آليات متهالكة والمحافظة لا تستجيب

داعل.. مكبات النفايات تنكّّد عيش السكان

مكبات قمامة في مدينة داعل بريف درعا الغربي - 8 أيلول 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)

camera iconمكبات قمامة في مدينة داعل بريف درعا الغربي - 8 أيلول 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)

tag icon ع ع ع

درعا – محجوب الحشيش

يعاني سكان مدينة داعل في ريف درعا الغربي انتشار مكبات عشوائية للقمامة داخل الأحياء السكنية، ما يهدد بانتشار الأوبئة والحشرات، والروائح الكريهة، والكلاب الشاردة، إضافة إلى التشوه البصري والمناظر غير اللائقة في المدينة.

ويواجه المجلس المحلي مشكلة تهالك الآليات وقدمها، وكثرة أعطالها، ما يضعف القدرة على ترحيل النفايات مع امتداد المدينة الواسع.

يشتكي محمود الجاموس، من سكان مدينة داعل، انتشار الرائحة الكريهة والحشرات، والكلاب الشاردة بالقرب من منزله، منتقدًا “تراخي مجلس المدينة في ترحيل النفايات”، بحسب تعبيره.

قال محمود لعنب بلدي، إن هذا الوضع حرمه حتى من الجلوس على شرفة منزله، مقابل ركام النفايات المبعثرة قبالته على الشارع الرئيس في المدينة.

وشكلت النفايات مرتعًا للكلاب الشاردة التي تشكل خطرًا على السكان، وإزعاجًا مستمرًا جراء أصوات نباحها في الليل.

محمود طالب المجلس المحلي بترحيل المكبات إلى مناطق بعيدة عن تجمعات السكان، وعن الأحياء والمحال التجارية، والمدارس.

أحمد العاسمي بدوره قدم نفس المطلب، قائلًا إنه لم يستطع السكن في شقته الجديدة لوجود المكب بالقرب منها.

ويعمل أحمد في محل لصيانة مضخات الآبار، يجاور أيضًا مكبًا للنفايات، وقال إن من أصعب الظروف التي يمر بها بالعمل في محله عند حرق هذه النفايات، إذ يتلوث المكان ويصبح الهواء مختلطًا بروائح كريهة ومضرة بالصحة.

بالقرب من المدارس والمقار الحكومية

تنتشر المكبات بالقرب المدارس ما يهدد صحة الطلاب، خصوصًا مع اقتراب العام الدراسي، بحسب جدعة البكار، معلمة مدرسة في مدينة داعل.

بينما ينبه أحمد العاسمي إلى خطر وجود الكلاب عند تلك المكبات، ما يعني احتمال تعرض تلاميذ المدارس لعضاتها، إضافة إلى الخوف لدى الأطفال.

ونهشت الكلاب الشاردة طفلًا قرب أحد هذه المكبات، بحسب المدرّسة البكار، في ظل ندرة المصل المضاد لداء الكَلَب، وارتفاع ثمنه في الصيدليات الخاصة.

“من المؤسف أن تضطر العائلة إلى إغلاق نوافذ المنزل من الرائحة الكريهة أو البعوض في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف”، أضافت المعلمة.

مشكلات المجلس المحلي

يملك المجلس في داعل أربعة جرارات، ثلاثة منها ضمن العمل والرابع معطل، كما أن السيارة المعدّة لتحميل الحاويات معطلة، وتحتاج إلى ما يقارب 5000 دولار لإصلاحها، وكذلك الجرافة معطلة، ما يدفع المجلس لاستئجار “تركس” بنحو مليوني ليرة سورية (173 دولارًا) يوميًا، وفق ما ذكرته نائبة رئيس المجلس المحلي في داعل، نسرين حمادي، لعنب بلدي، مضيفة أن صعوبات ترحيل النفايات تكمن في قِدم وكثرة أعطال آليات المجلس.

وأوضحت أن المجلس اتبع مؤخرًا خطة لتخفيض عدد المكبات في المدينة من 30 إلى 8 فقط، يعمل المجلس على ترحيلها صباح كل يوم، في حين تعمل الآليات والورشات على جمع القمامة من الأحياء مساء.

حمادي قالت إن المجلس يرحّل النفايات إلى نقطة تجميع غربي المدينة عوضًا عن المكب الرئيس قرب تل الخضر، لتوفير تكلفة نقل النفايات، إذ تحتاج الآليات إلى كميات أكبر من الديزل حال ترحيلها إلى تل الخضر.

ونوهت إلى أن المجلس اشترى آلية جديدة (تركس) على نفقة أحد المتبرعين، ومن المتوقع أن تدخل في الخدمة خلال الأيام المقبلة.

وطالب المجلس المحلي مجلس محافظة درعا بإرسال آليات لمساندة عمله، إلا أن الأخير لم يستجب سوى مرتين فقط خلال العام الحالي، كما طالب بتجديد آلياته دون استجابة لهذا المقترح.

بالمقابل، قال عدد من السكان الذين التقتهم عنب بلدي، إن المجلس يتأخر أحيانًا لمدة أسبوع في ترحيل المكبات.

ويبلغ عدد سكان المدينة 55,000 نسمة، وهي مترامية الأطراف.

عشوائية في رمي القمامة

قال أحمد العاسمي، إن المجتمع المحلي أنشأ حيّزًا وسوّره من أجل رمي القمامة في أحد المكبات، إلا أن السكان لم يلتزموا بهذا الحيّز.

ولا يتقيد السكان برمي النفايات في الحاويات بحجة أن السيارة المخصصة لإفراغها معطلة.

وقالت جدعة البكار، إن الكلاب تسحب النفايات من المكبات إلى مناطق أخرى في الطريق، وأحيانًا تفرغ محتويات الأكياس ما يؤدي إلى تناثر القمامة مشكّلة منظرًا “غير حضاري”.

وأضافت أن “النباشين” (يعملون بجمع البلاستيك والمعادن من النفايات) أيضًا لهم دور في إفراغ القمامة.

نسرين الحمادي، قالت لعنب بلدي، إن السكان لا يلتزمون بتعليمات المجلس البلدي في جمع القمامة بأكياس وإغلاقها، ليسهّل على عامل النظافة ترحيلها.

وأضافت أن المجلس يرحّل القمامة صباحًا ليعود مساء ويجد أنها تجددت وانتشرت على الطرق.

من جانبها، دعت البكار إلى توعية المجتمع في التعامل الحضاري بوضع القمامة في مكانها المخصص، وجمعها في أكياس، مشيرة إلى أن مهمة المجلس المحلي توزيع أكياس على السكان، أو إجبارهم على شرائها.

ويجب أيضًا التخلص من الكلاب الشاردة، والعمل على ترحيل يومي للقمامة، وفق البكار.

وذكرت أن المجتمع المحلي عمل على حملات مجتمعية على نفقته لترحيل القمامة، إلا أن ضعف القدرة المالية للسكان حال دون استمرار المبادرة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة