ترامب ونتنياهو يتفقان على خطة سلام غزة والأخير “يعتذر لقطر”

استضاف الرئيس الأمريكي ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لإجراء محادثات محورية للضغط على ضيفه للموافقة على اقتراح سلام في قطاع غزة يهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين والتي جعلت إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة.

أعلن البيت الأبيض عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس والحكم في غزة (Alex Brandon/AP Photo/dpa/picture alliance)

camera iconأعلن البيت الأبيض عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس والحكم في غزة (Alex Brandon/AP Photo/dpa/picture alliance)

tag icon ع ع ع

تنشر هذه المادة في إطار شراكة إعلامية بين عنب بلدي وDW


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهما اتفقا على خطة لإنهاء الحرب في غزة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد استقبل الاثنين (29 سبتمبر/أيلول 2025) في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن مارس عليه ضغطاً شديداً في الأيام الماضية. وقال ترامب لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض إنه “واثق جداً” بالتوصل لاتفاق بشأن غزة.

وجاءت محادثات البيت الأبيض في الوقت الذي توغلت فيه دبابات إسرائيلية الاثنين في قلب مدينة غزة، حيث بدأت إسرائيل شن واحدة من أكبر هجماتها في الحرب هذا الشهر. وقال نتنياهو إنه يهدف إلى القضاء على حماس في معاقلها الأخيرة.

“لا دور للسلطة دون تغيير جذري”

وأعلن البيت الأبيض عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، والحكم في غزة. وليس من الواضح إنْ كانت حركة حماس ستوافق على شروط هذه الخطة المكونة من عشرين بنداً.

وأكد محمود المرداوي المسؤول في (حماس) الاثنين أن الحركة لم تتلقَّ بعد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكتوبة من أجل إحلال السلام في قطاع غزة. لكن وسطاء قطريين ومصريين قالوا إنهم سلموا حماس خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة. وقال مسؤول مطلع لرويترز إن رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية يطلعان حماس على خطة ترامب بشأن غزة.

وأدلى المرداوي بهذه التصريحات في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر بعد وقت قصير من المؤتمر الصحفي المشترك لترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عبر خلاله الأخير عن دعمه للخطة الأمريكية.

يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

ما خطة ترامب؟

وكشف البيت الأبيض عن الخطة قبيل المؤتمر الصحفي المرتقب بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتنص على تشكيل مجلس حكم مؤقت يرأسه ترامب يشرف على المرحلة الانتقالية ويضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وستتولى شؤون القطاع الفلسطيني لجنة فلسطينية “غير سياسية ومن التكنوقراط” مع استبعاد حماس منها.

ولا تتطلب الخطة مغادرة السكان من قطاع غزة، وتدعو إلى إنهاء الحرب فوراً في حال قبول الطرفين بها وعلى انسحاب على مراحل للجيش الاسرائيلي من غزة. كما تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل بالخطة.

وبحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع “شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تنتشر فورا في غزة”. وستتولى هذه القوة تدريب ودعم “قوات الشرطة الفلسطينية المتوافق عليها” بالتشاور مع الأردن ومصر.

بدوره، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في قطاع غزة من دون تغيير جذري. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب “سيكون لغزة إدارة مدنية وسلمية لن تقودها لا حماس ولا السلطة الفلسطينية”. وأضاف مخاطباً ترامب: “بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، أقدر موقفكم الصلب لجهة أنه لن يكون لها أي دور في غزة من دون أن تشهد تحولاً فعلياً وجذرياً وحقيقياً”.

“فرصة حقيقية لتحقيق سلام الشرق الأوسط”؟

وكان ترامب كتب على شبكته تروث سوشال الأحد “لدينا فرصة حقيقية لتحقيق شيء عظيم في الشرق الأوسط”، مضيفاً “الجميع مستعد لشيء لافت، إنها سابقة. وسنحقق ذلك”.

وكان نُقِل في وقت سابق أن مقترح ترامب يدعو للإفراج عن الرهائن في غضون 48 ساعة من وقف إطلاق النار. وتظاهر إسرائيليون أمام السفارة الأمريكية في إسرائيل الاثنين، مطالبين الرئيس دونالد ترامب بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقبول بخطته لإنهاء حرب غزة.

وينتظر ترامب “من الطرفين” أن يقبلا بالخطة الجديدة لواشنطن، على ما قالت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت الاثنين في إحاطة إعلامية. وقضية الضفة الغربية المحتلة كانت محورية أيضاً في مباحثات الاثنين.

وقال بيني غانتس عضو الكنيست الإسرائيلي إنه “يجب ألا نضيع فرصة استعادة الرهائن وحماية أمننا وتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة”، مضيفاً: “يجب تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة”.

كما أيد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مقترح ترامب أيضاً في منشور على منصة إكس.

“على كل طرف التنازل قليلاً”

وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض الاثنين إن إسرائيل وحركة حماس “تقتربان جدا” من التوافق على اتفاق إطاري لإنهاء الحرب في غزة وضمان سلام دائم في الشرق الأوسط.

وأضافت ليفيت، في حديث لبرنامج (فوكس اند فريندز) على قناة فوكس نيوز، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش خطة سلام من 21 بنداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الاثنين. وذكرت أن ترامب تحدث إلى قادة قطر، الذين اضطلعوا بدور الوسيط مع حماس.

وقالت: “للتوصل إلى اتفاق معقول للطرفين، يجب على كل طرف أن يتنازل قليلاً، وربما يغادر الطاولة وهو غير راضٍ بعض الشيء، لكن هذه في نهاية المطاف هي الطريقة التي سنُنهي بها هذا النزاع”.

نتنياهو “يعتذر لقطر”

من ناحية أخرى، ذكرت مصادر لوكالة أنباء أسوشيتد برس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل بنظيره القطري للاعتذار عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة حماس في الدوحة. الاتصال أكده أيضاً مراسل القناة 12 الإسرائيلية.

وقدم نتنياهو اعتذاراً لرئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، على خلفية ضربة عسكرية استهدفت مسؤولين في حركة حماس داخل قطر، ما أثار غضباً واسعاً لدى القادة العرب، وأدى إلى إدانة نادرة من الولايات المتحدة لإسرائيل، وفقا لما أفاد به شخصان مطلعان، أحدهما مسؤول دبلوماسي.

وجاء في بيان للبيت الأبيض: “كخطوة أولى، عبر رئيس الوزراء نتنياهو عن أسفه العميق لأن الضربة الصاروخية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف لحماس في قطر أدت عن غير قصد إلى مقتل عسكري قطري”، “كما عبر عن أسفه لأن إسرائيل انتهكت سيادة قطر باستهدافها قيادة حماس خلال مفاوضات بشأن الأسرى، وأكد أن إسرائيل لن تنفذ هجوماً مماثلاً في المستقبل” وفق البيان.

وقد أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفيا برئيس وزراء قطر لتقديم الاعتذار، وذلك خلال لقائه الاثنين في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتحدث المصدران بشرط عدم الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الموضوع.

الإمارات تحث نتنياهو على دعم خطة ترامب

وفي سياق متصل، قال مصدر مطلع لرويترز إن دولة الإمارات تحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قبول اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة خلال اجتماعهما الاثنين وعلى التخلي عن أي خطة لضم الضفة الغربية.

وأضاف المصدر أن الإمارات، أبرز دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل بموجب (اتفاقيات أبراهام)، حذرت نتنياهو من أن ضم الضفة الغربية سيغلق الباب أمام المزيد من التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية والإسلامية الرائدة، بما في ذلك السعودية وإندونيسيا. وذكر مصدر أن دولا عربية وإسلامية كانت نجحت في إقناع ترامب بأن الضم غير مقبول، مما دفع الرئيس الأمريكي إلى رفض الفكرة علناً.

ويواجه نتنياهو ضغوطاً لضم الضفة الغربية من سياسيين من اليمين المتطرف يريدون بسط السيادة الإسرائيلية على هذه الأراضي وتبديد أي آمال في قيام دولة فلسطينية.

تحول في نهج واشنطن تجاه غزة

وقال مصدر مطلع على المناقشات إن مسؤولين إسرائيليين أثاروا مخاوف مع نظرائهم الأمريكيين بشأن نقاط منها المشاركة المقترحة لقوات الأمن الفلسطينية في غزة بعد الحرب، وعدم الوضوح بشأن إن كان سيتم طرد مسؤولي حماس من القطاع، وبشأن من سيتولى المسؤولية بشكل عام عن أمن غزة.

وذكرت مصادر في مصر الاثنين أن القاهرة، التي تضطلع بدور وساطة في محادثات وقف إطلاق النار، حريصة على ألا يجري إقصاء أو تهميش السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً من إدارة غزة كما تحرص على وجود ضمانات على التزام إسرائيل بشروط أي اتفاق بمجرد تحرير.

وقالت ثلاثة مصادر إقليمية إن خطة ترامب المكونة من 21 نقطة تمثل تحولاً في نهج واشنطن تجاه غزة، إذ إنها لا تشجع على بقاء الفلسطينيين في القطاع فحسب، بل وتضع مساراً محدداً بشروط نحو إقامة دولة فلسطينية، وهي فكرة كانت إدارة ترامب تتجنّبها في السابق. ويتناقض هذا التحول مع اقتراح ترامب سابقا بتهجير جميع سكان غزة الذي أثار تنديدات دولية واسعة النطاق.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة