
المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توم برّاك خلال مؤتمر صحفي في دمشق - 16 أيلول 2025 (رويترز)
المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توم برّاك خلال مؤتمر صحفي في دمشق - 16 أيلول 2025 (رويترز)
قال المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توماس براك، إن سوريا وإسرائيل تقتربان من إبرام اتفاق “خفض التصعيد”، الذي ستوقف بموجبه إسرائيل هجماتها، بينما توافق سوريا على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية.
وفي حديثه للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء 23 من أيلول، اعتبر المبعوث أن الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض البلدان عليه.
وتجري سوريا وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف ضربات إسرائيل الجوية وانسحاب قواتها التي توغلت في جنوب سوريا، حسبما نقلت وكالة “رويترز“.
“الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سعى للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين سيعلن عنه الأسبوع الحالي، لكن لم يحرز تقدم كاف حتى الآن، كما أن عطلة السنة العبرية الجديدة هذا الأسبوع أبطأت العملية”، وفق تعبير براك، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيمثل انتصارًا لإدارة الرئيس ترامب.
وأضاف، “أعتقد أن الجميع يتعامل مع الأمر بحسن نية”.
من جانبه، قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا وما زالت تحتل الجولان وتتوغل في الأراضي السورية، لكن سوريا تسعى لتجنب الحرب، لأنها في مرحلة بناء.
وأضاف الشرع خلال لقائه بقمة “كونكورديا” في نيويورك، في 22 من أيلول، “نحن متجهون نحو التهدئة وأن تعطى سوريا فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات”.
وأجرى الشرع حوارًا مع الجنرال الأمريكي المتقاعد، ديفيد بيتريوس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السابق، في قمة “كونكورديا” المقامة على هامش اجتماع الأمم المتحدة، وتحدث عن المرحلة الانتقالية في سوريا، وعلاقات دمشق الدولية.
الشرع دعا إسرائيل، خلال اللقاء، إلى الانسحاب من الأراضي السورية، قائلًا، إنه يمكن معالجة المخاوف الأمنية بالمباحثات.
وذكر أن دمشق لديها مراحل في التفاوض مع إسرائيل، إذ تتمثل المرحلة الأولى في الاتفاق الأمني الذي يعيد إسرائيل إلى اتفاقية 1974.
وفي حال نجحت الاتفاقية الأمنية، ستسير دمشق نحو مناقشة ملفات أبعد، تتعلق بمصير الجولان المحتل، والعلاقة بين سوريا وإسرائيل على المدى البعيد، وفق الشرع.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تجري محادثات مع نظام الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وأن هناك بعض التقدم، لكن “هذه لا تزال رؤية للمستقبل”.
وقال خلال اجتماع مجلس الوزراء، في 21 من أيلول، وفق ما نقلته القناة “13” الإسرائيلية، إن “انتصارات” إسرائيل في لبنان على “حزب الله”، “فتحت نافذة لإمكانية تحقيق السلام مع جيراننا في الشمال”، في إشارة إلى سوريا.
“أزلنا من رؤوسنا خطر القنابل الذرية الإيرانية، التي كانت تهدف إلى تدميرنا، وخطر عشرات الآلاف من الصواريخ الباليستية التي خططت إيران لإنتاجها خلال بضع سنوات، كما ضربنا جميع أجزاء المحور الإيراني في لبنان وسوريا واليمن وغزة، وحتى إيران نفسها”، أضاف نتنياهو.
وذكرت القناة “12” الإسرائيلية، أن الاتفاق الأمني بين إسرائيل وسوريا من شأنه أن يشكل اختراقًا كبيرًا بين البلدين، وقد يكون خطوة أولى على الطريق نحو اتفاقيات إضافية، وربما حتى التطبيع في المستقبل.
ومن المفترض أن يحل الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه محل اتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974، والتي صارت غير ذات صلة بعد سقوط نظام الأسد، واحتلال المنطقة العازلة من قبل إسرائيل، بحسب القناة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى