اختصاصي يقدم النصائح

الحقن التجميلية.. “هوس” قد ينقلب إلى كابوس

سيدة تجري عمليات حقن تجميلية للوجه (كانفا)

camera iconسيدة تجري عمليات حقن تجميلية للوجه (كانفا)

tag icon ع ع ع

باتت الحقن التجميلية خلال السنوات الأخيرة جزءًا من الروتين الجمالي الذي تلجأ إليه شريحة واسعة من النساء، في محاولة لإخفاء التجاعيد الناتجة عن التقدم في السن أو إبراز ملامح الوجه بشكل أكثر انسجامًا.

ومع ازدياد الإقبال على هذه الإجراءات وانتشارها في المراكز التجميلية والعيادات، تتكشف المخاطر المحتملة والأخطاء الشائعة التي قد تحول النتائج المرجوة إلى تجربة مزعجة أو حتى خطيرة.

الاختصاصي في الجراحة العامة والتجميلية صالح حماد، تحدث لعنب بلدي عن أبرز تلك الأخطاء التي ترتكبها النساء في التعامل مع الحقن التجميلية، والعوامل التي تقف وراءها، كما قدم بعضًا من التوصيات للوقاية وتجنب المضاعفات.

أخطاء “الفيلر” و”البوتوكس” وطرق الوقاية

تعد تقنيات الحقن التجميلي مثل “الفيلر” و”البوتوكس” من أكثر الإجراءات شيوعًا في طب التجميل والجلد، نظرًا إلى فعاليتها في تحسين ملامح الوجه والتقليل من علامات التقدم بالعمر، وفق الاختصاصي صالح حماد، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أنها آمنة عند تطبيقها وفق المعايير العلمية، قد تؤدي بعض الأخطاء إلى نتائج غير مرضية أو مضاعفات خطيرة في حالات منها:

  • التوقعات المبالغ فيها: من أبرز أسباب عدم الرضا بعد الإجراء هو وجود توقعات غير منطقية حول النتائج، مثل الرغبة في تغيير جذري للمظهر أو الحصول على شكل مثالي، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط رغم نجاح الحقن، وأحيانًا إلى تكرار الجلسات بشكل مفرط مما يفقد المظهر طبيعته.
  • اختيار مادة أو كمية غير مناسبة: كاستخدام منتجات مجهولة أو غير مرخصة عند حقن “الفيلر”، ما قد يسبب التهابات أو تليفات أو تكتلات، كما أن الإفراط في جرعة حقنة “البوتوكس” قد يؤدي إلى تجمّد تعابير الوجه وفقدان الانطباع الطبيعي.
  • الأخطاء في مناطق الحقن: قد يسبب الحقن غير الدقيق لـ”البوتوكس” تدلي الجفن، وفي محيط الفم قد يؤثر على الابتسامة أو النطق، وفي حالة “الفيلر”، فإن الحقن داخل الأوعية الدموية (خاصة في مناطق عالية الخطورة مثل الأنف أو تحت العين)، قد يؤدي إلى انسداد دموي خطير، وفي حالات نادرة إلى فقدان البصر.
  • اللجوء لغير المتخصصين: من أكثر الأخطاء خطورة هو إجراء الحقن على يد أشخاص غير مؤهلين، مما يرفع احتمالية سوء اختيار المواد أو الأماكن الصحيحة للحقن، بالإضافة إلى غياب القدرة على التعامل مع المضاعفات الفورية مثل انسداد الأوعية أو الحساسية.
  • أخطاء ما قبل الحقن: كإغفال التاريخ الطبي الكامل (مثل الحمل، أمراض المناعة، استخدام مميعات الدم)، أو إجراء الحقن بالتزامن مع وجود التهابات جلدية نشطة أو حب شباب ملتهب في نفس المنطقة.
  • أخطاء ما بعد الحقن: تدليك المنطقة أو لمسها بشكل متكرر، والتعرض المباشر للحرارة (الشمس، الساونا، جلسات الليزر) في الأيام الأولى، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة العنيفة مباشرة بعد الحقن، وإهمال مراجعة الطبيب عند حدوث كدمات أو تورم شديد.

توصيات للوقاية وتجنب النتائج غير المرغوبة

يقدم الاختصاصي حماد عددًا من التوصيات للنساء الراغبات بإجراء حقن تجميلية، والمختصين في هذا المجال، يجب الاهتمام بها ومراعاتها قبل الخوض في هذه التجربة، منها:

  • اختيار طبيب مختص وذي خبرة في الإجراءات التجميلية.
  • الاعتماد فقط على منتجات معتمدة من الجهات الرسمية (FDA,CE).
  • توضيح النتائج المتوقعة بشكل واقعي للمريض قبل بدء العلاج.
  • البدء بكميات معتدلة وتدرجية بدلًا من الجرعات الكبيرة دفعة واحدة.
  • الالتزام الصارم بتعليمات ما قبل وما بعد الحقن.
  • متابعة المريض بشكل دوري لرصد أي مضاعفات مبكرًا.

تبقى الحقن التجميلية أداة فعالة لإبراز جمال الوجه والحفاظ على مظهر شاب، إلا أنها في الوقت نفسه سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن تتحول من وسيلة لتحسين الثقة بالنفس إلى مصدر لمعاناة جسدية ونفسية إذا أُجريت بطريقة خاطئة أو بأيدٍ غير مؤهلة.

وبين الرغبة في الحصول على نتائج سريعة وضغط معايير الجمال السائدة، يظل الوعي والاختيار الصحيح للطبيب والالتزام بالتعليمات الطبية الخطوة الأهم لتجنب المضاعفات وضمان أن تكون التجربة التجميلية آمنة وناجحة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة