عملة سورية مزورة تم اكتشافها في رأس العين شمالي سوريا - 3 أيلول 2025 (عنب بلدي)
قادمة من مناطق "قسد"
عملة مزورة تنتشر بأسواق رأس العين وتل أبيض
عنب بلدي – رأس العين
تشهد أسواق مدينتي رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا، انتشارًا ملحوظًا للعملة السورية المزورة، منذ منتصف آب الماضي، ما تسبب في إرباك الحركة التجارية وأثار قلق التجار والسكان على حد سواء.
وأكد تجار محليون لعنب بلدي، أن دخول هذه الأوراق المزورة إلى السوق يتم عبر معابر التهريب الواصلة مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، حيث تنتشر أوراق من فئات مختلفة، ويصعب على كثيرين التمييز بينها وبين الأصلية، ما تسبب بخسائر مالية للتجار والسكان.
وتُعتبر فئة الـ5000 ليرة (أعلى فئة نقدية) المزورة الأكثر انتشارًا بين الأوراق النقدية المتداولة في أسواق مدينتي رأس العين وتل أبيض، وتشكل تهديدًا للمعاملات اليومية بسبب صعوبة التمييز بينها وبين الأوراق الأصلية.
إحجام عن التعامل بالليرة السورية
لم يعد عزام الأحمد (34 عامًا)، من مدينة تل أبيض، يصرف راتبه من الليرة التركية إلى الليرة السورية بعد اكتشافه وجود عملات مزورة عند تصريفه راتبه، ما تسبب في خسارته وإرباك بإدارة أمواله اليومية.
وخسر عزام 1200 ليرة تركية (نحو 29 دولارًا) نتيجة التصريف من العملة التركية لليرة السورية، حيث كانت أغلبية الأوراق المزورة من فئة 5000 ليرة (تبلغ أقل من نصف دولار)، مع نسبة أقل من فئة 2000 ليرة سورية.
وأضاف أنه لن يقوم بتصريف راتبه للعملة السورية مرة أخرى، حتى يتم ضبط كل الأموال المزورة في المدينة بشكل كامل.
وطالب الجهات المختصة بالتحرك الفوري لملاحقة المسؤولين عن تداول هذه الأموال المزورة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم، لضمان عدم تكرار هذه الحالات وحماية حقوق المواطنين من الخسائر المالية الناتجة عن هذه الظاهرة.
أما حمادة المرعي (50 عامًا)، من مدينة رأس العين، فذكر لعنب بلدي أن انتشار العملة السورية المزورة، وخاصة فئة الـ5000 الأكثر تداولًا، أضعف ثقته بالورقة النقدية عند تسلم راتبه أو عند شراء احتياجاته اليومية.
وطالب بتسيير دوريات على الصرافين للتأكد من التعامل بالعملة الأصلية ومنع تداول المزورة، حفاظًا على حقوق المواطنين واستقرار تعاملاتهم اليومية.
وتأثرت الحركة التجارية في مدينة رأس العين بشكل واضح نتيجة رفض قسم من الأهالي التعامل بالليرة السورية، خصوصًا بعد انتشار النسخ المزورة منها، ما أدى إلى صعوبات كبيرة في إنجاز المعاملات اليومية، وزيادة الاعتماد على الليرة التركية.
قادمة من مناطق “قسد”
تأتي معظم العملة السورية المزورة من مناطق سيطرة “قسد” في الرقة والحسكة، حيث يتم تهريبها بشكل منظم عبر أشخاص وعصابات متخصصة، ما أسهم في انتشارها بشكل واسع في أسواق مدينتي رأس العين وتل أبيض.
صاحب محل حوالات “العمر” في رأس العين وتل أبيض، خالد علاء الدين، قال إن انتشار العملة السورية المزورة، أصبح مصدر قلق كبير مع وجود بعض النسخ المزورة من فئة 2000 ليرة بنسبة أقل.
وأوضح أن معظم هذه الأوراق تأتي بشكل منظم عبر عصابات يديرها أشخاص من مناطق سيطرة “قسد” في الرقة والحسكة.
وأضاف أنه تعرض لخسائر مباشرة نتيجة اعتماده على العملة السورية كمصدر رئيس للدخل، خاصة مع رفض الأهالي تصريف الليرة التركية والعملات الثانية خوفًا من العملة المزورة.
وأشار إلى أن الحل الوحيد يكمن في سحب العملة السورية القديمة، والاستعجال بإصدار العملة الجديدة من قبل الحكومة السورية، لحماية التجار والمواطنين وتفادي المزيد من الخسائر.
مساعٍ لتوعية التجار
من جانبه، مدير غرفة التجارة والصناعة في رأس العين، هبو الهدار، قال إن انتشار العملة السورية المزوّرة في المدينة يمثل تحديًا كبيرًا أمام النشاط التجاري، مؤكدًا أن هذا الوضع يهدد استقرار السوق ويزيد من صعوبة إدارة التعاملات المالية اليومية.
وأوضح أن انتشار العملة المزورة يعود إلى تهريبها من مناطق سيطرة “قسد” في الرقة والحسكة عبر شبكات منظمة، وأن هذه العمليات تؤثر على جميع التجار وليس فقط على محال محددة، وتزيد من صعوبة الرقابة المالية في الأسواق.
وأضاف أن الغرفة تعمل على توعية التجار والمواطنين حول كيفية التعامل مع العملات المزورة وتجنب الوقوع بخسائر، مع متابعة حركة الأسواق بشكل دوري لتقديم الدعم والإرشاد عند الحاجة.
وأشار إلى أن الغرفة تنسق مع الجهات المعنية لإطلاق جولات مراقبة وتفتيشية للكشف عن الأموال المزورة، مؤكدًا أن الهدف هو حماية التجار والمواطنين والحفاظ على استقرار النشاط التجاري في المدينة.
ويعتمد سكان مدينتي رأس العين وتل أبيض بشكل رئيس على الليرة السورية في معاملاتهم اليومية، إلا أن انخفاض قيمتها وعدم استقرارها وضع الأهالي تحت ضغط اقتصادي كبير.
وتأتي الليرة التركية في المرتبة الثانية، لقرب المدينة من الحدود التركية، فيما يحتل الدولار الأمريكي المرتبة الثالثة ضمن التعاملات المالية.
تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :