“الخارجية السورية” تستنكر الهتافات المسيئة لمصر

لقاء وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني نظيره المصري بدر عبد العاطي، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك - 27 أيلول 2025 (الخارجية/تلجرام)

camera iconلقاء وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك - 27 أيلول 2025 (الخارجية/تلجرام)

tag icon ع ع ع

استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الهتافات المسيئة لمصر، تم ترديدها خلال وقفة تضامنية مع غزة في دمشق.

واعتبرت وزارة الخارجية في بيانٍ لها عبر معرفاتها الرسمية، الاثنين، 29 من أيلول، أن مثل هذه التصرفات المستنكرة لا تعكس مشاعر الشعب السوري تجاه مصر قيادةً وشعبًا، ولا تمثل إلا من قام بها. 

وأعربت الوزارة عن أسفها لقيام بعض الأشخاص باستغلال هذا الحادث، في محاولة لتعكير صفو العلاقات الأخوية العميقة والراسخة بين سوريا ومصر، بحسب وصف الوزراة.

وجددت وزارة الخارجية والمغتربين في بيانها، تقديرها واحترامها لمصر وشعبها، الذي احتضن مئات آلاف السوريين خلال السنوات الماضية.

وشددت الخارجية على حرص سوريا بتعزيز أواصر العلاقات السورية-المصرية والتمسك بها، ورفضها “القاطع” لأي محاولة للإساءة إليها، بحسب وصفها.

ما قصة الهتافات المسيئة

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، في 26 من أيلول الحالي، مقطعًا مصورًا يظهر عددًا محدودًا من الأشخاص بالقرب من الجامع الأموي بدمشق، وهم يرددون هتافات مسيئة بحق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، احتجاجًا على إغلاق معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، وإيقاف توصيل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

تداعيات المقطع المصور لم تتوقف عند استنكار عدد من المواطنين المصريين، بحسب رصد عنب بلدي لتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل امتدت للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين، إذ تصدر وسم “ترحيل اللاجئين مطلب شعبي”، قائمة الوسوم الأعلى تداولًا في مصر على موقع “إكس“.

علاقة البلدين

رغم حذر مصر تجاه علاقتها بسوريا في بداية الأشهر الأولى من سقوط النظام السابق، إلا أن اللقاءات بين الطرفين لم تتوقف، وكان آخرها لقاء وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، بنظيره المصري بدر عبد العاطي، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 بنيويورك.

كما التقي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في آذار الماضي، على هامش القمة العربية الطارئة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

يرى الدبلوماسي السوري السابق بشار الحاج علي، في حديث سابق لعنب بلدي، أن العلاقات السورية- المصرية تقف حاليًا عند مفترق طرق حذر، “لا قطيعة ولا انفتاح واسع”.

واعتبر الحاج علي أن الجانب المصري يراقب التحولات الجارية في دمشق بعين الترقب، بينما تنشغل سوريا بإعادة ترتيب الداخل وصياغة مقاربتها الإقليمية الجديدة.

ويعتقد الدبلوماسي أن التواصل قائم على مستوى الحد الأدنى، لكنه لم يتحول بعد إلى مسار تعاون ممنهج أو شراكة استراتيجية.

تحديات تواجه العلاقة

يرتبط تطور العلاقة بين سوريا الجديدة ومصر، بمجموعة من التحديات والمحاذير التي تقف مصر أمامها، رغم أن دمشق حاولت مرارًا إرسال رسائل طمأنة للقاهرة بأن الثورة السورية انتهت، ولا يوجد أي فكر يدعو لتصدير الثورة إلى أي بلد آخر.

ويعتقد الباحث المصري في مركز “الأهرام للدراسات” كرم سعيد، في تصريح سابق لعنب بلدي، أن هناك جملة من التحديات لا تزال تدفع مصر إلى التعامل بقدر من “الدبلوماسية الشديدة” مع ما يحدث في سوريا حتى اليوم، منها وجود عدد من المقاتلين الأجانب ومنهم مصريون، التحقوا بالثورة السورية المسلحة، ومنهم من هو مطلوب قضائيًا في مصر.

وأضاف لعنب بلدي أنه لا بد من تسليم هؤلاء العناصر أيضًا لدولهم، لافتًا إلى أن هذه ليست رؤية مصر وحدها، إنما رؤية قطاعات أوسع من القوى الإقليمية والدولية.

وأضاف أن قوى كثيرة حول العالم تنتظر ما ستؤول إليه الأمور في الداخل السوري خلال المرحلة المقبلة، باعتبار أن التوجهات الجديدة التي ستكشف عنها الإدارة الجديدة ستحدد طبيعة وتوجهات ما سيقرر لاحقًا حول المشهد السوري.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة