
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يلتقي نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك - 16 أيلول 2025 (الخارجية السورية/ فيسبوك)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يلتقي نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك - 16 أيلول 2025 (الخارجية السورية/ فيسبوك)
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في سوريا عن التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، وذلك عقب لقاء ثلاثي في دمشق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس براك.
وجاء الاجتماع اليوم، الثلاثاء 16 من أيلول، استكمالًا لمباحثات سابقة استضافتها العاصمة الأردنية عمان في 19 من تموز و12 من آب الماضيين، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، والتوصل إلى حلول تعالج التوترات التي شهدتها المحافظة في الأشهر الماضية.
بحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية، والمنشور عبر صفحتها في “فيسبوك”، فقد اعتمد المجتمعون خارطة طريق تؤكد على أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن أبناءها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، مشيرين إلى أن إنهاء فجوة الثقة بين الحكومة والسكان يتطلب خطوات متدرجة لإعادة بناء الثقة وإعادة دمج المحافظة بالكامل في مؤسسات الدولة.
وأكدت الدول الثلاث التزامها بالعمل المشترك من أجل استقرار سوريا ووحدتها وسيادتها، ودعم عملية سياسية “شاملة بقيادة سورية”، تضمن مشاركة كل المكونات وتعكس التعددية الاجتماعية، مع التركيز على مكافحة الإرهاب والتطرف، وإنهاء الانقسامات المجتمعية.
نصّت خارطة الطريق على جملة من الإجراءات العاجلة، من أبرزها:
كما نصت الخارطة على تعزيز “سردية وطنية” تقوم على الوحدة والمساواة، وتجريم خطاب الكراهية والطائفية عبر تشريعات جديدة، بدعم قانوني من واشنطن وعمّان.
تضمنت خارطة الطريق خطوات لإنشاء قوة شرطية محلية تضم كل مكونات المجتمع في السويداء، على أن تكون بقيادة شخصية من أبناء المحافظة تعينها وزارة الداخلية، إضافة إلى تشكيل مجلس محافظة يمثل مختلف المكونات، يتولى التفاعل مع الحكومة وقيادة جهود المصالحة الوطنية.
كما أشارت إلى ضرورة استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين والمفقودين، وتعداد المفقودين وتحديدهم، وإدارة تدفق المساعدات، والتوافق على خارطة طريق للمصالحة بين الحكومة والمجتمعات المحلية.
وأكد البيان ضرورة إنهاء التدخل الخارجي في محافظة السويداء، والتأكيد على الالتزام بأن المحافظة جزء لا يتجزأ من سوريا.
وحثّ البيان على تسهيل الوصول إلى كل الأدلة التي تدعم عمل لجنة التحقيق، بما في ذلك الجثث وشهادات الشهود وكاميرات المراقبة في المناطق التي شهدت عمليات اقتتال، والتعاون مع الحكومة السورية ولجنة التحقيق المستقلة الدولية بشأن سوريا، لضمان المساءلة القانونية لكل من يثبت ارتكابه انتهاكات.
وأوضح البيان أن الولايات المتحدة ستعمل بالتشاور مع الحكومة السورية على التوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل بشأن الجنوب السوري، تراعي “الشواغل الأمنية المشروعة للطرفين” مع الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، بدعم من الأردن.
واتفق الأطراف الثلاثة على إنشاء آلية مشتركة لمراقبة تطبيق خارطة الطريق، في إطار احترام السيادة السورية بشكل كامل.
واختتمت الخارجية السورية بيانها بالتأكيد على أن هذا المسار يعكس “إرادة مشتركة” بين دمشق وعمّان وواشنطن للمضي قدمًا في معالجة الأزمة التي عصفت بالسويداء، وتثبيت استقرار الجنوب السوري على أسس وحدة الدولة السورية وحقوق مواطنيها.
وفي مؤتمر صحفي جمع كلًا من الشيباني والصفدي وبراك، قال وزير الخارجية السوري، إنه تم التوصل إلى خارطة طريق “تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وزير الخارجية الأردني قال إن الأردن يريد لسوريا أن تستقر وتنهض وتعيد البناء بعد سنوات من الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري، و”البدء بخطوات عملية نحو مستقبل مشرق لكل السوريين”.
وأشار إلى أن الأحداث التي شهدتها السويداء “مأساوية ولا بد من تجاوزها”، مؤكدًا “ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات وإيصال المساعدات الإنسانية”.
واعتبر وزير الخارجية الأردني أن أمن جنوبي سوريا هو امتداد لأمن الأردن و”استقراره ضرورة لاستقرارنا”، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وطالب بوقفها.
الصفدي اعتبر أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا، لأنها “لا تريد لها أن تستقر”، معبرًا عن رفض بلاده للتقسيم، مشيرًا إلى أن هذا ليس موقف الأردن وحده بل هو موقف عربي ودولي.
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أن “سوريا الآمنة” المستقرة هي ضمان لأمن واستقرار المنطقة.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، عبر عن التزام أمريكا بمساعدة الحكومة السورية، ودعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار.
وقال براك، “تعاونَّا مع سوريا والأردن في التوصل إلى خارطة طريق حول السويداء، معتبرًا أن الحكومة السورية اتخذت خطوات “عملية تضمن السلم الأهلي”.
ومن وجهة نظر براك، فإن الاستقرار في سوريا يتم بـ”التعاون والتنسيق بين أبناء الوطن وهذا يتحقق ببناء الثقة والأمل والتسامح”.
بدأت أحداث السويداء في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.
وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى