
الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع يوقع على مسودة الإعلان الدستوري - 13 من آذار 2025 (سانا)
الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع يوقع على مسودة الإعلان الدستوري - 13 من آذار 2025 (سانا)
أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ورقة تضمنت قراءة نقدية للإعلان الدستوري السوري الذي تسلمه الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 13 من آذار الماضي، ووقع عليه، مستعرضة ظروف صياغته ومضمونه وبنيته المؤسسية.
وأوضحت المنظمة مكامن القصور والفرص المتاحة لتحويله إلى إطار انتقالي أكثر شمولية وتشاركية، بما يوازن بين مقتضيات الاستقرار ومبادئ الحكم الرشيد.
وأدى انهيار نظام الأسد في كانون الأول 2024، إلى فراغ دستوري ومؤسسي خطير، ما دفع السلطات الجديدة إلى إصدار إعلان دستوري في آذار 2025، مؤلف من 53 مادة، استلهم بعض عناصر دستور 1950، وتعهد بإرساء دولة المواطنة والحرية وسيادة القانون، وفقًا للشبكة.
وأكدت الورقة، التي نشرتها المنظمة الحقوقية، مساء السبت 20 من أيلول، أن الإعلان الدستوري أسهم في تجنب الفوضى وإدارة المرحلة الانتقالية، إذ جمع بين عناصر إيجابية كالتنصيص على حقوق الإنسان، وأخرى مثيرة للقلق كتركيز السلطات بيد السلطة التنفيذية، وضعف الطابع التشاركي.
وفق طبيعته المؤقتة وإمكانية تعديله بموجب المادة 50، تتبدى فرصة واقعية لإصلاح الإعلان الدستوري وجعله أساسًا لتحول ديمقراطي فعال.
وكشفت الشبكة أنه في التطبيق العملي للإعلان الدستوري ظهرت هيمنة تنفيذية، وعيوب هيكلية، وذلك عبر وجود عدة اختلالات تمثلت بـ:
نتيجة لذلك، قُدم الإعلان كمشروع تقني منزوع من طابعه السياسي الوطني التشاركي المفترض في عمليات تأسيس الدساتير.
كما تعتري الإعلان الدستوري عيوب جوهرية على النحو الآتي:
أما الحقوق والحريات في الإعلان الدستوري، وصفتها الشبكة بأنها “بين التنصيص والتقييد”، إذ خلصت الورقة إلى:
واقترحت الشبكة السورية عبر “الورقة”،خارطة طريق للإصلاح، تشمل تعديلات بنيوية، لانتقال قابل للتطبيق، تتضمن:
المحكمة الدستورية العليا
مجلس الشعب
تعديل المادة “23”
وقدمت الشبكة عدة إضافات أساسية للمشاركة الديمقراطية، وهي:
وتتمثل مبادئ التنفيذ، بالتدرج، والقيود الزمنية، والدعم الفني لتحقيق توازن عملي بين الاستقرار والتغيير.
وتُنفذ الإصلاحات الدستورية والقانونية تدريجيًا، بدءًا بتثبيت الحقوق والحريات واستقلال القضاء، ثم الانتقال إلى الإصلاحات التشريعية المرتبطة بتحسن الأوضاع الأمنية، وصولًا إلى انتخابات عامة شاملة.
ويُقيّد العمل بالتدابير الاستثنائية بمدد زمنية محددة لا تجدّد إلا بموافقة أغلبية واسعة في مجلس الشعب. ويوصى بتوفير دعمٍ دولي فني عبر مكتب دستوري مستقل يعزّز قدرة المؤسسات الوطنية على رسم مسار ديمقراطي مستقل، مع الإبقاء على قدر كاف من المرونة الدستورية للاستجابة للتحولات السياسية والاجتماعية من دون التفريط بالمبادئ الديمقراطية الأساسية.
وكان المتحدث باسم لجنة صياغة مسودة الإعلان الدستوري، عبد الحميد العواك، قال في 13 من آذار الماضي، إن اللجنة اختارت نظامًا سياسيًا يعتمد الفصل التام بين السلطات.
وأضاف العواك خلال مؤتمر صحفي، أن النظام السياسي المقترح في مسودة الإعلان الدستوري يساعد على إدارة المرحلة الانتقالية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن اللجنة المكلفة بصياغة مسودة الإعلان الدستوري، أن المسودة تقضي أن يتولى مجلس الشعب العملية التشريعية كاملة والسلطة التنفيذية يتولاها رئيس الجمهورية.
وحددت المسودة مدة المرحلة الانتقالية بخمس سنوات، ومنحت رئيس الجمهورية حق إعلان حالة الطوارئ.
وينص الإعلان على أهمية القضاة وأحكامهم واستقلاليتهم وترك أمر عزل الرئيس أو فصله أو تقليص سلطاته لمجلس الشعب.
كما ينص على ضمان حق الملكية وحق المرأة في العلم والمشاركة في العمل وكفل لها الحقوق السياسية وعلى حرية الرأي والتعبير والإعلام والنشر والصحافة.
وأكد الإعلان التزام الدولة بوحدة الأرض والشعب واحترام الخصوصيات الثقافية، والحرص على باب خاص بالحقوق والحريات لخلق توازن بين الأمن المجتمعي والحرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى