الشيباني: ضربات إسرائيل جعلت تطبيع العلاقات صعبًا

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يقول إن ضربات إسرائيل جعلت تطبيع العلاقات "صعبًا" - 28 أيلول 2025 (CNN)

camera iconوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يقول إن ضربات إسرائيل جعلت تطبيع العلاقات "صعبًا" - 28 أيلول 2025 (CNN)

tag icon ع ع ع

قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن الضربات الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، أصابت سوريا بالذهول، مما جعل مباحثات التطبيع “صعبة”.

وانتقد الشيباني في حوار مع شبكة “CNN“، مساء اليوم، الأحد 28 من أيلول، إسرائيل لـ”عرقلتها” الحكومة السورية عندما واجهت ما وصفه بتصاعد في “العنف الطائفي” في الجنوب السوري.

وتعهد الوزير السوري بأن “سوريا قوية وموحدة ستكون مفيدة للأمن الإقليمي، وهذا سيفيد إسرائيل”.

وقد شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف عسكرية في جميع أنحاء سوريا، عقب سقوط نظام الأسد، ونشرت قوات برية داخل وخارج المنطقة العازلة منزوعة السلاح للمرة الأولى منذ 50 عامًا، معتبرة أن ذلك لمنع وصول مخزونات الأسلحة الكيماوية والصواريخ بعيدة المدى إلى “أيدي المتطرفين”.

كما استهدفت نقاطًا للجيش السوري في أثناء معارك مع فصائل محلية في السويداء، منتصف تموز الماضي، ما أجبر القوات الحكومية على التراجع.

وذكر الشيباني أن الشعب السوري “صُدم” بالهجمات، لا سيما وأن “ميليشيات إيران” أو “حزب الله”، جميعها غادرت مع النظام السابق.

وردًا على سؤال حول إمكانية تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل بعد العملية العسكرية، قال: “نحن لا نشكل تهديدًا لأحد في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، لكن هذه السياسات الجديدة للتعاون والسلام قوبلت بهذه التهديدات والضربات”.

وأضاف أن الحديث عن التطبيع واتفاقيات “إبراهام” أمر صعب بعض الشيء، في إشارة إلى سلسلة الاتفاقيات التاريخية التي أرست العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية عام 2020.

وعندما سُئل الشيباني عما فعلته إسرائيل في أثناء أحداث السويداء، قال “إنها دعمت الخارجين عن القانون، وهذا عرقل وأعاق الحكومة السورية عن حل المشكلة بين البدو والدروز”.

وتابع: “ما فعلته إسرائيل زاد الأمور تعقيدًا، وجعل الدروز في وضع صعب ومحرج للغاية”.

وبدأت أحداث السويداء في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.

تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.

وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

ترحيب بتحركات أمريكا

الشعب السوري رحب بتحركات الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن البلاد، والتي فرضت على النظام السابق، وفق تعبير الوزير الشيباني.

ووصف موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا منذ يوم التحرير بأنه موقف إيجابي للغاية، وقد لاقى دعمًا كبيرًا من الشعب السوري، بما في ذلك رفع العقوبات.

ترامب يعلن رفع العقوبات عن سوريا

 

اتفاق أمني مع إسرائيل

وحذر الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من أن الشرق الأوسط مقبل على جولة جديدة من الاضطرابات ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سوريا، داعيًا تل أبيب إلى الالتزام بمسار تفاوضي جاد، والتوقف عن استغلال “لحظة ضعف” تمر بها سوريا لتنفيذ هجمات واسعة.

وخلال ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط في نيويورك، في 23 من أيلول، بحضور مئات الدبلوماسيين والإعلاميين ورجال الأعمال، قال الشرع: “فعّلنا جهودنا الدبلوماسية للحوار مع إسرائيل، ولسنا من يسبب المشاكل، نحن نخاف من إسرائيل وليس العكس”، محذرًا من أن استمرار الانتهاكات الجوية والتوغلات البرية يعرقل المفاوضات ويهدد الاستقرار، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.

أوضح الشرع أن دمشق منفتحة على التوصل إلى اتفاق أمني، لكنه ربط ذلك بقبول إسرائيل نشر قوات الأمم المتحدة وفق اتفاقية عام 1974، ووقف الاعتداءات الجوية والبرية الإسرائيلية.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توماس براك، إن سوريا وإسرائيل تقتربان من إبرام اتفاق “خفض التصعيد”، الذي ستوقف بموجبه إسرائيل هجماتها، بينما توافق سوريا على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية.

وفي حديثه للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في 23 من أيلول، اعتبر المبعوث أن الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض البلدان عليه.

وتجري سوريا وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف ضربات إسرائيل الجوية وانسحاب قواتها التي توغلت في جنوب سوريا، حسبما نقلت وكالة “رويترز“.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة