الفنان السوري جهاد عبده ـ 22 حزيران 2025 (المؤسسة العامة للسينما)
خطة انفتاح على العالم ودعم أمريكي
جهاد عبده لعنب بلدي: لولا الطموحات لما وافقت على مهمتي بمؤسسة السينما
عنب بلدي – أمير حقوق
سجل الفنان السوري جهاد عبده، حضورًا لافتًا في الحركة الفنية السورية، عبر مشاركاته العديدة بالأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية، في مسيرة تجاوزت 30 عامًا.
ويمثل الفنان جهاد عبده وجهًا سينمائيًا دوليًا، إذ شارك بعد خروجه من سوريا، إثر دعمه للثورة السورية، في أفلام عالمية إلى جانب كبار نجوم هوليوود، ومنهم توم هانكس، الذي شاركه بطولة فيلم “Jihad in Hollywood” (جهاد في هوليوود).
جهاد عبده ليس مجرد ممثل قدم أدوارًا في الأفلام العالمية، بل هو صوت سوري لم يبخل على قضيته بحضوره الفني والمجتمعي من دمشق إلى الولايات المتحدة، ومن الأدوار الصغيرة في الأعمال التلفزيونية العربية إلى الشاشة الكبرى، ليعود بعد سقوط النظام ويدير المؤسسة العامة للسينما، كفنان يؤمن بأن السينما تستطيع أن تغيّر.
النهوض بالسينما السورية
شهدت السينما السورية خلال العقد الماضي تراجعًا ملحوظًا في إنتاجيتها، مع غياب وضعف دور المؤسسة العامة السينما بدعمها أو العمل في إعادة استئناف نشاطها.
الفنان جهاد عبده، قال لعنب بلدي، إن المؤسسة العامة للسينما بدأت خطة عمل لتطوير السينما السورية وعودة عجلتها الإنتاجية، أساسها الانفتاح السينمائي على العالم، وأول محاوره الانخراط في الإنتاجات المشتركة مع الدول العربية والأجنبية، وبتبادل الخبرات، وبتحديد القضايا التي ستتناولها السينما.
ويرى أن هذه الخطوة مهمة جدًا، وهي متبعة في أوروبا وأمريكا الشمالية وبدول العالم، فمثلًا، في أوروبا، يجتمع السينمائيون ويتفقون على القضايا التي ستعالجها أعمالهم خلال العام، الأمر ذاته بأمريكا.
كما كشف أنه بصدد دعوة السينمائيين العرب والأجانب، ليس بغرض مشاهدة الأفلام التي أنتجت خلال فترة الثورة السورية وتأثرهم بها، بل لتكون بوابة للحوار ولصنع القرار السينمائي في سوريا.
وأوضح أن نتائج عمل المؤسسة ستنعكس قريبًا على السينما السورية، عبر إنتاجات مهمة تعبر عن مشاعر وأحاسيس وتطلعات الجمهور، مضيفًا، “نتمنى أن يأتي اليوم الذي يعلو فيه صوت السينما والثقافة والجمال على صوت أزير الرصاص”.
من محاور خطة المؤسسة العامة للسينما الانفتاح السينمائي على العالم، ودعوة السينمائيين العرب والأجانب، لتكون الخطوة بوابة للحوار ولصنع القرار السينمائي في سوريا.
جهاد عبده
مدير المؤسسة العامة للسينما
وتعد المؤسسة الجهة المعنية بدعم الإنتاج السينمائي وتوجيهه في خدمة الثقافة، والنهوض بالصناعة السينمائية السورية، ودعمها سواء بإيجاد الوسائل الفنية، أو تشجيع البحوث والتأليف في فنون السينما.
دعم أمريكي للفن السوري
في ظل التحديات التي تواجه المشهد الثقافي في سوريا اليوم، من تدمير البنية التحتية إلى التشكيك بالهوية وأحقية التعبير، يبدو عبده مثالًا على أنه لا نداء بلا صوت، وأن الفن الجيد ليس ترفًا، بل واجب أمام التاريخ.
سارع جهاد عبده في تحويل تجربة المنفى إلى فرصة لإعادة بناء السينما السورية، التي تحمل في طياتها أحلام شعب تعرض للتهميش والقمع.
وأوضح أنه بعد سقوط النظام تواصل فورًا مع نقابة الفنانين في أمريكا، مطالبًا بمساعدة الحركة الفنية في سوريا، ليكون الرد بأن النقابة على أتم الاستعداد لمساعدة سوريا فنيًا بأي منحى، وذلك بحسب ما تضمنه خطة النقابة بمساعدة الدول النامية أو الخارجة من الحروب، لتستطيع أن تنتج فنًا.
وشرح ذلك قائلًا: “المساعدة تتحدد إما بوضع قوانين السينما، وإما بتبادل الخبرات، وتدريب العناصر السورية بمراكز النقابة الأمريكية في القاهرة أو في عمان”.
كما يتمثل الدعم بتزويد صناع الفن بمعدات فنية حديثة، كتبرع من النقابة، أو إرسال وفود سينمائية لسوريا ذوي خبرة لتقديم الفائدة والرؤية الصحيحة للأعمال السينمائية التي ستنتج، أو تبادل تقديم المادة والمال.
تظاهرة لأفلام الثورة
أطلقت المؤسسة العامة للسينما تظاهرة “أفلام الثورة السورية”، في 15 من أيلول الحالي، من خلال انتقاء 20 من أصل 56 فيلمًا عُرضت بعدة صالات سينمائية، واستمر العرض أربعة أيام.
ويرى عبده أن التظاهرة تمثل حدثًا استثنائيًا في مسيرة السينما السورية، لما تحمله الأفلام من تجسيد لآلام وطموحات الشعب السوري خلال سنوات الثورة السورية.
“البرنامج تضمن باقة مختارة من الأفلام الروائية والتسجيلية التي تراعي معايير الجودة الفنية، والعمق الإنساني، والمضمون المقدّم”، بحسب عبده.
وأكد أن التظاهرة هي باكورة التظاهرات السينمائية التي ستطلقها المؤسسة، بالإضافة إلى الأسابيع السينمائية التي ستشهدها سوريا في المرحلة المقبلة.
واعتبر أنها ستكون حافزًا للسينمائيين الموجودين داخل سوريا أو خارجها، لتقديم مشاريع وعودة السينما السورية وانطلاقها للعالم.
وكشف عبده أن المؤسسة شكّلت لجنة لترشيح الفيلم السوري لسباق “أوسكار” لأول مرة بتاريخ سوريا.
المؤسسة تفتح أبوابها للسينمائيين السوريين
السياسات السابقة التي فُرضت على مؤسسة السينما السورية، خلال عهد النظام السابق، ولّدت فجوة كبيرة بين الفنانين السوريين وصناع السينما وبين المؤسسة، مما أدى إلى وجود شرخ ملحوظ بين المؤسسة وأبنائها.
مدير المؤسسة العامة للسينما، جهاد عبده، قال إن المؤسسة خلال عهد النظام السابق فُرضت عليها قرارات وسياسات تخدم واجهة النظام، وجعلت إنتاجات المؤسسة تتمثل وفق “بروباغندا” معينة، ما أدى إلى هذه الفجوة.
وأشار في حديثه إلى أن المؤسسة اليوم تفتح أبوابها لكل الفنانين السوريين، وللسينمائيين السوريين في الداخل والخارج، ليقدموا إسهاماتهم لتطوير السينما السورية وعودة إنتاجيتها، وليكونوا محفزين ودافعين لنشاط المؤسسة وأعمالها.
“المؤسسة تسعى من خلال هذه الخطوات إلى طي صفحة الفساد التي كانت سائدة أيام النظام البائد، وفتح المجال أمام المواهب الجديدة لتقديم أفكار سينمائية صادقة تعكس واقع السوريين”، وفق تعبيره.
وأشار عبده إلى وجود طموحات كبيرة في المؤسسة العامة للسينما، قائلًا: “لولا هذه الطموحات لما وافقت على تسلم مهمتي بالمؤسسة”.
اقتباس:
المؤسسة تفتح أبوابها لكل الفنانين السوريين، وللسينمائيين السوريين في الداخل والخارج، ليقدموا إسهاماتهم لتطوير السينما السورية وعودة إنتاجيتها، وليكونوا محفزين ودافعين لنشاط المؤسسة وأعمالها.
جهاد عبده
مدير المؤسسة العامة للسينما
عودة للدراما مع يارا صبري
بعيدًا عن السينما السورية، وإدارته لها، لفت عبده إلى أنه سيشارك في مسلسل “المقعد الأخير”، كأول مشاركة له في المسلسلات السورية بعد سقوط النظام داخل سوريا، وهو دراما تدور في عوالم الشباب، من تأليف ورشة “قبنض ميديا”، ومعالجة درامية للكاتب لؤي النوري، وإخراج حسام سلامة.
وكشف جهاد عبده أن المسلسل يخاطب الفئة العمرية الشابة، بعيدًا عن الجريمة والخيانات والقتل وحرب المال والمخدرات والإدمان، معللًا بأن هذه الفئة بحاجة لدعم كبير، ومن الضروري أن نبذل جهدًا لدعمها.
وأعرب عن سعادته بعودة شراكته مع الفنانة السورية يارا صبري، التي شاركته نفس الموقف السياسي تجاه النظام السابق، قائلًا: “آخر عمل جمعني بالفنانة يارا صبري هو مسلسل (عصي الدمع)، وهي فنانة موهوبة وصاحبة مبدأ، وملتزمة ومهتمة بفئة الشباب، ولنا نفس الرأي والاهتمام والنظرة لهذه الفئة”.
سعيد بمشاركتي مع الفنانة يارا صبري بأول أعمالي في سوريا بعد سقوط النظام، وهي فنانة موهوبة وملتزمة وصاحبة مبدأ.
جهاد عبده
مدير المؤسسة العامة للسينما
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :