حلب.. ما حقيقة تحطيم التماثيل في كلية الفنون

camera iconبقايا تماثيل محطمة في الساحة الخارجية لمبنى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلب- 29 أيلول 2025 (متداول على فيسبوك)

tag icon ع ع ع

أثارت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر بقايا تماثيل متضررة في الساحة الخارجية لكلية الفنون الجميلة بجامعة حلب، جدلًا واسعًا.

وترافق الأمر مع اتهامات طالت جهات حكومية بالوقوف وراء عملية التدمير.

إجراء إداري

مدير المكتب الإعلامي في جامعة حلب، يوسف خرفان، قال لعنب بلدي إن ما جرى في الساحة الخارجية للكلية “لم يكن تدميرًا لأعمال فنية قائمة”.

وأوضح أن الحادثة مرتبطة بإزالة لبعض المشاريع الطلابية القديمة التي مضى عليها سنوات طويلة وتعرضت للتلف نتيجة العوامل الجوية.

وأضاف أن هذه المواد لم تعد صالحة للعرض، فتم التعامل معها ضمن خطة الصيانة والنظافة الدورية للحرم الجامعي.

وحول الاتهامات أو الإشاعات التي تحدثت عن مسؤولية جهات حكومية عن تدمير هذه الأعمال، نفى خرفان ذلك بشكل قاطع.

وأكد أن ما تم لم يكن موجهًا ضد الفنون أو نتاجات الطلبة إطلاقًا، وإنما إجراء إداري روتيني يتعلق بتنظيم الساحات والحفاظ على جمالية المكان.

واعتبر أنه لا توجد أي جهة حكومية لها علاقة بتدمير أعمال فنية، بل على العكس هناك حرص كبير من الجامعة والكلية على دعم إبداعات الطلاب وإبرازها.

وبشأن ما إذا كانت هناك خطط لترميم أو إعادة تأهيل الأعمال المتضررة، أوضح مدير المكتب الإعلامي أن “المشاريع الطلابية القيمة يتم حفظها وتوثيقها وتقديمها في معارض سنوية”.

أما الأعمال التي تتلف بمرور الزمن بفعل العوامل الطبيعية، فيتم التخلص منها بشكل مدروس حفاظًا على بيئة الكلية.

ولفت إلى أن للكلية سياسة واضحة في إبراز مشاريع الطلاب المميزة.

وكان آخر تلك السياسة المعرض العلمي الختامي “حصاد كلية الفنون“، الذي عرضت فيه مئات الأعمال الإبداعية في 11 من أيلول الحالي.

ونوه خرفان إلى أن رسالة الجامعة والكلية “واضحة” بالاعتزاز بمشاريع الطلاب.

وأشار إلى أن الإدارة تعمل باستمرار على توفير بيئة نظيفة ومنظمة تشجع الطلبة على الإبداع، في حين يبقى الاهتمام بالأعمال الفنية وإبرازها جزءًا أساسيًا من رسالة الكلية.

رافق انتشار الصور، في 29 من أيلول الحالي، جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

كما تداولت اتهامات لأشخاص بخلفيات متشددة بالوقوف وراء ما جرى، وهو ما زاد من حدة النقاش حول حقيقة ما حدث في ساحة الكلية.

جدل سابق

ليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها الجدل حول مصير التماثيل في حلب.

فقد سبق أن تعرض تمثال الشهداء في ساحة سعد الله الجابري للتهديم أثناء عملية تفكيكه ضمن مشروع تأهيل الساحة.

وأثارت الحادثة حينها انتقادات واسعة وتشكيكًا بالرواية الرسمية التي تحدثت عن نية نقله وصيانته.

وأظهرت مقاطع مصورة استخدام معدات بدائية، ما أدى إلى تحطيم أجزاء من التمثال.

واعتبرها سكان تجاوزًا للإجراءات الفنية المعتادة وانتهاكًا للمعالم الرمزية في ذاكرة المدينة.

كما أثار تسجيل فيديو لرجل مجهول قال حينها إنه “سيزال هذا الصنم حتى لا يعبد إلا الله”، الجدل حول الأسباب الفعلية لحادثة الهدم.

ورغم أن هذا التصريح لا يعكس موقفًا رسميًا، سلط الضوء على بعد أيديولوجي محتمل يقف خلف بعض المواقف تجاه التماثيل في الفضاء العام.

حلب.. تطوير عمراني أم الإيديولجيا وراء إزالة “تمثال الشهداء”



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة