مبادرة اجتماعية تكافلية

صندوق خيري يدفع تكاليف الزواج للشباب بريف درعا

حفلة زفاف في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي - 26 آب 2025 (استوديو نوى للتصوير/فيسبوك)

camera iconحفلة زفاف في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي - 26 آب 2025 (استوديو نوى للتصوير/فيسبوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

استحدث وجهاء ورجال أعمال في بلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي، مطلع أيلول الحالي، صندوقًا خيريًا يهدف إلى مساعدة الشباب العازبين في تكاليف الزواج.

تشمل خدمات الصندوق تكاليف حفل الزفاف والأثاث المنزلي وتجهيز العروس.

الصندوق جاء كمبادرة اجتماعية تكافلية تساعد في زواج الشباب العازبين في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة درعا جنوبي سوريا، كغيرها من المناطق، بحسب ما ذكره رجل الأعمال رجب مشمش، لعنب بلدي، داعيًا إلى تعميم الفكرة على جميع مناطق درعا، وكذلك على المحافظات الأخرى، مطالبًا الحكومة السورية بدعم هذه المبادرة.

مشمش، وهو من سكان بلدة الغارية الغربية، أسهم في دعم الصندوق بالتبرع بتكاليف زواج 50 شابًا على نفقته الخاصة.

“فرصة بعد حرمان”

بعدما حرمته الأوضاع المالية والظروف المعيشية من الزواج لسنوات، وجد أحمد أبو سمرة فرصته في مبادرة إنشاء صندوق الزواج الخيري في بلدة الغارية الغربية، بحسب ما قاله الشاب لعنب بلدي.

ذكر أحمد (25 عامًا) العامل في معمل للألبان والأجبان، أن عائلته تعجز عن تأمين تكاليف زواجه، وما إن سمع عن هذه المبادرة حتى تواصل مع اللجنة على أمل تقديم غرفة نوم وأثاث منزلي وتكاليف تجهيز العروس.

وتشكل تكاليف تجهيز “بيت الزوجية” عائقًا أمام زواج كثير من الشبان والشابات، بسبب الأسعار المرتفعة لمستلزماته، إذ يبلغ متوسط سعر “غرفة النوم” ما يقارب 1500 دولار، وقد تصل إلى أكثر من 2000 دولار.

ويبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي نحو 11,400 ليرة سورية، وفق موقع “الليرة اليوم”.

تكاليف تجهيز العروس تصل إلى ما يقارب 2000 دولار من ثمن لباس واستئجار فستان الفرح وأجور صالون التزيين.

ولا يقل ثمن البراد من النوعية المتوسطة عن 300 دولار، وكذلك الغسالة، في حين يصل سعر الغاز إلى 400 دولار أمريكي.

والد أحد المتقدمين لصندوق الزواج، فضّل عدم نشر اسمه، قال لعنب بلدي، إن ابنه البالغ من العمر 30 عامًا لم يستطع الزواج بسبب الظروف الاقتصادية.

وأضاف أنه فكّر مؤخرًا في بيع منزله، واستئجار منزل من أجل دفع تكاليف الزواج، وخاصة بعد ضغوطات من أهل العروس من أجل إتمام مراسم الزواج، لكن مبادرة الصندوق كانت فرصة نادرة لتخفيف تكاليف الزواج عبر شراء غرفة النوم وغيرها من المستلزمات.

لجنة تقييم

شكّل وجهاء بلدة الغارية لجنة مؤلفة من تسعة أشخاص لإدارة صندوق الزواج الخيري، مهمتها اختيار الأشخاص الذين تنطبق عليهم الشروط للاستفادة من هذا الدعم.

رئيس لجنة الصندوق الخيري، عبد المعين المحمد، قال لعنب بلدي، إن أهم الشروط التي يجب توفرها للاستفادة من الدعم أن يكون العريس فقيرًا لا يمتلك تكاليف الزواج وأن يكون خاطبًا.

وأضاف المحمد أن اللجنة تدرس كل طلب مقدّم إليها وتطلب صورة عن البطاقة الشخصية (الهوية) للشاب وخطيبته، مع شرح تفصيلي عن مكان إقامتهما.

وتقدّم اللجنة تكاليف حفل الزفاف، بالإضافة إلى غرفة نوم وأثاث منزلي من براد وغسالة وغاز وغيرها، كما تتكفّل بتكلفة تجهيز العروس أيضًا.

وأوضح رئيس اللجنة، أن عدد المتقدمين وصل إلى 40 شخصًا حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

السكن عائق

أوضح رئيس لجنة صندوق الزواج، أن اللجنة ليس باستطاعتها تقديم مساكن للعروسين، لأن هذا يشكّل تكلفة مالية كبيرة لا يستطيع الصندوق تمويلها سواء لناحية شراء أو بناء منزل.

وقال نبيل (39 عامًا)، لعنب بلدي، إنه يرفض فكرة الزواج والسكن لدى الأهل في بيت العائلة، وبالتالي لن يتزوّج حتى يستطيع تأمين منزل مستقل، معتبرًا أن الاستقلالية أحد أسباب السعادة الزوجية.

وتابع أن شراء منزل يكلف ما يقارب 20,000 دولار، إذ تشهد أسعار العقارات ومواد البناء ارتفاعات كبيرة في الأسواق المحلية.

وتُعاني عموم مناطق محافظة درعا من قلّة في المساكن الجاهزة للسكن مع غلاء في إيجارات المنازل، إذ تصل تكاليف استئجار الشقة في درعا إلى حوالي 250 دولارًا شهريًا، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي.

وتعود أسباب ارتفاع أجور السكن إلى عودة المهجرين من دول الجوار، خاصة أن بعضهم خرجوا كعائلة واحدة قبل سنوات، وعادوا أكثر من عائلة بعد زواج أبنائهم في المهجر، ما يضطر بعضهم إلى شراء غرف مسبقة الصنع.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة