مندوب سوريا بالأمم المتحدة: مصرّون على تدمير “الكيماوي”

مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، إبراهيم العلبي، يتحدث لأول مرة في مجلس الأمن ـ 12 أيلول 2025 ( الأمم المتحدة)

camera iconمندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة إبراهيم علبي يتحدث لأول مرة في مجلس الأمن - 12 أيلول 2025 (الأمم المتحدة)

tag icon ع ع ع

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم، الجمعة 12 من أيلول، بشأن آخر التطورات في الشرق الأوسط وسوريا، بمشاركة هي الأولى لمندوب سوريا بالأمم المتحدة، إبراهيم علبي.

وأكد علبي خلال كلمته في مجلس الأمن عزم سوريا القضاء على برنامج الأسلحة الكيماوية الذي خلّفه نظام الأسد السابق.

ورحب مندوبو الدول بالسفير العلبي، كما أبدت كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والدنمارك وبنما واليونان وسلوفينيا وباكستان والجزائر دعمها لجهود سوريا في تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية، بينما حذر مندوب باكستان من أن “الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تقوض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.

وفي 19 من آب الماضي، أصدر الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مرسومًا بتعيين علبي سفيرًا مفوضًا فوق العادة، ومندوبًا دائمًا لسوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

علبي هو خبير قانوني، وعيّن مستشارًا قانونيًا لوزير الخارجية السورية، أسعد الشيباني، ومفوضًا بملفي الأسلحة الكيماوية ورفع العقوبات.

مصرون على تدمير “الكيماوي”

مندوب سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، قال إن العاملين على ملف الأسلحة الكيماوية في دمشق هم “شهود وناجون من هذا السلاح”، وهم مصرّون على مواجهة هذا السلاح لمرة أخيرة يقضون فيها عليه نهائيًا، مشيرًا إلى أنهم يحتاجون إلى الخبرة التقنية والمعدات اللازمة، “لكنهم الأكثر صبرًا وشجاعة في مواجهته”.

وأشار علبي إلى  أن سوريا تسعى لـ”صون نظام عدم الانتشار العالمي” ومنع استخدام الأسلحة الكيماوية، معتبرًا أنه “أولوية وطنية” ترتكز على إيمان راسخ في حق الضحايا بالإنصاف والعدالة ومنع التكرار وتخليد الحقيقة، مضيفًا أن سوريا تحتاج إلى دعم دولي لتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية.

الانتشار الرابع لفرق الأمانة الفنية لمنظمة “حظر الأسلحة الكيميائية” شمل زيارة خمسة مواقع مشتبهة في محيط دمشق، وفق السفير، الذي أكد أن الفرق أجرت “تحقيقات للوصول إلى المعلومات حول برنامج الأسلحة الكيماوية خلال حقبة نظام الأسد”.

وتعمل سوريا بشكل حثيث على تجاوز التحديات الكبيرة، التي تقف بوجه تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية.

وأضاف علبي، “لقد أحاط نظام الأسد هذا البرنامج بسرية تامة وبنية أمنية معقدة صممت للتحايل، ما يتطلب جهودًا كبيرة وتعاونًا بين جميع الجهات المعنية للحصول على المعلومات”.

وقدمت سوريا عبر الممثلية الدائمة لقطر لدى منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، “خطة مفاهيمية” بشأن تدمير تلك الأسلحة، ومسودة قرار للمجلس التنفيذي للمنظمة من شأنه “تأطير عملية تدمير الترسانة الكيماوية لحقبة الأسد”، وفق ما قاله السفير الدائم لسوريا في الأمم المتحدة.

وانضمت سوريا إلى منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” عام 2013، وقالت حكومة النظام المخلوع حينها، إنها كشفت عن كل مواقع المخزون الكيماوي، تمهيدًا لنقله وتدميره بشكل آمن.

وبالرغم من إعلان النظام، ما زالت مواقع الكميات المتبقية للأسلحة الكيماوية أو المواد التي تستخدم لإنتاج هذه الأسلحة مجهولة.

وواجه النظام السابق اتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية لقصف مناطق مأهولة بالمدنيين، ودائمًا ما كان يرد بالنفي، واتهام معارضيه أو تنظيم “الدولة” باستخدام هذه الأسلحة.

السلوك الإسرائيلي يعوق الوصول

السفير الدائم لدى الأمم المتحدة، اعتبر أن سلوك إسرائيل في سوريا يعوق الوصول إلى ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقال علبي، إن سلوك “الكيان الإسرائيلي” سواء في توجيه الضربات على الأراضي السورية أو في دعمه لمجموعات خارجة عن القانون، عدا عن أنه يشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، و”خرقًا فاضحًا للقانون الدولي”، فإنه “يجعل من عملية وصول منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى المواقع المشتبه بها أكثر تعقيدًا”.

وأشار مندوب سوريا إلى أن الإرث الذي تركته حقبة الأسد لا يقتصر على البرنامج الكيماوي فحسب، فإضافة إلى التحديات المرتبطة بالتعافي الاقتصادي من ضعف البنية التحتية والاقتصاد المنهك، تواجه سوريا “تحديات كبيرة” في التخلص من مخلفات الحرب والألغام.

تقول إسرائيل إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، منعًا لأي هجمات مستقبلية على أراضيها على غرار ما جرى في 7 من تشرين الأول 2023، وفق حوار لوزير الخارجية الإسرائيلي مع صحيفة “جيروزاليم بوست” في 28 من كانون الأول 2024.

ودمّر الجيش الإسرائيلي العديد من المواقع العسكرية السورية، في الجنوب السوري ودمشق واللاذقية وحمص وحلب، عقب سقوط الأسد، وهو ما اعتبرته إسرائيل خطوات استباقية لعدم وقوعها بأيدي “المتطرفين”، ولضمان أمنها، على حد قولها.

مجازر بلا دماء

خلال فترة حكمه، استخدم النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين بأماكن متفرقة في سوريا، أبرزها في ريف دمشق.

وفي 21 من آب 2013، نفذ النظام السوري هجومًا بغاز السارين السام، استهدف عدة بلدات في الغوطة الشرقية، وبلدة المعضمية بالغوطة الغربية وقصفها بأكثر من عشرة صواريخ.

وأدت الهجمات الكيماوية إلى مقتل 1119 مدنيًا و25 مقاتلًا في صفوف المعارضة، وإصابة 5935 آخرين، بحسب ما وثقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

وفي 4 من نيسان 2017، قصف النظام السابق مدينة خان شيخون بغاز السارين، ما أدى إلى مقتل 91 مدنيًا بينهم 32 طفلًا و23 امرأة وإصابة 520 آخرين، وفق توثيق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.

وبعد نحو ستة أشهر على حادثة خان شيخون، أكد تقرير أعدته “آلية التحقيق المشتركة” مسؤولية النظام السوري عن إطلاق غاز السارين على خان شيخون.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة