سرقة الدراجات النارية تنتشر شمالي سوريا.. مطالب بضبط الأمن

أحد محال بيع الدراجات النارية في رأس العين - 25 آب 2025 (عنب بلدي)

camera iconأحد محال بيع الدراجات النارية في رأس العين - 25 آب 2025 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد مدينتا رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا، ارتفاعًا ملحوظًا في حالات سرقة الدراجات النارية خلال الفترة الأخيرة، مما أثار قلق السكان ودفعهم للمطالبة بتعزيز الإجراءات الأمنية.

وسجّلت المدينتان، بين 15 من آب الماضي و9 من أيلول الحالي، أكثر من 13 حالة سرقة لدراجات نارية، وفق ما رصدته عنب بلدي، تركزت أغلبيتها في الأحياء السكنية والأسواق، حيث يستهدف اللصوص الدراجات المتوقفة ليلًا أو حتى نهارًا في المناطق التي تفتقر إلى الرقابة الأمنية.

ضعف الرقابة الأمنية

استيقظ وسيم العزمان من بلدة سلوك التابعة لمدينة تل أبيض على صوت تشغيل دراجته النارية فجرًا، ليجدها مسروقة مع أثر القفل “المفكوك بحرفية” من قبل السارق.

وأوضح وسيم أن بيت جاره مزود بكاميرات مراقبة، وعند مراجعة التسجيلات زود قسم الشرطة بها، أملًا في تحديد هوية السارق واستعادة الدراجة.

وبعد انتظار دام أكثر من 15 يومًا لم يتم القبض على السارق، كما لم يُعثر على الدراجة المسروقة.

وطالب السلطات بزيادة الإجراءات الأمنية وتكثيف الدوريات وحماية ممتلكات الأهالي، مؤكدًا أن مثل هذه الإجراءات ضرورية لمنع تكرار هذه الحوادث وحماية السكان من تفاقم ظاهرة السرقة.

من جانبه، خرج مصطفى العزو من منزله في مدينة رأس العين نهارًا إلى الصيدلية بسبب إصابة طفلة بحالة صحية طارئة، وعند عودته، نسي مفتاح الدراجة النارية بداخلها، ليكتشف بعد ذلك أنها سُرقت.

وأشار إلى أنه لم يجد أي شرطي أو جهة أمنية في الشارع لتقديم المساعدة في البحث، مطالبًا بتشديد الإجراءات الأمنية لحماية الممتلكات ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

شملت المعارض والمحال

امتدت سرقات الدراجات النارية مؤخرًا لتشمل المعارض ومحال البيع أيضًا، حيث أكد عدد من التجار أن اللصوص يسرقون الدراجات بطريقة منظمة، ما ألحق بهم خسائر مالية كبيرة وأثار قلقًا بين أصحاب المحال.

عمير الكنعو، صاحب معرض للدراجات النارية في مدينة تل أبيض، قال لعنب بلدي، إنه خلال شهر واحد تعرض معرضه للسرقة مرتين، على الرغم من وجود كاميرات مراقبة في المعرض.

وأوضح أن السرقات تسببت له بخسائر مالية كبيرة وأثرت على عمله اليومي، ما دفعه للشعور بالقلق المستمر على ممتلكاته.

وذكر أن هذه الحوادث دفعته للبقاء في المعرض مساء مسلحًا لمراقبة المكان وحماية الدراجات من أي سرقة محتملة، مؤكدًا أن الوضع الحالي يتطلب حذرًا دائمًا لضمان سلامة ممتلكاته.

وأشار إلى أن أصحاب المعارض والمحال أصبحوا مضطرين للاعتماد على أنفسهم لحماية ممتلكاتهم، بسبب ضعف الرقابة الأمنية وتراجع الإجراءات الوقائية.

دوريات وحملات تفتيش

استغل السارقون وجود عدة مناطق نفوذ لنقل الدراجات النارية المسروقة إلى مناطق تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في حين تحاول الجهات الأمنية مراقبتها عبر حملات تفتيش وتكثيف الدوريات في الشوارع والأحياء.

مصدر أمني مسؤول، في مدينتي تل أبيض ورأس العين، قال لعنب بلدي، إن الجهات الأمنية تمكنت مؤخرًا من القبض على سبعة لصوص متورطين في سرقات للدراجات النارية.

وكان أبرز التحديات التي واجهوها نقل الدراجات المسروقة إلى مناطق تسيطر عليها “قسد”، بحسب المصدر الأمني الذي فضل عدم نشر اسمه، لأنه غير مخول للحديث إلى وسائل الإعلام.

وأوضح أن هذه العمليات جاءت ضمن حملة لتكثيف الدوريات في الشوارع والأحياء الحيوية، وتعزيز الأمن ومنع تكرار الجرائم، بالتنسيق مع أصحاب المحال والمعارض لحماية ممتلكاتهم.

وأشار إلى أن الجهات الأمنية قامت بعدة حملات تفتيش، أسفرت عن ضبط المخالفات ومتابعة مصادر الشكاوى المتعلقة بالسرقات، مع متابعة أي نشاط مشبوه يهدد أمن المواطنين.

وأكد أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان أمن الممتلكات والحد من انتشار الجرائم في المنطقة، مشددًا على استمرار العمل على تطوير آليات الحماية والتصدي لأي تهديدات مستقبلية.

ويلجأ سكان مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال سوريا إلى مرجعياتهم من القبائل والعشائر لحل الخلافات والمشكلات بينهم، بدلًا من اللجوء إلى المحاكم، بسبب غياب الدولة والأنظمة الرسمية وفراغ السلطة القادرة على تطبيق القانون، في مدينتين يقطنهما نحو 253 ألف نسمة.

وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

فراغ أمني يسهم بزيادة السرقات في رأس العين

 



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة