مزارعو درعا يواجهون موسم الرمان بمرارة

درعا – محجوب الحشيش

تعرض بعض مزارعي الرمان في ريف درعا الغربي لخسارة مالية جراء تشقق المحصول مبكرًا، ما أدى إلى إجبارهم على بيعه لمندوبي معامل العصير بسعر بخس.

وتعود أسباب التشقق لقلة الري بعد تراجع منسوب المياه في الريف الغربي، وزيادة حمل الأشجار، وكذلك للتغيرات المناخية ما بين البرودة في الليل والحرارة المرتفعة بالنهار.

واضطر المزارعون لبيع الكيلو بسعر وصل إلى 700 ليرة سورية، في حين يباع الكيلو من الرمان غير المتشقق بسعر 6000 ليرة سورية (تعادل نصف دولار أمريكي).

ويشتري بعض التجار الرمان المتشقق ويصدّرونه إلى العاصمة دمشق، حيث يباع لمعامل العصير وصناعة دبس الرمان.

خسائر بالملايين

أحمد الحشيش، مزارع يمتلك 20 دونمًا من الرمان (يساوي الدونم الواحد 1000 متر مربع)، قال إن خسارته تقارب 400 مليون ليرة سورية (حوالي 36,000 دولار)، مقارنة بإنتاج موسمه للعام الماضي.

وبلغ إنتاج موسم الرمان السنة الماضية لدى أحمد 80 طنًا، في حين لم ينتج محصوله لهذا الموسم سوى أقل من عشرة أطنان، وباع القسم الأكبر من إنتاجه لتجار الرمان المتشقق بسعر 700 ليرة سورية للكيلو الواحد.

وأرجع أحمد سبب الخسارة إلى تشقق ثمار الرمان بنسبة تجاوزت 80% من المحصول، وذلك بعد تغيرات في مواعيد السقاية.

وجفت البئر التي كان يروي أحمد منها محصوله في بداية الموسم، ما أدى إلى تأخر سقايته لفترة زمنية امتدت لأكثر من شهرين.

ومن المتعارف عليه بين المزارعين، أن سقاية محصول الرمان تكون مرة واحدة كل 20 يومًا تقريبًا، ويحرص المزارعون على اتباع مواعيد ثابتة في السقاية خوفًا من تشقق الثمار.

من جانبه، خسر سليمان البرازي نصف موسمه، إذ تشققت نصف الثمار لديه، ما اضطره لبيع المحصول إلى تجار العصير أيضًا.

ولدى سليمان مزرعة رمان تبلغ مساحتها 14 دونمًا، بلغ إنتاجها في الموسم الماضي 60 طنًا، مقابل 30 طنًا فقط في الموسم الحالي.

المزارع سليمان قال إن بيع الرمان بهذا السعر هو من باب التعويض، وتأمين مصروف يومي، إلا أن سعر الرمان المتشقق لا يقارن بسعر الرمان السليم.

 جفاف الآبار أثر في الري

في موسم العام الحالي امتدت مواعيد السقاية إلى 45 يومًا، في حين كانت كل 15 يومًا بالموسم السابق، وفق المزارع سليمان البرازي.

واستجر سليمان المياه من قرية مجاورة تبعد عنه ما يقارب كيلومترين، وتصل تكلفة الساعة الواحدة إلى 100,000 ليرة سورية (أكثر من تسعة دولارات)، وهذا ما يشكل تكلفة مالية تخفض من أرباحه المتوقعة.

وتركزت مساحات الرمان المتشقق في ريف درعا الغربي بقرى زيزون وتل شهاب والعجمي وبعض قرى حوض اليرموك.

وقال سليمان، إن قلة الري كانت سببًا رئيسًا لديه، في حين اعتبر الأسباب الأخرى ثانوية لا تؤثر على المحصول إلا بنسب قليلة.

وجفت معظم الآبار في ريف درعا الغربي بعد تراجع منسوبها نهاية الموسم الماضي.

المزارع أحمد الحشيش، قال لعنب بلدي، إن بئره جفت في بداية أيار الماضي، ولم يكن يتوقع جفافها مبكرًا، إذ كان يقل منسوبها في شهر آب خلال السنوات الماضية.

ولجأ بعض المزارعين إلى تعميق الآبار إلى 350 مترًا، بحثًا عن مياه تروي محاصيلهم.

وكذلك جفت ينابيع عيون الساخنة وعيون العبد وزيزون والمزيريب وعين ذكر والصافوقية، وهي مصادر مياه للشرب يستخدم الفائض منها للزراعة.

أسباب التشقق

أرجع المهندس الزراعي كمال الزعبي، وهو صاحب صيدلية زراعية في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، أسباب تشقق الرمان لعدة عوامل، أهمها عدم انتظام ري الرمان، إذ يجب أن يحافظ المزارع على مواعيد محددة بانتظام للري.

وكذلك عدم الإشباع بعد عطش المحصول، إذ يترتب على المزارع في هذه الحالة ري سريع للمحصول، ثم ري متوسط الإشباع، ثم ري معتاد، حتى تتأقلم الشجرة مع وضعها الطبيعي في السقاية.

ومن الأسباب أيضًا، بحسب الزعبي، نقص الكالسيوم، داعيًا المزارعين إلى رش المحصول بالكالسيوم وتغذية الأرض بأسمدة تحتوي الكالسيوم.

وكذلك يؤدي الحمل الزائد إلى التشقق، وهذا يعتمد على أصول التقليم، وهي مرحلة قص الأغصان في بداية الموسم، والتخلي عن الثمار الزائدة بعد انتهاء عقد الأزهار.

وقال إن الحمل يجب ألا يتعدى 100 كيلو من الثمار على الشجرة الواحدة.

وأضاف الزعبي أن تبدل درجات الحرارة بين برودة الليل وحرارة النهار سبب إضافي لتشقق ثمار الرمان.

33 ألف طن إنتاج الموسم

من المتوقع أن يبلغ إنتاج محافظة درعا من الرمان هذا الموسم 33 ألف طن، وفق ما ذكره مدير دائرة الاقتصاد والتخطيط في مديرية زراعة درعا، حسن الأحمد، لعنب بلدي.

ويبلغ عدد الأشجار في المحافظة 1.1 مليون شجرة على مساحة تصل إلى 1850 هكتارًا.

تتركز معظم المساحة المزروعة في ناحية المزيريب، التي تضم طفس وتل شهاب وزيزون والعجمي وخربة قيس واليادوة، بحسب الأحمد.