حلب.. أهالٍ ينتظرون نتائج المشاريع الخدمية بالأحياء الشرقية

محافظ حلب عزام الغريب ورئيس مجلس المدينة محمد علي عزيز خلال جولة ميدانية شملت أحياء في حلب - 16 أيلول 2025 (محافظة حلب/فيسبوك)

camera iconمحافظ حلب عزام الغريب ورئيس مجلس المدينة محمد علي عزيز خلال جولة ميدانية شملت أحياء في حلب - 16 أيلول 2025 (محافظة حلب/فيسبوك)

tag icon ع ع ع

رغم الوعود المتكررة والمشاريع المعلَنة، لا تزال الأحياء الشرقية في مدينة حلب تواجه واقعًا خدميًا مترديًا يثقل كاهل السكان ويعوق الحياة اليومية.

وبينما تُعلن محافظة حلب عن مشاريع جديدة لتأهيل الطرق والحدائق وتعزيز الواقع الخدمي، يتراوح موقف السكان بين الأمل بحدوث فرق بالخدمات وتخوّف من التأخر أو عدم تنفيذ تلك المشاريع.

المشاريع تشمل تحسين البنى التحتية وتعبيد الطرق وإعادة تأهيل الحدائق في الأحياء الشرقية، التي تعاني من شوارع متضررة، وقلة المساحات الخضراء، وشبكات صرف صحي قديمة، وهو ما يثير مخاوفهم خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

بانتظار الفَرق

الأحياء الممتدة من الصالحين والفردوس والشعار إلى مساكن هنانو وصلاح الدين وبستان القصر، ما زالت تواجه تحديات كبيرة، فالشوارع الرئيسة متضررة والطرقات الفرعية غير صالحة للحركة، بينما شبكات الصرف الصحي بحاجة إلى صيانة عاجلة.

كما أن المساحات الخضراء محدودة، ما يحرم السكان من متنفس طبيعي.

هذه الأوضاع تجعل أي إعلان رسمي محل متابعة دقيقة من الأهالي، الذين يترقبون أن تتحول المشاريع إلى واقع ملموس على الأرض.

نجلاء مصري (47 عامًا) من حي الصالحين قالت لعنب بلدي، إن الحياة اليومية في حيها صعبة بسبب الطرق المتضررة والبنية التحتية القديمة.

لكنها ترى في المشاريع الجديدة فرصة لتحسين البيئة وإعادة الحيوية للحي.

وأبدت قلقها من أن المشكلات قد تتفاقم لاحقًا مع حلول الشتاء إذا لم يتم الالتزام بالخطة على الأرض.

عبد الرحمن عامر أحد سكان حي الهلك ويعمل سائق أجرة، قال لعنب بلدي إن الأهالي يترقبون التنفيذ.

وركز على ضرورة تعبيد الشوارع واستبدال شبكات الصرف الصحي لما له من تأثير إيجابي على كل شخص في الحي، خاصة في أحياء الصالحين والفردوس والشعار.

ونوه إلى أن أي مشروع جديد لا يقاس فقط بالإعلان، بل بمتابعة التنفيذ والنتائج الواقعية.

محمد المحمد، موظف متقاعد من سكان مساكن هنانو، أكد أن إعادة تأهيل الحدائق والمرافق العامة خطوة مهمة لإعادة الحياة للأحياء الشرقية بأكملها.

وأضاف خلال حديثه لعنب بلدي أن إنشاء الملاعب والمساحات الترفيهية وزراعة الأشجار والنباتات سيشكل متنفسًا للأهالي بعد سنوات من الإهمال.

وبرأي محمد، فإن نجاح المشاريع مرتبط بالجدية في التنفيذ ومعالجة المشكلات المزمنة قبل أن تتحول إلى أعباء أكبر في المستقبل.

ومع كل هطول مطري، تتحول معظم شوارع الأحياء الشرقية إلى برك ومستنقعات مائية، تعوق حركة المارة والسيارات، وتغمر الأرصفة والمحال التجارية.

ويرجع السكان ذلك إلى غياب مصارف مطرية فعالة، وتكرار حفر الطرقات دون استكمال شبكات الصرف الصحي، ما يجعل أي كمية أمطار كافية لإغراق الشوارع وتعطيل الحياة اليومية.

مشاريع خدمية

ذكرت محافظة حلب على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، في 16 من أيلول الحالي، أن المحافظ عزام الغريب، برفقة رئيس مجلس المدينة محمد علي عزيز، أجرى جولة ميدانية في أحياء الصالحين وقاضي عسكر ومساكن هنانو.

وشملت الجولة الاطلاع على مجموعة من المشاريع الخدمية التي تهدف لتحسين البنى التحتية والواقع البيئي والخدمي في المدينة.

وأوضحت المحافظة أن المشاريع تشمل استبدال خطوط الصرف الصحي في “كرم الأفندي والصالحين”، مع تعبيد الشوارع وإنشاء مصارف مطرية.

كما ستشمل الأعمال حدائق الحاووظ وهنانو لإعادة تأهيلها وزراعة آلاف الأشجار والنباتات، وإنشاء ملاعب ومسطحات خضراء ومرافق خدمية وترفيهية.

وأكد المحافظ، بحسب ما نشرته المحافظة، أن هذه المشاريع تمثل خطوة عملية لإعادة الأحياء المتضررة إلى حياتها الطبيعية، وتحسين مستوى الخدمات، وتأمين فضاءات مناسبة للعائلات.

وأشار إلى أن العمل يتم وفق خطة شاملة توازن بين البنى التحتية والخدمات العامة والمساحات الخضراء.

“ترقيع موسمي”.. طرق حلب تنتظر “التزفيت” بعد اعتماد الموازنة

سنوات من الإهمال

في تصريحات سابقة لعنب بلدي، أوضح مسؤول المشاريع الخدمية في محافظة حلب، مصطفى قرنفل، أن فرق الصيانة تعمل على إصلاح الطرق وفق الإمكانيات المتاحة.

وأشار إلى أن الأولوية للأحياء الشرقية نظرًا لحجم الدمار الكبير الذي لحق ببنيتها التحتية، سواء في الطرق أو الخدمات.

وردًا على الانتقادات المتعلقة بسوء جودة بعض أعمال الصيانة وفشلها بعد فترة قصيرة، أرجع قرنفل السبب إلى طبيعة المناطق غير المنظمة في المدينة، ولا سيما في الأحياء الشرقية.

وبحسب قرنفل، تضطر الفرق الفنية إلى إعادة حفر الطرق بعد استكمال أعمال التزفيت بسبب أعطال في شبكات الصرف الصحي أو المياه، ما يؤدي إلى تلف طبقات الأسفلت.

كما لفت إلى أن بعض الأحياء تعاني أصلًا من ضعف في شبكات البنية التحتية، الأمر الذي يجعل الطرق أكثر عرضة للتضرر المتكرر.

بدوره، قال مدير مديرية الحدائق في حلب، عبد الرزاق الصالح الحجي، في تصريح سابق لعنب بلدي، إن معظم الحدائق والمرافق التابعة للمديرية بحاجة إلى تأهيل.

وأوضح أن الحدائق العامة والمنصفات والدوارات والأحواض المائية والأحراش، لا تزال بحاجة إلى تأهيل واسع نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بها خلال السنوات الماضية.

تراكمت المشكلات الخدمية على مدى سنوات في الأحياء الشرقية بمدينة حلب، نتيجة الإهمال والقصف من قبل قوات النظام السابق، إضافة إلى ضعف الاستثمارات وقلة الدعم.

حدائق حلب.. خدمات متردية بانتظار “خطة التأهيل”



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة