علاقة سوريا وأمريكا بين ويلسون وأيزنهاور

سوريا وأمريكا من ويلسون إلى آيزنهاور للكاتب سامي مروان مبيض
tag icon ع ع ع

يستعرض كتاب “سوريا والولايات المتحدة.. من ويلسون إلى أيزنهاور”، تطور العلاقات بين البلدين والأزمات التي مرت بها.

ويتناول الكاتب والمؤرخ السوري سامي مبيض، في الكتاب الفترة من 1949 حتى 1970، حيث تعلم السوريون اللعب بالسياسة مع الولايات المتحدة بالطريقة الصعبة، من خلال التجربة والخطأ.

ويشير الكاتب إلى أن النيات الحسنة والسياسة النبيلة لم تكن كافية لبناء علاقة سورية- أمريكية سليمة.

أراد السياسيون السوريون آنذاك من الأمريكيين مساعدتهم في الاستقلال عن فرنسا وإقامة ديمقراطية فاعلة، بمجرد مغادرة المستعمرين الفرنسيين البلاد.

ولم يكن ذلك دون شروط، كما اكتشفوا بسرعة، مما أدى إلى إدراك أنه لا يمكن تحقيق الاستقلال إلا من خلال إرادة الشعب السوري وقوته، وليس من خلال مساعدة قوة أجنبية، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا العظمى أو الاتحاد السوفييتي.

لقد فعلوا ذلك بطريقتهم الخاصة، دون أي مساعدة أمريكية، وتعلموا من أخطائهم في تأسيس الجمهورية الجديدة بعد عام 1946.

وفق الكاتب، كانت الولايات المتحدة حاضرة في المشهد السوري بكل تعقيداته وتجاذباته في فترات بداية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وسياسة الأحلاف (مثل حلف بغداد).

وبلغت المنافسة الطاحنة بين قوتين عظميين هما أمريكا وبريطانيا ذروتها في سوريا خلال الأعوام 1949-1951، وفق الكاتب.

أبدت واشنطن سرورًا بانقلاب حسني الزعيم، الذي استولى على السلطة في أيار 1949، والذي بدأ محادثات سرية مع إسرائيل ثم طلب الاجتماع مع بن جوريون، مبديًا الاستعداد لتوطين 300 ألف فلسطيني في شمالي سوريا، مقابل المساعدات العسكرية الأمريكية، ثم اغتيل في 14 من آب من العام نفسه، على يد محمد سامي الحناوي، الذي كان ولاؤه عميقًا للهاشميين في العراق والأردن، حلفاء بريطانيا العظمى.

كما أورد الكتاب لمحة عن العلاقات مع الزعماء الذين وصلوا إلى سدة الحكم في دمشق، سامي الحناوي، أديب الشيشكلي، هاشم الأتاسي، نور الدين الأتاسي، أمين الحافظ، شكري القوتلي.

وطيلة تلك الفترة، كانت تحاول واشنطن، وفق الكتاب، إبعاد سوريا عن المعسكر السوفييتي- الشيوعي بدعم انقلابات وتحسين صورتها في سوريا، عبر استمالة الشباب والمثقفين، رغم أن هذا لم يكن يحصل بسبب دعم واشنطن المستمر لإسرائيل.

واعتبر الكتاب، أنه بعد 50 عامًا من قيام “الجمهورية العربية المتحدة” (الوحدة بين سوريا ومصر)، من الآمن القول إن الاتحاد السوري- المصري “خدم مصالح أمريكا” في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، وحمى سوريا من سيطرة الشيوعيين.

صدر الكتاب في عام 2012 عن “أي بي توريس”، وهي دار نشر مستقلة لها مقار في لندن ونيويورك.

الكتاب مفيد لقراءة تاريخية، في ظل ما تشهده العلاقات السورية- الأمريكية من انفتاح وتطور بدءًا من رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، ولقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالرئيس السوري، أحمد الشرع، بوساطة سعودية في أيار الماضي، وصولًا إلى زيارة الشرع لأمريكا، ومشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة نهاية أيلول الحالي، ليعود إلى الواجهة تاريخ تطور العلاقات بين دمشق وواشنطن.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة