رئيس اتحاد كرة السلة في انتخابات الجمعية العمومية لكرة السلة - 16 أيلول 2025 (صحيفة الثورة)
رئيس “اتحاد السلة” الجديد يعلن خطته لإصلاح اللعبة.. ما تفاصيلها؟
عنب بلدي – لمى دياب
طموحات كبيرة عبّر عنها رئيس اتحاد كرة السلة السورية الجديد، مركّزًا على أهمية تطوير اللعبة، وكذلك أهمية وجود اللاعبين المحترفين الأجانب لضمان المتعة في الدوري.
رئيس الاتحاد، محمد رامي عيسى، تحدث في حوار خاص مع عنب بلدي عن رؤيته الإصلاحية الشاملة للعبة، التي تشمل إعادة بناء المنظومة التنظيمية والفنية.
عيسى الذي أصبح رئيسًا لاتحاد كرة السلة بعد انتخابه من قبل الجمعية العمومية للاتحاد، قال إن المرحلة السابقة كانت مليئة بالتحديات والظروف الصعبة التي انعكست على أداء اللعبة عمومًا، لكنها مرحلة مهمة لتحديد مواطن الخلل والبناء عليها.
وحصل عيسى في الانتخابات على 27 صوتًا مقابل 11 للمرشح مازن أبو سعدى، أما المرشح الثالث خلدون عبد الهادي فنال صوتًا واحدًا، وضمت الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة في الانتخابات 39 عضوًا.
كما انتخبت الجمعية أعضاء الاتحاد الجدد وهم: رولا جبري، جيسي دكرمنجي، عمار جمال الدين، عبد الكريم فاخوري، محمد أشتر، مهند حمادة.
فرصة لـ”صفحة جديدة”
فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة قائمة على التخطيط العلمي والعمل الجماعي لإعادة مكانة السلة السورية التي تستحقها، وفق رئيس الاتحاد رامي عيسى.
وقال عيسى لعنب بلدي، إن أولى الخطوات الضرورية هي إعادة بناء المنظومة التنظيمية والفنية للعبة من الداخل، وهذا يشمل:
- وضع رؤية واضحة.
- وجود هيكل تنظيمي فعّال.
- تشكيل لجان مختصة لكل قطاع.
- إشراك خبرات سورية محلية ومغتربة ضمن مجلس استشاري أعلى لدعم قرارات الاتحاد.
واعتبر ما سبق بمثابة “القاعدة الصلبة” والشرط الأساسي قبل أي تطوير فني أو جماهيري.
خطة متكاملة للإصلاح الداخلي
برنامج متكامل “واضح المعالم” قام بإعداده رئيس الاتحاد، وكشف عنه لعنب بلدي، وهذا البرنامج يقوم على ثلاثة محاور رئيسة، وهي:
- تأهيل البنية التنظيمية: تطوير اللوائح والبنية الإدارية ونظم التعاقدات والتراخيص.
- رعاية وتطوير المواهب: مشروع الجيل الذهبي، وإنشاء قاعدة بيانات للمواهب داخل سوريا وخارجها، وبرامج فردية للاعبين الموهوبين.
- رفع التنافسية والجماهيرية: تحسين جودة الدوري، وجذب الرعاة والإعلام، وتفعيل العلاقة مع الجمهور.
وهذا البرنامج ليس نظريًا، بل عملي ومقسم إلى مراحل واضحة بجدول زمني.
وأشار عيسى إلى أن الاهتمام بالفئات العمرية هو الركيزة الأساسية في البرنامج الانتخابي، وسيتم إطلاق مشروع وطني لاكتشاف وتطوير المواهب من المدارس والأكاديميات والأندية، مع إنشاء أكاديمية وطنية للناشئين، وبرامج تدريبية موحدة للمدربين، وضمان رعاية شاملة للاعبين الصغار من النواحي البدنية والنفسية والتعليمية، “لأنه دون قاعدة قوية لا يمكن بناء قمة قوية”.
تطوير مدروس للدوري
حول تغيير نظام الدوري السوري، بيّن رئيس اتحاد السلة الجديد أنه ستتم دراسة شاملة لنظام الدوري بالتعاون مع الأندية واللجان الفنية، بهدف رفع المستوى التنافسي وزيادة الاستقرار المالي والتنظيمي، وأي تعديل سيكون تدريجيًا ومدروسًا وبتوافق جماعي، حرصًا على استقرار المنظومة وعدم إحداث صدمات مفاجئة.
وبالانتقال للحديث عن اللاعبين الأجانب في الدوري، لفت عيسى إلى أن “السماح باللاعبين الأجانب سيكون أساسيًا إذا أردنا دوريًا جميلًا وممتعًا”، لكن في ذات الوقت ستكون الأولوية في المسابقات الأخرى هي بناء قاعدة محلية قوية من اللاعبين السوريين.
وجود اللاعبين الأجانب ضرورة بشرط أن يضيفوا قيمة حقيقية للتنافس، وليس أن يعوقوا تطور اللاعبين المحليين، وفق عيسى.
وحول الأداء السلبي في بطولة آسيا الأخيرة، ذكر أن منتخب سوريا هو واجهة اللعبة، لذلك سيتم إجراء تقييم شامل للجهاز الفني والإداري واللاعبين بكل شفافية وموضوعية، بعيدًا عن أي اعتبارات شخصية، مشيرًا إلى أن أي مدرب أجنبي يجب أن يكون قادرًا على بناء مشروع طويل الأمد، مع إعطاء الفرصة لدمج عناصر شابة جديدة ضمن خطة إحلال تدريجي تحفظ الاستقرار وتضمن التجديد في الوقت نفسه.
أداء مخيب للآمال
لم يحقق منتخب سوريا الأول لكرة السلة أي بطولات مهمة، وإنجازه الوحيد هو حصوله على المركز الرابع في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في الصين عام 2001، حيث خسر حينها أمام كوريا الجنوبية 95-94 ضمن مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
ومثّل المنتخب في البطولة حينها لاعبون مميزون، أبرزهم: حكمت حداد، محمد أبو سعدى، ميشيل معدنلي، رضوان حسب الله، طلال يونس، عمار قصاص، أسامة مدني.
وفي آب 2024، قرر اتحاد كرة السلة السوري الانسحاب من بطولة الشارقة الدولية لأسباب مالية.
وقال مدير منتخب سوريا لكرة السلة، علي درويش، لصحيفة “الوطن” حينها، إن تكلفة المشاركة تصل إلى 45 ألف دولار (ما يعادل نحو 675 مليون ليرة سورية حينها) وهو “مبلغ وجدته القيادة الرياضية واتحاد السلة كبيرًا”.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي ينسحب فيها منتخب كرة السلة من بطولة دولية لأسباب مالية، ففي تموز 2024، انسحب منتخب الناشئات من بطولة آسيا التي أقيمت بالصين.
وردًا على قرار الانسحاب، فرض الاتحاد الآسيوي لكرة السلة غرامة مالية على الاتحاد السوري، مقدارها 50 ألف دولار أمريكي، مع الحرمان من مشاركة المنتخبات تحت 18 سنة لفئتي الذكور والإناث في جميع البطولات ولمدة ستة أشهر.
وكان منتخب سوريا لكرة السلة استُبعد أيضًا من المشاركة في البطولة العربية بالقاهرة، بسبب تأخره في الإعلان عن انضمامه للبطولة، نتيجة عدم جاهزية اللاعبين.
وعانت كرة السلة السورية لعقود بعهد النظام السابق من الفساد والإدارة غير الاحترافية، ما أفقدها شعبيتها وأدى إلى ابتعاد جمهورها عنها تدريجيًا.
مَن الرئيس الجديد للاتحاد؟
ينحدر رامي عيسى من مدينة اللاذقية، وهو من مواليد عام 1982، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال، اختصاص تسويق، من جامعة “اللاذقية” عام 2007.
بدأ ممارسة رياضة كرة السلة عام 1994 في نادي حطين، وتدرّج بكل فئاته العمرية حتى عام 2004، واحترف بعدها في صفوف نادي الاتحاد (أهلي حلب) بين عامي 2005 و2007، وحصل معه على بطولة الدوري السوري لكرة السلة، ثم انتقل عام 2008 إلى نادي الكرامة، بثاني أعلى صفقة في ذلك العام، واستمر معه حتى عام 2012.
وأسس عيسى في مدينة اللاذقية أكبر مدرسة خاصة لتعليم كرة السلة في سوريا، استطاع من خلالها جذب عقود رعاية، فاق حجم بعضها عقود الرعاية لأندية كبيرة في سوريا.
ومثّل عيسى المنتخب السوري للرجال في العديد من البطولات، آخرها البطولة العربية في المغرب عام 2009، تحت إشراف المدرب الوطني عماد عثمان.
في عام 2012، انتقل إلى دولة قطر، ولعب لمصلحة نادي العربي القطري، بلعبة كرة السلة (3×3) وحصل معه على المرتبة الثالثة في دوري كرة السلة في قطر لعامين (2019 و2020).
وعمل بمجال الموارد البشرية في قطر، وأسس عددًا من المشاريع الريادية، منها مشروع شبكة “انطلق” المختصة بالتوظيف، بالإضافة إلى تقديم دورات تدريبية في التسويق.
يعمل عيسى في تقديم الاستشارات التسويقية لعدد من الشركات الناشئة في كل من سوريا وتركيا وقطر، منها مؤسسة “هارفرد قطر” التي يشغل فيها منصب رئيس قسم الاستشارات التسويقية.
احتل عيسى المرتبة الأولى كأفضل لاعب سوري الجنسية لكرة السلة في لعبة (3×3) عام 2020، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA)، واعتزل اللعب في عمر الـ29 سنة.
تطمح الجماهير السورية لأن يكون المستقبل أفضل للكرة السورية بما فيها كرة السلة، وأن تتحول الخطط إلى واقع ملموس، خاصة أن البيئة الرياضية السورية تعاني من إرث ثقيل من التحديات الهيكلية والمادية، فالنهضة تحتاج إلى أكثر من مجرد خطط نظرية، وهي بحاجة إلى صبر ودعم جماعي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :