
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا عامر البوسلامة خلال مقابلة إعلامية - 10 أيلول 2025 (الجزيرة مباشر/ لقطة شاشة)
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا عامر البوسلامة خلال مقابلة إعلامية - 10 أيلول 2025 (الجزيرة مباشر/ لقطة شاشة)
علقت جماعة “الإخوان المسلمون” في سوريا بشكل رسمي على دعوات الحل، التي أطلقها أحمد موفق زيدان، المستشار الإعلامي للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.
وقال المراقب العام لـ”الإخوان المسلمين” في سوريا، عامر البوسلامة، إن دعوات زيدان، لحل الجماعة “اجتهاد شخصي ولا يمثل موقفًا رسميًا للسلطة السورية”.
وأضاف في مقابلة مصورة مع قناة “الجزيرة مباشر“، الأربعاء، 10 من أيلول، أن حل الجماعة ليس من “المصلحة الوطنية ولا من مصلحة سوريا”، وفق تعبيره، معتبرًا أن “الجماعة كانت وما زالت جزءًا من المشهد السوري، وقوة داعمة للمرحلة الانتقالية”.
وأكد البوسلامة، أن الجماعة لم تتلق أي تواصل رسمي أو ضغوط من السلطات السورية بخصوص حل نفسها، معتبرًا “ما يطرح لا يعدو كونه مقالات واجتهادات إعلامية أو شخصية”.
واعتبر أن الجماعة لو رأت أن في حلها مصلحة لسوريا “لاتخذت القرار فورًا”، قائلًا إن وجودها “ضروري، ويمثل إضافة للحالة السورية الجديدة”.
المستشار الإعلامي للرئيس السوري، أحمد موفق زيدان، طالب جماعة “الإخوان المسلمين” بحل نفسها، عبر مقال رأي نشر على موقع “الجزيرة نت”، في 22 من آب الماضي، معللًا ذلك بأنه “سيخدم البلد ويدفع أبناءه للانخراط في العمل الحكومي لتستفيد منه الدولة”.
دعوة مستشار الرئيس ترسخت، بحسب قوله، “بعد دراسات ونقاشات ومقاربات لأشباه ونظائر في عالم التجربة والممارسة السياسية”.
واعتبر أن مواكبة العصر وتطوراته وتحديثاته أمر في “غاية الأهمية للسياسي العامل في الحيز الاجتماعي”، وبغير ذلك “يغمس خارج الصحن، ويغرد خارج السرب”، وفق تعبيره.
البوسلامة رد بأن “الإخوان المسلمين” مواطنون سوريون و”لسنا قادمين من الخارج، والجماعة كانت حاضرة في المعارضة منذ عام 1962، وضحّت في مواجهة نظام الأسد الأب والابن، وقدمت “تضحيات كبيرة في السجون والمنفى”.
وأشار إلى أن الجماعة “تملك من المرونة والديناميكية ما يمكنها من التطور والاستمرار”، معتبرًا أن الحديث عن شيخوخة قياداتها “مضلل”، مستشهدًا بنشاط رموزها التاريخيين رغم تقدمهم في العمر.
وحول علاقة “الإخوان” بالحكومة السورية الحالية، شدد المراقب، على أن الجماعة تؤيد وتساند الرئيس الشرع والإدارة الانتقالية، مؤكدًا أن الإخوان “ليسوا في موقع المعارضة أو التعطيل”، بل يضعون خبراتهم في خدمة الدولة.
وقال، “نحن اليوم في خندق واحد مع القيادة الجديدة، نؤيدهم وننصحهم في الوقت ذاته، وإذا وجدنا خللًا سنشير إليه بلغة النصح والود، وليس بهدف المعارضة أو الإضعاف”.
الأكاديمي والباحث في الجماعات الإسلامية، عبد الرحمن الحاج، قال لعنب بلدي، في وقت سابق، إن الجماعة مترددة، وتميل للبقاء والاستمرار وعدم الحل في الظروف الحالية.
ويتوقع الحاج أن هناك اعتقادًا سائدًا بأن طلب حل “الإخوان” هو طلب إقليمي تقوده دول كانت مهندسة للثورات المضادة، لذلك تتشبث قيادة “الإخوان” ببقاء التنظيم.
ويرى الحاج أن هذا أمر مرحلي، وفي المدى البعيد فإن التنظيم سيجد أن أفضل خياراته هي حل نفسه.
أثار بيان جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا عقب اجتماع مجلس شورى الجماعة، في 7 من آب، ردود فعل بين من اعتبره محاولة لإعادة البناء والمشاركة السياسية، أو لتعقيد جديد في المشهد السوري يزيد التحديات والتجاذبات الحاصلة في سوريا.
حددت الجماعة، خلال البيان الذي نشرته في 7 من آب، موقفها مما سمته “العهد الجديد” في سوريا، وقالت إنه يندرج في إطار الدعم والحرص على نجاح عملية بناء دولة مدنية حديثة ذات مرجعية إسلامية، تقوم على مبدأ المواطنة الكاملة والتعددية السياسية، وترفض جميع أشكال الاستبداد والانقسام.
وأكدت الجماعة ضرورة صون وحدة الأراضي السورية والشعب السوري، ورفض أي حلول تُبقي على الوضع القائم أو تمهّد لتقسيم البلاد.
نشأت جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، عام 1945، وكان البرلماني والداعية السوري مصطفى السباعي، أول مراقب لها، وهي فرع من التنظيم الأم، الذي نشأ في مصر، على يد الداعية المصري، حسن البنا، عام 1928.
تعرض التنظيم على مستوى البلدان العربية لعدة هزات، نال الفرع السوري النصيب الأكبر منها، إذ حاربه الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، الذي ارتكب مجازر بحق أعضاء في الجماعة أو متهمين بالانتساب لها، فيما يعرف بـ”أحداث الثمانينيات” خاصة في مدينتي حماة وحلب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى