
سيدة تشعر بالاستياء نتيجة تساقط شعرها أثناء تصفيفه (كانفا)
سيدة تشعر بالاستياء نتيجة تساقط شعرها أثناء تصفيفه (كانفا)
مع بداية الخريف، تواجه كثير من النساء هاجسًا مقلقًا يتكرر كل عام، يتعلق بتساقط الشعر، ويتحول إلى مصدر ضغط نفسي، خصوصًا لمن تعتبر جمال الشعر جزءًا أساسيًا من مظهرها وثقتها بنفسها، وبينما تبحث بعضهن عن حلول سريعة في مستحضرات العناية أو وصفات منزلية، يكشف الخبراء أن الظاهرة موسمية بالدرجة الأولى.
كشف كبير باحثي قسم الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية في جامعة “بيرم” الوطنية للأبحاث التقنية، ومرشح العلوم الطبية، فاليري ليتفينوف، الأسباب التي تجعل تساقط الشعر يتفاقم في فصل الخريف، مؤكدًا أن هذه الظاهرة طبيعية ولا تستدعي القلق إذا كانت ضمن الحدود المعتادة.
ووفق دراسة ليتفينوف، فإن عدد الشعر المتساقط يصل إلى مئة شعرة يوميًا، ويتأثر بتغير الفصول، وخاصة قصر ساعات النهار مقارنة بالصيف.
ذكر ليتفينوف أن هذه الظاهرة جزء من آلية بيولوجية قديمة وراثية، فقد ورث الإنسان ما يشبه التبدل الموسمي الذي تشهده الحيوانات، وتساقط الشعر عند تغير البيئة، كالحاجة إلى تدفئة أو لمقاومة الحرارة أو الإشعاع.
ورغم أن التكيف الوظيفي لهذه الخاصية قد تضاءل بفعل التغيرات الاجتماعية، فإن الإيقاع البيولوجي لا يزال محفوظًا.
خلال فصلي الربيع والصيف، تكون هرمونات النهار في كامل نشاطها، مثل “السيروتونين” الذي يحسن المزاج والدورة الدموية، وفيتامين د، وينمو الشعر بشكل جيد، ويصبح أكثر كثافة وقوة.
ومع حلول فصل الخريف والشتاء، تُستنفد هذه المواد، ويدخل بعض الشعر في حالة سكون ويتساقط تدريجيًا، إذ يقل ضوء النهار فيؤدي ذلك إلى زيادة إفراز هرمون “الميلاتونين” من الغدة الصنوبرية، الذي يعمل كإشارة لبصيلات الشعر للدخول في مرحلة الراحة، فتتوقف عن النمو.
وبين هذه الإشارة الهرمونية وظاهرة تساقط الشعر الفعلي، تمر فترة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهي الفترة المطلوبة لاستكمال دورة النمو البيولوجية وفصل الشعر عن البصيلات، لذا تلاحَظ الذروة في التساقط خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، رغم أن الآلية تبدأ غالبًا في شهري آب وأيلول.
إلى جانب التغيرات الهرمونية، هناك عوامل أخرى تقوّي التأثير:
يلفت الخبير إلى أن التساقط الطفيف بعد غسل الشعر أو في أثناء تمشيطه هو أمر طبيعي لا يستدعي مراجعة طبية، أما إذا لوحظ تساقط بكميات كبيرة، أو ظهور بقع صلعاء واضحة، فحينها يفضل استشارة طبيب مختص.
يقدم الباحث عدة توصيات لمن يرغب في المحافظة على شعر صحي خلال المواسم:
وقد تستدعي الحالة تدخلات تجميلية مثل “الميزوثيرابي” أو العلاج بالبلازما، فهي مفيدة حينما يكون التساقط الموسمي مفاقمًا لمشكلة ضعف في كثافة الشعر.
ويؤكد ليتفينوف أن تساقط الشعر الموسمي في الخريف هو عملية مبرمجة بيولوجيًا، وأغلب الحالات لا تتطلب تدخلًا طبيًا ما لم تتجاوز الحدود الطبيعية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى