
سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في برلين (تعديل عنب بلدي)
سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في برلين (تعديل عنب بلدي)
تنشر هذه المادة في إطار شراكة إعلامية بين عنب بلدي وDW
يتزايد إقبال النساء على العمل السياسي في ألمانيا، ومن خلال هذا التقرير، نطلع على تجارب نسائية في الانتخابات الخاصة بمجالس الاندماج بولاية شمال الراين ويستفاليا، وقصصهن قبل خوض التجربة وأهدافهن من المشاركة في هذه الانتخابات ترشيحا وتصويتا والتي تجرى في الـ 14 من أيلول/ سبتمبر 2025.
حورية ودان، مرشحة لانتخابات مجلس الاندماج في دوسلدورف، تخوض تجربتها الأولى في الانتخابات، لكنها ليست بداية عملها المجتمعي في ألمانيا.
انخرطت ودان خلال السنوات الماضية في مبادرات ثقافية واجتماعية تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الثقافات وتمكين النساء والشباب ومكافحة جميع أشكال التمييز. وتروي في حديثها لمهاجر نيوز، أن “خطوة الترشح للانتخابات هي امتداد طبيعي لنشاطها، عبر الانتقال من المبادرات المجتمعية إلى العمل المؤسسي”.
حورية، التي تعيش في ألمانيا منذ 2004، حاصلة على ماستر في التحول الاجتماعي والحكم الديمقراطي من جامعة هاينريش هاينه، ودبلوم تعليم اللغة الألمانية لغير الناطقين بها.
تقول “إنها اختارت الترشح لأن مجلس الاندماج يمثل الجسر المباشر بين المهاجرين وصانعي القرار المحليين، وأن نترجم أصواتنا إلى سياسات. هو المكان الذي يضمن ألا تبقى قضايا المهاجرين على الهامش، بل تكون جزءا من القرار السياسي المحلي”.
كل خمس سنوات، يتم انتخاب مجالس الاندماج من قبل المهاجرين أنفسهم خلال يوم انتخابات المجالس البلدية. تعمل هذه المجالس بالأساس على تمثيل مصالح المهاجرين داخل المجالس البلدية، وتساهم في رسم استراتيجيات تجاه المهاجرين، وذلك من خلال تقديم الاستشارات والاقتراحات لإدارة هذه المجالس، وتلعب دورا في دعم التعايش بين مكونات المجتمع.
وتعمل هذه المجالس على حل المشاكل المتعلقة بالمهاجرين، مثل مكافحة العنصرية والمساهمة في إصدار القوانين التي تضمن اندماج المهاجرين في المجتمع المحلي بشكل أفضل. وحسب موقع مدينة بون مثلا، فإن المجلس يمثل مصالح المهاجرين في الأمور المتعلقة بالسياسة والإدارة والعلاقات العامة.
هيام قراه جه، سورية كردية تنحدر من مدينة عفرين، قدمت إلى ألمانيا نهاية سنة 1999، تشارك في انتخابات مجلس مدينة بون للمرة الثانية على التوالي. قالت في حوار مع مهاجر نيوز: “هذه هي مشاركتي الثانية في مجلس الاندماج، فقد شاركت في الدورة السابقة أيضا”.
وتضيف المتحدثة: “خلال التجربة الأولى، ركزت على مساعدة الجمعيات الثقافية والاجتماعية بمدينة بون. وأخذت على عاتقي كامرأة كردية لها نشاطها الاجتماعي،إبراز جهود النساء المهاجرات، اللواتي يعملن على ترسيخ فكرة مجتمع متكامل”.
اختارت هيام خوض التجربة الثانية لأنها ترى أن “المرأة بحاجة لدعم دراسي وأسري بتوفير أماكن رعاية الأطفال مثلا، والدعم المعرفي بإنشاء مراكز استشارية خاصة بقضايا المرأة”، وهو ما تسعى للعمل عليه إن حصلت على فرصة ثانية.
وقبل أن تخوض التجربة السياسية، لهيام عمل قار في ألمانيا، إذ أنها مربية في مدرسة منذ أكثر من عشر سنوات، لكن لها أيضا مشروع خاص أطلقت عليه عنوان: معا منذ البداية/ Gemeinsam von anfang an.
تقول عن المشروع: “في رياض الأطفال أقدم حصصا للإرشاد والتوجيه والتوعية للمهاجرين، حول نظام المدارس وأنواعها ورياض الأطفال أيضا، وهو ما بدأت به منذ 15 عاما”.
يتم انتخاب مجالس الاندماج في ألمانيامن قبل المهاجرين أنفسهم لتمثلهم على مستوى المجالس المحلية. وبالنسبة لهيام، تكمن أهمية المجلس في فكرة “إشراك المهاجرين في الحياة السياسية، فآلية الترشح والتصويت تجعل المهاجرين يؤمنون أكثر أن المشاركة في العملية الديموقراطية إثبات لوجودهم”.
وبالنسبة لحورية، هو المنصة الرسمية التي تمثل مصالح المهاجرين أمام السياسة المحلية. أهم مهامه تتمثل في الدفاع عن حقوق الجاليات وتعزيز المشاركة السياسية ومكافحة العنصرية والتمييز، وتطوير سياسات تضمن العدالة والمساواة.
كما ترى المتحدثة أن التصويت يمنح الجاليات القدرة على اختيار من يمثلها ويدافع عن قضاياها، وهو ليس مجرد حق ديمقراطي، بل مسؤولية لبناء مدينة أكثر عدلا وتضامنا وتنوعا.
بحسب موقع ولاية شمال الراين ويستفاليا، يحق لكل بالغ ألمانيا كان أو أجنبيا يقيم في ألمانيا منذ عام واحد على الأقل، أن يرشح نفسه لمجلس الاندماج في بلدية المدينة التي تكون محل إقامته الرئيسي، ويكون مسجلا فيها منذ ثلاثة أشهر على الأقل. ويمكن أن تكون الترشيحات فردية أو في قوائم مستقلة أو في قوائم تابعة لأحزاب سياسية.
كما يحق التصويت للأجانب الذين يحملون جنسية أجنبية، وللألمان المتجنسين، أي الذين حصلوا على الجنسية من خلال التجنيس، والأشخاص الذين حصلوا على الجنسية الألمانية لأن أحد الأبوين أقام في ألمانيا لأكثر من ثمانية أعوام حسب القانون السابق، وكان يحمل الإقامة الدائمة.
بترشحها لانتخابات المجلس، تهدف حورية إلى “المساهمة في جعل دوسلدورف مدينة آمنة، عادلة ومنفتحة، تعترف بتنوعها وتحوّله إلى فرصة للتلاقي”.
كما أن قضايا النساء ذوات الخلفية المهاجرة، تشكل أولوية بالنسبة لها، تقول: “كثير منهن يشعرن بعدم الأمان في الفضاء العام، ولهذا أطالب بسياسات لضمان حمايتهن، وأسعى لدعم النساء عبر التعليم والتمكين والمشاركة المجتمعية لأن أي مدينة عادلة لا يمكن أن تُبنى دون مشاركة النساء بشكل فعّال”.
وترى حورية أن التنوع الكبير في دوسلدورف يعني مسؤوليات إضافية، لكنه أيضا يمثل ثروة اجتماعية وثقافية. المجلس يتحمل مسؤولية تحويل هذا التنوع إلى قوة إيجابية تخدم مصلحة المدينة بأكملها. وهذا يتحقق عبر دعم مشاريع الحوار بين الأديان والثقافات، تعزيز الذاكرة المشتركة للمهاجرين وتنظيم فعاليات ثقافية.
المصدر: مهاجر نيوز
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى