
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السوري ووزير الخارجية الأردني في دمشق - 16 أيلول 2025 (رويترز/ خليل العشاوي)
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السوري ووزير الخارجية الأردني في دمشق - 16 أيلول 2025 (رويترز/ خليل العشاوي)
تداولت وسائل إعلام عربية وسورية محلية حديثًا للمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، عن تشكيل حكومة جديدة في سوريا مع نهاية العام الحالي.
وبحسب ما جرى تداوله فإن الحكومة الجديدة ستضمن حقوق جميع المكونات والأقليات.
براك وفي مقابلة مع شبكة “روداو“، الخميس 26 من أيلول، قال إن الحكومة الحالية في سوريا تعترف برغبة كل أقلية في احترام شعائرها الدينية وخصائصها الثقافية، إلا أن هذا الأمر يتطلب هندسة سياسية: فكيف يمكن تصميم حكومة مركزية لا تتحول إلى فدرالية وتمنح هذه المكونات حقها وفرصتها؟ وأعتقد أن ذلك يحدث بالفعل.
وتحدث براك عن بلورة لهيكلية تحدد كيفية دمج مختلف الفصائل والأقليات بطريقة آمنة وسليمة، وقال براك إن الحكومة السورية تسعى جاهدة لتحقيق ذلك، “وأنا متفائل أنه بمساعدةٍ ما، سيتمكنون من إنجازه”.
ولم يشر بشكل مباشر إلى تشكيل حكومة جديدة مع نهاية العام، بل “نوع من الهيكلية السياسية” التي تدمج جميع الفصائل والأقليات بطريقة “آمنة وسليمة”.
وأوضح براك خلال المقابلة أنه متفائل بخصوص اندماج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في أنظمة الدفاع السورية الجديدة، وبشأن التطلعات الكردية لمزيد من الحكم الذاتي.
واعتبر براك أن الحكومة السورية الجديدة تعترف برغبة الأقليات في امتلاك نظام تعليمي ولغوي خاص بها واحترام شعائرها الدينية، مؤكدًا أن “لا أحد يريد لهذه المكونات أن يُنظر إليها كطبقة ثانوية”، والحكومة السورية تدرك ذلك وتقدّره.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن “ما حدث في السويداء كان مبكرًا ومؤسفًا”، لكنه شدد على وجود جهود مشتركة لحل الأزمة.
وبخصوص الجدل حول موقف واشنطن من الفيدرالية، نفى براك أن تكون بلاده تملي على السوريين شكل النظام السياسي، موضحًا أن “الرئيس الأمريكي يريد السلام والازدهار للجميع، ويرى أن الإملاءات الاستعمارية فشلت خلال المئة عام الماضية”.
وأضاف أن رفع العقوبات جاء لمنح شعوب المنطقة فرصة تقرير مصيرها بأنفسها، مشددًا: “سنساعدكم ونقنعكم بأنكم مؤهلون، لكننا لا نملي عليكم شيئًا”.
وفي تصريحات لصحيفة “الشرق” اليوم، الجمعة 26 من أيلول، أضاف براك أن “سوريا تشكل أولوية للجميع”، وأوضح أن الرئيس ترامب قرر، في أيار الماضي، خلال زيارته المملكة العربية السعودية منح الحكومة السورية الجديدة فرصة، استنادًا إلى توصية من ولي العهد السعودي والرئيس التركي.
وقال براك إن ثمة التزامًا مشتركًا من مختلف الأطراف لتوفير الموارد اللازمة لتمكين النظام السوري، معتبرًا أن سوريا عنصر أساسي في الاستقرار الإقليمي.
من جهتها، لا ترفض الحكومة السورية كل أشكال اللامركزية، وتعامل الدولة السورية أو الحكومة السورية اليوم مع الحكم، وخاصة الحكم المحلي، ينطلق كثيرًا من مبدأ اللامركزية، وخاصة اللامركزية الإدارية، بحسب ما قاله سابقًا مدير الشؤون الأمريكية في الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، في مقابلة صحفية في تموز الماضي.
وأضاف إدلبي حينها، “لا أعتقد أن هناك نقاشًا أو نقاط خلاف حول موضوع اللامركزية الإدارية. مشكلة المركزية في سوريا لم تكن مشكلة قانونية، بل كانت مشكلة سياسية”.
في 23 من آب الماضي، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، إن سوريا قد تحتاج إلى دراسة بدائل لدولة شديدة المركزية.
ووفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، قال براك للصحافيين، إن ما تحتاجه سوريا ليست فيدرالية، بل شيئًا أقل من ذلك، يسمح للجميع بالحفاظ على وحدتهم وثقافتهم ولغتهم، دون أي تهديد من “الإسلام السياسي”، على حد قوله.
وأضاف براك أن جميع المطلعين على الملف السوري يقولون إن الأمور بحاجة للسير بطريقة أكثر عقلانية.
في لقاء سابق مع بودكاست “Mario Nawfal“، في 28 من آب الماضي، أشاد براك بالرئيس السوري أحمد الشرع، قائلًا “أصدق الرئيس الشرع وأثق به، وأنا متأكد أن أهدافه متوافقة مع أهدافنا”.
واعتبر براك أن أهداف الشرع اليوم تتماشى مع أهداف وتطلعات الإدارة الأمريكية، إذ قال إن “الرئيس السوري الانتقالي يسعى إلى تصفير المشاكل مع دول الجوار السوري، وخلق تفاهمات مع المحيط، وإعادة بلاده إلى مسار جديد من الازدهار والاستقرار”.
“لا توجد خطة بديلة لسوريا”، وفق تعبير المبعوث الأمريكي، داعيًا إلى “دعم الشرع وفريقه بالموارد والمساءلة وغيرها”.
أعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 30 من آذار الماضي، تشكيلة الحكومة الجديدة، وذلك بعد حوالي أربعة أشهر من إسقاط نظام بشار الأسد.
ولم يطرأ تغيير على وزارتين سياديتين، إذ بقي أسعد الشيباني وزيرًا للخارجية، ومرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع.
في حين طرأت تغييرات على بقية الوزارات التي جاءت على الشكل التالي:
وقال الرئيس الشرع في مراسم إعلان الحكومة، إن سوريا تشهد
واجه تحديات كبيرة تتطلب منا التلاحم والوحدة”.وأضاف الشرع، أن تشكيل الحكومة الجديدة هو إعلان للإرادة المشتركة في بناء دولة جديدة، وستسعى هذه الحكومة لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس المساءلة والشفافية، وفتح آفاق جديدة في التعليم والصحة، مضيفًا، “لن نسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسساتنا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى