري، اعتُبرت تصريحاته من قِبل عدد من المتابعين والفنانين المصريين تقليلًا من مكانة الفن المصري، الذي لطالما كان أحد أعمدة الدراما في العالم العربي.

انتقادات ورفض واسع

الموجة التي فجرها تصريح سلوم حداد لم تمر مرور الكرام، فقد سارع العديد من الفنانين المصريين للرد والدفاع عن زملائهم ومكانة مصر الفنية.

السيناريست المصري، عمرو محمود ياسين، كتب منشورًا في صفحته عبر منصة “فيسبوك“، في 8 من أيلول، وأكد فيه رفضه السخرية او الانتقاص من قدر الفنانين المصريين.

وأشار ياسين إلى أن الساحة الدرامية لا تزال تضم جيلًا قادرًا على إتقان الفصحى بجدارة، ولكن الأمر متعلق بفتح السوق الدرامي للأعمال الفنية باللغة العربية.

بدوره، دعا الفنان المصري، محمد علي رزق، عبر منصة “فيسبوك“، سلوم حداد لزيارة مصر والتعرف بنفسه على الواقع الفني.

“بإمكانك زيارة مصر، ورؤية أبطال مسرحية “الملك لير”، كالفنان يحيى الفخراني، وهم يتقنون اللغة العربية الفصحى، أو زيارد استديوهات الدوبلاج والمسرحيات التي تقد بالفصحى”، وفق تعبيره.

كما دخل نقيب المهن التمثيلية في مصر، أشرف زكي، على خط الرد، منتقدًا تصريحات حداد بالقول إنه من ينتقد الفنانين المصريين، عليه أن يكون دارسًا للفن.

كما أعلن عن تلقيه اعتذارًا رسميًا من سلوم حداد، بشأن تصريحاته.

المخرج المصري حسني صالح، استنكر ما اعتبره سخرية سلوم  حداد، من معظم ممثلي مصر حول نطق اللغة العربية، قائًلا: “أحب ألفت نظرك يا أستاذ سلوم، أن هناك العديد من الممثلين والطلاب في اللغة العربية أفضل منك”.

جدل متجدد

أعادت هذه التصريحات النقاش المحتدم حول مستقبل اللغة العربية الفصحى في الأعمال الفنية، وخاصة التاريخية والدينية، في ظل هيمنة اللهجات العامية على معظم الإنتاجات الحديثة.

بينما اعتبر البعض تصريحات سلوم حداد دعوة لإعادة النظر في جودة الأداء اللغوي على الشاشة، بينما رآها آخرون إساءة صريحة غير مبررة، خاصة حين تأتي من فنان عربي تجاه زملائه في دولة تعد أحد أقدم وأهم مراكز الإنتاج الفني في المنطقة.

أعماله التاريخية

قدم سلوم حداد سلسلة من المسلسلات التاريخية التي تركت بصمة لدى المشاهد السوري والعربي، مثل: “سيوف العرب”، الذي تناول مرحلة الجاهلية وبدايات العصر الأموي، و”الإمام”، الذي تناول سيرة الإمام أحمد بن حنبل، و”المرابطون والأندلس”، وتناولا أحداث سقوط الأندلس.

كما جسد عدة أعمال تاريخية رسخت اسمه في الدراما التاريخية كـ: “أبو زيد الهلالي، المتنبي، القعقاع، والزير سالم”.

“لا مكان لا زمان” و”المليئية” على خارطة دراما رمضان