
مدخل مستشفى أحمد الهويدي بمدينة دير الزور - 29 آب 2025 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)
مدخل مستشفى أحمد الهويدي بمدينة دير الزور - 29 آب 2025 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)
دير الزور – عبادة الشيخ
تشهد محافظة دير الزور، شرقي سوريا، أزمة صحية، حيث يعاني القطاع الطبي من نقص حاد في الكوادر والمعدات والأدوية، مما يهدد حياة آلاف السكان.
وتعتبر هذه الأزمة نتيجة مباشرة للنزاع الذي شهدته المنطقة، إذ تسببت الأعمال القتالية في تدمير المرافق الصحية، وأجبرت أعدادًا من الأطباء والممرضين على مغادرة المحافظة.
وتعمل المستشفيات المتبقية في دير الزور بطاقة محدودة، وتفتقر إلى التجهيزات الضرورية، بحسب مدير المستشفى “الوطني” في دير الزور، عمر حاج حمدو.
ويعاني المستشفى من نقص في اختصاصات حيوية مثل جراحة التجميل والحروق، وطب الطوارئ والإنعاش، بالإضافة إلى غياب اختصاصي التخدير.
كما يفتقر المستشفى لأجهزة طبية أساسية، مثل جهاز الرنين المغناطيسي، وجهاز “فاكو” لإزالة الماء الأبيض من العين، ومجهر عيني.
وفي مستشفى “أحمد الهويدي”، قال الطبيب مهند السراج، إن النقص يطول معدات حيوية مثل “قبضات TOT”، و”منافس” وأسِرّة للعناية النسائية، بالإضافة إلى مولد أكسجين ومولدة كهرباء.
وأكد لعنب بلدي أن المستشفى “بحاجة ماسّة” إلى أسِرّة أطفال، وشاشات مراقبة “مونيتور”، وحاضنات، وجهاز “غواصة” (حاضنة علاج ضوئي).
تتجلى الأزمة الطبية في القصص اليومية للسكان الذين يواجهون صعوبات جمّة في الحصول على الرعاية.
وشرحت ضحى الدبيس من مدينة البوكمال معاناتها مع ابنها الذي يحتاج إلى غسل كلى، قائلة، “نضطر للسفر مسافة طويلة إلى المستشفى الوطني في الميادين مرتين في الأسبوع، وهذا يكبّدنا أعباء مالية ونفسية كبيرة”.
وتتمنى ضحى، في حديثها لعنب بلدي، توفر هذه الخدمة في البوكمال لتخفيف معاناتها وغيرها من أبناء المنطقة.
يمثل نقص الأدوية تحديًا كبيرًا، خاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والقلب، بالإضافة إلى الأدوية المنقذة للحياة والمضادات الحيوية.
من جهته، يشكو ظافر الطعمة من دير الزور من صعوبة الحصول على أدوية السكري، وقال لعنب بلدي، “أجد صعوبة كبيرة في تأمين أدويتي، وأضطر لشرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة، وفي بعض الأحيان لا تكون متوفرة على الإطلاق، لا أستطيع الاستغناء عنها، فهي السبيل الوحيد للحفاظ على صحتي”.
الطبيب مهند السراج، أشار إلى أن مستشفى “الهويدي” يفتقد أدوية مهمة مثل “سيتامول” و”تينام بلس” و”مترجين” و”سايتوتك”.
ومطلع آب الماضي، استقبل المستشفى أكثر من 450 حالة تعاني من “ضربات شمس”، واضطر المرضى لشراء أدويتهم من الخارج بأسعار مرتفعة.
نائب مدير الصحة في دير الزور، أحمد الشلاش، تحدث لعنب بلدي عن خطة لتأهيل وتجهيز المستشفيات في المحافظة، بهدف تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضح الشلاش أن الخطة الحالية تركز على تجهيز المستشفيات بالمعدات اللازمة وكل ما تتطلبه، معربًا عن أمله في توفر جميع المواد المطلوبة لإنجاز هذه المهام.
وأشار إلى أن مستشفى “عائشة” في مدينة البوكمال على وشك الدخول بالخدمة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن مستشفى “الميادين” يعمل بالفعل منذ فترة قصيرة، أما فيما يخص المستشفى “الوطني” فهو قيد التأهيل حاليًا، وبعض أقسامه مثل الإسعاف والعمليات وقسم الكلى جاهزة للعمل.
الخطة المستقبلية، بحسب الشلاش، تهدف إلى تجهيز المستشفى “الوطني” بالكامل بجميع الاختصاصات والمعدات، مشيرًا إلى أن هذا يعتمد على الدعم المقدم من الدولة والمنظمات الإنسانية والداعمين من المغتربين.
كما أشار إلى أن الدعم المقدّم حاليًا من هذه الجهات يلبي الحاجة الإسعافية، موضحًا أن هناك العديد من المراكز الصحية التي تحتاج إلى تأهيل وترميم وتجهيز.
وتابع أن التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع الصحي في دير الزور، هو النقص الحاد في الكادر الطبي القادر على تغطية المنطقة بأكملها.
وقال إن جميع الاختصاصات تعاني من نقص، حيث يحتاج كل مركز صحي إلى أطباء في تخصصات الداخلية والنسائية والأطفال والأسنان، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 30 مركزًا صحيًا ضمن مناطق سيطرة الحكومة في المحافظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى