“الأوقاف” تفسخ عقود إيجار لعائلات الأسد ومخلوف

وجهت وزارة الأوقاف السورية، اليوم السبت 13 آب، بفسخ عدد من عقود الإيجار في منطقة “عرب الملك” بمدينة جبلة في محافظة اللاذقية، تعود لعدد من رموز النظام السابق، منهم حافظ مخلوف، وزهير الأسد.

وجاء في كتاب مقدم من معاون وزير الأوقاف سامر بيرقدار، إلى وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري، إنه “بعد المراجعة القانونية لبعض عقود الإيجار في مدينة جبلة تبين إمكانية فسخ العقود المرفقة، وهي عبارة عن شريط ساحلي بمساحة (206 دونمات تقريبًا) استخدمه المستأجرون بغير الغرض الذي أجر لهم”.

وأكد بيرقدار، وفقًا لما نشرته وزارة الأوقاف عبر قناتها في “تلغرام“، أن الشريط الساحلي المذكور “استخدم كموانئ غير شرعية للتهريب وغير ذلك”.

وطلب بيرقدار توجيه مديرية أوقاف اللاذقية- شعبة أوقاف جبلة، لفسخ هذه العقود واستلام العقارات فورًا.

إيجار 1500 متر على الساحل بـ4 دولارات سنويًا

مستأجرو العقارات هم: علي كنج وشركاه ببدل إيجار سنوي قدره 331.2 دولارًا، باسل وعلي فاضل ببدل إيجار سنوي قدره 600 دولار، حافظ مخلوف ببدل إيجار سنوي قدره 596.4 دولار، زهير الأسد وعلي عمار ببدل 50 دولارًا، فجر معلا إبراهيم ببدل 8 دولارات، ورثة محمد الأسد ببدل 30 دولارًا، زهير الأسد ببدل 15 دولارًا، ورثة سليم جنيدي ببدل 4.2 دولارات.

كتاب من وزارة الأوقاف يتضمن توجيهًا بفسخ عقود إيجار شريط ساحلي في اللاذقية لمستأجرين من رموز النظام السابق، 13 أيلول 2025 (وزارة الأوقاف السورية)

فسخ عقد إيجار سابق لعدنان الأسد

مديرية “أوقاف دمشق” أصدرت، في حزيران الماضي، قرارًا رسميًا بفسخ عقد الإيجار المبرم مع أبناء عدنان الأسد، ابن عم رئيس النظام السابق، والمتعلقة بعقار تجاري في منطقة باب مصلى وسط العاصمة.

وتبلغ مساحة العقار 745 مترًا مربعًا، كان مؤجّرًا بعقد لم تتجاوز قيمة إيجاره 300 دولار سنويًا، رغم موقعه التجاري الحيوي مقابل مستشفى “الرشيد” الخاص.

قرار لمديرية أوقاف دمشق بفسخ عقد إيجار لأبناء عدنان الأسد، ابن عم رئيس النظام السابق، 25 حزيران 2025 (وزارة الأوقاف)

بيرقدار: أرض وقفية تحت تصرف أسماء الأسد

وكشف معاون وزير الأوقاف السوري لشؤون الوقف سامر بيرقدار، في تموز الماضي، عن منظومة فساد ضخمة كانت قائمة أيام النظام السابق تعمل على نهب عائدات الوقف، وتوزيعها ضمن شبكة من المقربين أيام حكم الأسدين، وعلى رأسهم بشار الأسد وزوجته أسماء ورامي مخلوف، وفقًا لما نقله عنه موقع “الجزيرة نت“.

وقال بيرقدار إنه في قلب دمشق، نُقلت أرض وقفية قرب ساحة الأمويين لصالح محافظة دمشق بموجب مرسوم من بشار الأسد، ثم وُضعت تحت تصرف شركة تتبع أسماء الأسد.

وكانت هذه الأرض تضم مدينة ألعاب موسمية، وأُجّرت بعقد قيمته 60 ألف دولار فقط لكل ستة أشهر، قبل أن تكشف المزادات بعد تحرير سوريا أن قيمتها الحقيقية تصل إلى 320 ألف دولار لنفس الفترة، حسب بيرقدار.

أما مجمع “يلبغا”، أضاف بيرقدار، فهو “مثال صارخ” على تقلب العقود بحسب الأسماء المتنفذة، فبينما وُقّع عقد استثماري مع شركة خليجية عام 2007 مقابل 5.5 ملايين دولار سنويًا، أُلغي العقد وأُقيل الوزير بعد أن حاول رامي مخلوف الاستحواذ على المبنى.

ثم أُعيد المشروع لاحقًا إلى مستثمر مقرّب من بشار الأسد، بعقد جديد لا يتجاوز 340 ألف دولار سنويًا بدعم من وزير الأوقاف السابق محمد عبد الستار السيد، ما يكشف بوضوح أن القرب من السلطة كان هو المعيار الحقيقي لتحديد “قيمة” العقار، على حد قوله.