
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال إلقائه كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة - 24 أيلول 2025 (الأمم المتحدة)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال إلقائه كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة - 24 أيلول 2025 (الأمم المتحدة)
ألقى الرئيس السوري، في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، اليوم الأربعاء 24 من أيلول، هي الأولى لرئيس سوري منذ عام 1967.
وقال الشرع في كلمته، إن الحكاية السورية هي حكاية صراع بين الخير والشر، وبين الحق الضعيف الذي ليس له ناصر إلا الله، والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير، في إشارة إلى الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق بحق السوريين، “حكايتنا عبرة من عبر التاريخ وتمثيل حقيقي للمعاني الإنسانية النبيلة”.
وتطرق الشرع إلى الشأن الداخلي في سوريا متحدثًا عن تشكيل مجلس الشعب، وتعديل قانون الاستثمار، وإنشاء لجان لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، متعهدًا بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة.
وأعلن اعتماده “الحوار والدبلوماسية لتجاوز أزمة الانتهاكات الإسرائيلية”، مجددًا الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مشيرًا إلى وقوفه إلى جانب أهل غزة وأطفالها.
وتحدث الرئيس السوري عن ممارسات النظام السوري السابق، حيث استخدم “أبشع” أدوات التعذيب والقتل والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والتعذيب في السجون والتهجير القسري، وأثار الفتن الطائفية والعرقية واستخدم المخدرات سلاحًا ضد الشعب والعالم.
وأشار إلى أن النظام قتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجّر نحو 14 مليون إنسان وهدم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها.
واعتبر الرئيس السوري أنه ما كان أمام الشعب إلا أن ينظم صفوفه وأن يستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف بوجه الأسد، واصفًا إياه بأنه عمل عسكري كان “ملؤه الرحمة والخير وتغليب العفو والتسامح”.
وأضاف أن هذه المعركة لم تتسبب بتهجير إنسان ولا قتل مدني، و”تُوّجت بنصر لا ثأر فيه ولا عداوات، واستعاد الشعب فيها حقه”.
وتحولت سوريا، وفقًا لما قاله الرئيس السوري، بـ”هذا النصر من بلد يصدّر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها”.
واعتبر أن الإنجاز السوري و”التكاتف الشعبي الحاصل” دفع بـ “أطراف” (لم يسمها) لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية، سعيًا لـ”مشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد”، غير أن الشعب السوري، كان يملك الوعي لمنع العودة إلى المربع الأول، على حد تعبيره.
وعملت الدولة السورية، وفقًا للشرع، على تشكيل لجان لتقصي الحقائق، ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي كذلك، وخلصت إلى نتائج متماثلة “في شفافية غير معهودة” في سوريا، وفق وصفه، متعهدًا بتقديم “كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة”.
منذ لحظة سقوط النظام، وضعت سوريا سياسة “واضحة الأهداف” تقوم على عدة ركائز، “الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية”، وفقا للرئيس السوري.
وأضاف، “عملنا على ملء فراغ السلطة، ودعونا إلى حوار وطني جامع، وأعلنا عن حكومة ذات كفاءات، وعززنا مبدأ التشارك، وقمنا بتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين إنصافًا وعدلًا لمن ظلم”.
وأردف أن سوريا ماضية في انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي، وأعادت هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع التشكيلات السابقة تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة.
كما تطرق الشرع إلى تعديل قوانين الاستثمار، ودخول كبرى الشركات الإقليمية والدولية بالدخول إلى السوق السورية.
ويرى أن سوريا تعيد بناء نفسها من خلال التأسيس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء.
أشار الشرع إلى أن التهديدات الإسرائيلية ضد سوريا لم تهدأ منذ 8 من كانون الأول 2024 (تاريخ سقوط النظام) إلى اليوم، معتبرًا أن السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا ولشعبها.
وقال إن السياسات الإسرائيلية، تحاول في سعيها، استغلال المرحلة الانتقالية، ما يعرض المنطقة للدخول في “دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي”.
وإزاء تلك السياسات، تستخدم سوريا “الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة”، وتتعهد بالتزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، بحسب الشرع، الذي دعا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب سوريا لمواجهة هذه “المخاطر” واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.
الشرع قال إن سوريا استعادت علاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية، بنشاط دبلوماسي “مكثف”، حيث توج ذلك النشاط برفع معظم العقوبات تدريجيًا عن سوريا.
وطالب الرئيس السوري برفع العقوبات بشكل كامل حتى “لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد”.
وحلال خطابه، توجه الرئيس السوري، بالشكر إلى كل “من وقف مع قضيته، وأعانه في مأساته، واستقبله في بلده”، وإلى كل دول العالم وشعوبها التي “فرحت بانتصار إرادة الشعب السوري، وتقف اليوم إلى جانبه في مسيرة السلام والازدهار”.
وقال الشرع، “إن الألم الذي عاشته سوريا لا تتمناه لأحد، فنحن من أكثر الشعوب التي تشعر بحجم معاناة الحرب والدمار، لذا فإننا ندعم أهل غزة وأطفالها ونساءها، وباقي الشعوب التي تتعرض للانتهاك والاعتداء، وندعو لإيقاف الحرب فورًا”.
وختم الرئيس السوري كلمته بأن الحكاية السورية لم تنتهِ بعد، “فهي مستمرة في بناء فصل جديد من فصولها عنوانه السلام والازدهار والتنمية”.
وصل الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في 21 من أيلول.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، إن الرئيس الشرع يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الـ80.
ويعد الشرع أول رئيس سوري يشارك في هذا الحدث منذ 60 عامًا، حين شارك الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي عام 1967، وأول رئيس سوري على الإطلاق يشارك في أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى، الذي يعقد بين 22 و30 من أيلول.
وتتمثل أعمال الجمعية العامة في مناقشة القضايا الدولية وتقديم التوصيات، واعتماد ميزانية الأمم المتحدة، وانتخاب أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وتعيين الأمين العام بناء على توصية مجلس الأمن.
وتشمل اختصاصاتها تعزيز التعاون في مجالات السلم والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقديم التوصيات لتسوية النزاعات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى